الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها قدم سماحته التعزي الى امام العصر والزمان (عج) . والامة الاسلامية ومراجع الدين العظام والشعب العراقي المظلوم بمناسبة ايام محرم الحرام . عاشوراء الدم والشهادة . مبيناً اننا نعيش الم المصاب وقلوبنا تعتصر الماً لهذه الفاجعة الاليمة .
موضحاً اسباب الثورة الحقيقية للامام الحسين (ع) . واهدافها . وماذا كان يريد منها الامام الحسين ولم قدمت التضحيات في هذه الثورة . مطالباً الشباب بان يطلعوا جيداً على هذه الاسباب والاهداف والدوافع وتاثير هذه الثورة على تثبيت رسالة الانبياء السماوية .
مؤكداً على ان الامام الحسين (ع) . من بداية نهضته وقيامه وتصديه وانتفاضته رفع شعارات بقت مناراً خالداً للثائرين والاحرار والمجاهدين وللشهداء الابرار. كما ان هذه الشعارات هي التي تعبر عن المواقف وعن التكليف وعن الاسباب وعن الاهداف وتكشف عن الدوافع والخلفيات وهي بحد ذاتها نصوص شرعية . وادلة بارزة تبين لنا وللاجيال وللانسانية جمعاء مبررات النهوض والتصدي . ولذا على الجميع ان يقرأ وعلى الاجيال والشباب ان يقرأوا ما قاله الحسين وما رفعه من نداءات وشعارات وما اصدره من بيانات متتالية تعبر عن حقيقة ثورته .
اما في خطبته الثانية فقد تناول سماحته عدداً من المواضيع السياسية الساخنة . وفي مقدمتها قضية الفساد والفسوق الذي يمارس في جميع المفاصل . وموضحاً انه اذا كان الحاكم صالحاً فحينئذ ينتشر الصلاح ويحارب الفساد . والعكس ايضاً أي اذا كان الحاكم فاسداً ممارساً للرذائل فحينئذ يكون له الدور في اشاعة الفحشاء والمنكر . مستشهداً بالمقولة (( الناس على دين ملوكهم )) . وان الفساد والفجور مرتبط بالحاكم أي بصلاحه وفساده .
فان انتشار الفساد وضياع القيم والاخلاق وفقدان المثل يجعل المجتمع يعيش حالة فقدان الثقة والاستقرار والاطمئنان وتختلف الموازين والمعايير وتنكث العهود والمواثيق ويشاع النفاق السياسي والدجل والاحتيال والتلاعب بالمقدرات ونهب الاموال والثروات . ونحن مقبلون على انتخابات مصيرية نحدد من خلالها من هو الصالح للحكم والتصدي لقيادة البلد . فلنحذر ونجتهد من اجل ان لا نخدع او نقع في خطأ يسبب لنا ولبلدنا المشاكل الكثيرة .
اما عن الوضع الامني فقد دعا سماحته الاجهزة الامنية بان تستنفر كل قواها من اجل توفير الحماية للمواكب الحسينية وللزائرين . مستنكراً في الوقت نفسه الانفجارات والانتهاكات المتكررة واستهداف الزائرين والتي سببت وقوع ضحايا كثيرة من الشهداء والجرحى كالذي حصل في محافظة بابل وكذا في الهندية فضلاً عن بغداد وقد يحدث في كربلاء خصوصاً وان الحشود المليونية تتوافد على كربلاء والعدو يتربص بنا الدوائر .
مؤكداً على ان الوضع الامني لا يتحسن ولا يعالج ما لم تفعل القوانين وتتخذ الاجراءات المناسبة وتنفذ الاحكام الصادرة بحق المجرمين وتكشف للشعب نتائج التحقيقات وفضح الجهات المتورطة في عمليات ذبح وابادة جماعية للابرياء والمظلومين فضلاً عن التدمير والتهجير وآلاف من المعوقين . فبدون هذا يبقى المسلسل تالدامي متواصلاً بل انه يزداد فجاعة .
وعن المؤتمر الذي عقد او الندوة التي عقدها مجلس القضاء الاعلى والكلمات التي تحدثوا بها ومناقشة الاوضاع . والتي اكدوا من خلالها ان القضاء سلطة مستقلة . ولم نعرف او لم يجيبوا على تساؤلات عديدة منها : من يعطل المحاكمات ؟ ومن يسوف التنفيذ ؟ ولم لم تنفذ الاحكام بحق من قتل الابرياء ؟ . وايضاً ونحن نسمع في كل مرة تقوم القوات الامنية بالقبض على قيادات بارزة في تنظيم القاعدة او الحزب الصدامي . لكن لم يعرف المصير . مطالباً مجلس القضاء الاعلى بان ياخذ دوره الحقيقي وان يتحمل المسؤولية ازاء الوضع الامني في البلد وكذا الفساد بمختلف اشكاله .
اما عن الازمة المفتعلة بين العراق وايران . فقد دعا سماحته دعوة مخلصة للجمهورية الاسلامية وللقيادة الموقرة ان يقفوا الموقف المناسب والصائب والمنسجم من المواثيق الدولية والمعاهدات بين البلدين وان لايفسح المجال للمراهنين على اثارة صراعات بين الجارين المسلمين وان لاتضيع الجهود وتلك الامكانيات التي بذلتها الجمهورية الاسلامية لدعم العراق طيلة الفترة المنصرمة . وعليها ان تتعامل بحكمة وروية واللجوء الى الحوار والتفاهم وحفظ حق الطرفين . كما دعا ايضاً الحكومة العراقية بان تتعامل مع الحالة وفقاً للمعاير والموازين التي تربط البلدين الجارين وان لاتنجر الى التصعيد من خلال وسائل الاعلام كالذي نسمعه من وسائلنا الرسمية .
وفي موضوع آخر يتعلق بالانتخابات القادمة . فقد بين سماحته ان الانتخابات القادمة مهمة . وكثيراً ما تم التاكيد على اهميتها . موضحاً اننا مالزلنا نؤكد على الوعي الجماهيري والثقافة الانتخابية ومعرفة المسؤولية الملقاة على عاتق كل مواطن يحق له التصويت وهذا ما تتبناه المفوضية العليا للانتخابات وكذا الكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني .
محذراً في الوقت نفسه من المخططات التي تحاك من قبل جهات معادية خارجية وداخلية لغرض افشال او تضعيف هذه العملية . وايضاً اختراقات حزب البعث والسعي للعودة من خلال المشاركة في الانتخابات . مطالباً المفوضية بتفعيل القانون الذي يحضر على البعثيين المشاركة في الانتخابات .
كما طالب ايضاً مجلس النواب العراقي والجهات المعنية بتفعيل قانون السلوك الانتخابي بعد اقراره وتطبيقه بقوة من اجل تنظيم العملية الانتخابية بدءاً من السجل الانتخابي الى فرز الاصوات من خلال تشكيل اللجنة العليا المشرفة لاجراء انتخابات نزيهة عادلة تحفظ حقوق الجميع واستحقاقاتهم ويمنع من خلالها الخروقات من التسقيط الانتخابي الى التلاعب باموال الدولة واعلامها وكذا الصلاحيات . ومنع الاجهزة الامنية من التدخل باي شكل كان .
https://telegram.me/buratha