تحقيق - صفاء السعدي ـ اذعة الهدى
الدراجات النارية، والعربات التي تسمى "الستوتات" هي و سيلة من وسائل النقل التي يصفها البعض بالبدائية، وقد انتشرت في معظم محافظات البلاد، وفي شوارع كربلاء المقدسة، انتشارا ملفتا للنظر حتى باتت واسطة النقل الوحيدة التي لاتنازعها واسطة نقل أخرى في نقل الأشخاص والبضائع بمختلف أنواعها بعد ان تم لدواعي أمنية غلق شوارع مدينة كربلاء وحظر دخول السيارات إليها إلا التي تحمل باجا خاصا، ،لذلك أصبحت الدراجات النارية وبأنواعها كافة الحديثة منها والقديمة دراجة نارية اوستوتة تقوم مقام السيارات الناقلة للأشخاص و سيارات الحمل التي انقرضت تقريبا من شوارع مركز المدينة القديمة، كذلك أصبحت الستوتات هي المنقذ الوحيد تقريبا في نقل الزائرين وأمتعتهم أثناء المناسبات الدينية من المقطوعات والحواجز الأمنية إلى داخل المدينة،ناهيك عن دخولها العشوائي للبلد الذي ساعد على انتشارها وبالكثرة الملحوظة وافتقار راكبيها لشروط السلامة المهنية وللقواعد المرورية المتعلقة بتراخيص السوق والسير في الشوارع،والبعض منها مصدرا من مصادر الإزعاج لأنها تصدر ضجيجا عاليا فضلاً عن منظرها غير الحضاري، وان اغلب الذين يقودونها هم من صغار السن ولا يجيدون فن السياقة مما يجعلهم يتصرفون باندفاع وتهور ماسبب وقوع الكثير من الحوادث المؤسفة.
هموم ومعاناة المواطنين من "السرعة والفوضى"المواطن عبد الأمير محمد علي ،(58)عاماً، و الذي كان راقداً في المستشفى إثناء لقاءنا به وبسبب تعرضه لحادث بسبب احد راكبي الدراجات، قال لنا بان "وضع شوارعنا أصبح مأساوي نتيجة الزخم الحاصل من قبل الدراجات، ومختلف انواع المركبات، من جهة، ومن السرعة المفرطة من جهة أخرى" ،وتابع: " الكثير من راكبي الدراجات النارية والستوتات هم من الشباب الطائش كما ويفتقدون إلى ابسط الأمور وهي إجازة السوق". إما المواطن قاسم حسين اسود، وهو سائق سيارة تكسي، فقال ان "حالة الدراجات في الشارع الكربلائي باتت فوضى وخطرا، وبرأي انه إرهاب من نوع أخر إذ يهدد ابناءنا وإخواننا في الشارع واني لم ألاحظ محافظة تحوي هذا العدد من الدراجات مثل ماتحويه مدينة كربلاء". مضيفا أن "على المسؤولين متابعة مثل هذه الأمور لأنه من الأمور المهمة كونها تتعلق بحياة المواطن".
شعبة الطوارىء: إصابات كثيرة و"مأساوية"و توجهنا إلى شعبة الطوارئ في مستشفى الحسين عليه السلام، العام في كربلاء، لنطلع على حجم الإصابات التي تسببها الدراجات النارية سواءً لراكبيها أو المواطنين حيث تحدثنا إلى الدكتورعبد الحسين رزاق الخفاجي الذي وصف الحالات التي تأتيهم إلى شعبة الطوارئ بـ"المأساوية"، نظراً لحجم الإصابات البالغة التي تصيب راكبي الدراجات النارية والستوتات وان اغلب الإصابات هي "إصابات خطرة معظمها تصيب الرأس ومنطقة الدماغ بالتحديد وهذا شيْ خطير إذ يصيب شباب تتراوح أعمارهم مابين (16-25)عاماً،حيث يتم إدخال البعض منهم إلى العمليات وتجرى لهم عمليات سواء أكانت عمليات كبرى أم صغرى"، مضيفاً: "ان مايصلنا يومياً من الإصابات يقدر بـ(7-8) إصابات وان اغلب الإصابات هي نتيجة التهور الذي يحصل عند الشباب أثناء مشاركتهم حفلات الزفاف وان عدد الإصابات المسجلة لدى دائرة صحة كربلاء للشهرين الماضيين بلغت(1300) إصابة جميعها في الرأس والأطراف العليا والسفلى،بحسب إحصائية صحة كربلاء".
مديرية المرور: دعوة لفتح الشوارع المغلقة و إمكانية إنشاء شوارع خاصة لسير الدراجاتومن مديرية مرور كربلاء التي كان لها الشأن الأكبر في الموضوع، حدثنا العميد سعد خضير عباس، مدير مرور كربلاء، موضحا ان محافظة كربلاء تعد "الأولى" في عدد الدراجات النارية و ان عدد الدراجات المسجلة في كربلاء حالياً ووفق آخر إحصائية هو"6750" دراجة مسجلة، وان دوريات المرور والشرطة في كربلاء تعمل على حجز الدراجات غير المسجلة ومنعها من السير في شوارع كربلاء. مؤكداً:" حتى الدراجات المسجلة لها وقت محدد للسير في الشوارع وبشرط توفر شروط المتانة والأمان .. و مديريتنا قامت بحجز العديد من الدراجات النارية التي لا تحمل شهادة تسجيل خاصة بها وأننا عازمون على منع الدراجات والستوتات غير المسجلة أصلا وبحسب القانون ".
واضاف مديرية المرور: "طالبناً مجلس المحافظ بضرورة فتح الشوارع المغلقة في كربلاء لتسهيل عملية السير والتقليل من الحوادث التي تحصل نتيجة الزخم الموجود في المدينة". مشيراًإلى ان مديرية مرور كربلاء "جاهزة لتطبق القانون المرقم (86 لسنة 2004 المعدل) ويشمل شروط السلامة والأمان لراكبي الدراجات النارية بكل أنواعها" وان مديرية المرور "درست إمكانية إنشاء شوارع خاصة لسير الدراجات كما هو معمول في اغلب الدول ولكن هذه العملية تتطلب بعض الوقت وخصوصاً ان كربلاء يتم العمل فيها بإنشاء مجسرات كبيرة".
وتابع بالقول: " إننا نملك الآن المعمل الخاص والمتعلق بإصدار لوحات التسجيل والرخص المتعلقة بالدراجات والسيارات وبنظام خاص ومتطور وغير قابل للتزوير وسيتم العمل فيه بوقت واحد في جميع العراق لحين إكمال منظومة اتصال".
وعلى ضوء ذلك.. نأمل من المسؤولين في محافظة كربلاء الأخذ بنظر الاعتبار الأرقام التي نشرت وهي أرقام مؤكدة والعمل على وضع قوانين تعمل على التقليل من الحوادث التي تفتك بأبنائنا،ولتسهيل عمل الدراجات والستوتات كونها تنفع البعض في إيصاله إلى العمل أو نقل البضائع للقسم الآخر، وان إعداد الدراجات غير المسجلة هي أكثر بثلاثة أضعاف، بحسب وصف عدد من رجال المرور
https://telegram.me/buratha