قال سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي " نتمنى لكل الصيحات والأصوات التي تصدر من الساسة العراقيون ان تكون خلفيتها الحرص على امن المواطنين والحفاظ على أرواحهم وإنجاح المشروع الوطني للعراق والتقدم به الى الإمام "جاء ذلك في المقابلة الصحفية التي أجرتها مراسلة صحيفة الشرق الأوسط مع سماحته الأحد 20/12/2009 في المكتب الخاص لسماحته ببغداد .الى ذلك تطرق اللقاء الصحفي العديد من الشؤون التي تعج بها الساحة العراقية والمواضيع ذات الصلة .وفيما يلي نص اللقاء الصحفي ....المراسلة / هل كنت تتوقع ان تجلس على كرسي رئاسة المجلس الاعلى ؟سماحة السيد عمار الحكيم / ما كنا قد خططنا له هو رعاية المشروع الثقافي في العراق ، تأريخنا على مدار اكثر من عقدين من الزمن كان يتمثل في التفرغ بشكل كامل للمشروع الثقافي ، وفي المهجر كان تواصلنا مع الجاليات العراقية في مختلف أصقاع الارض ، من استراليا في اقصى الشرق الى كندا في اقصى الغرب وصولاً الى تغيير النظام والعودة للعراق حيث تم تشكيل مؤسسة شهيد المحراب ( مؤسسة الحكيم ) كما هو اسمها في الأمم المتحدة ومزاولة العمل الثقافي ولولا العارض الصحي الذي ألمّ بسماحة السيد الوالد في حينها لكنّا استمرينا بنفس الاتجاه ، الا ان الاخوة في قيادة المجلس طلبوا ان نكون حاضرين معهم وان اكون حلقة الوصل مع سماحة السيد في مرحلة العلاج ، وبعد وفاة السيد طلبت منهم ان يعذروني عن هذه المهمة وان اكون داعم لأيّ منهم .المراسلة / مع وجود القدرات والشخصيات ذوات التجربة الكبيرة في المجلس الاعلى ، هل شعرتم بانكم ستواجهون تحديات كبيرة في قيادة المجلس ؟سماحة السيد عمار الحكيم / ليس خافياً على احد ان حجم التعقيدات في الساحة السياسية العراقية لطبيعة التنوع السياسي ولتعقيدات المشروع العراقي عموماً والملابسات في هذا المشروع تجعل جميع المساهمين واللاعبين في هذا المشروع يتعرضون الى الكثير من التحديات والضغوط ، والسياسي العراقي قد يختلف عن السياسيين الآخرين نتيجة هذه الاعتبارات وانا شخصياً لا استثنى من هذه القاعدة ، التعامل مع هذه الساحة الشائكة والسعي لضمان المصالح الوطنية العراقية والتعامل مع الأطراف المختلفة في ساحتنا الوطنية والظروف الاقليمية والدولية الشائكة يتطلب الكثير من الجهد والحنكة ولكن ما يخفف من الوطأة احياناً هو ما ألفناه من عمل مؤسسي في المجلس الاعلى ، لايوجد شخص يتخذ قرار او يقوم بمبادرات او عمل بمفرده وانما قد يكون المجلس الاعلى من اكثر الجهات السياسية العراقية تنظيماً للاجتماعات وحلقات التشاور على مختلف الصعد والمستويات من مركز القرار الى الشورى المركزية تنضج فيها القرارات وتدرس فيها الامور والمسائل حتى تصل الى الرؤية التي نشعر انها الاقرب للمصلحة الوطنية العراقية ، تأريخ المجلس الاعلى ليس حركة انفرادية سواء في مواقفنا وتصريحاتنا ، علاقاتنا مع الاطراف المختلفة كلها خاضعة للنقاش والمداولة والتدقيق ونتحرك بشكل جماعي قد يكون البعض في الواجهة الا هذا البعض يتحرك بقرار الجماعة .المراسلة / هل كانت عدم الانفراد في القرارات قد شكلت عقبة تفاهم مع حزب الدعوة ؟سماحة السيد عمار الحكيم / لا نعتقد ذلك بالعكس حينما تكون المواقف مقبولة ومرضية من جميع القيادات في أي مؤسسة فهذا يعني ان كل رجال المؤسسة سيندفعون باتجاه واحد ويتبنون موقف واحد وهذا ما يساعد الى حد كبير في اقناع الآخرين بصدقية الموقف والرؤية وهو عنصر قوة وليس عنصر ضعف لو تبنى شخص من القيادة ولا يشاطره الآخرون في القيادة ستبدو لك تلك المؤسسة او الكيان ضعيفاً ومهزوزاً وله اكثر من رؤية وموقف .المراسلة / ما الذي حصل وأدى الى ابتعاد حزب الدعوة عن المجلس الأعلى ؟سماحة السيد عمار الحكيم / لا اعرف ان كان هناك بعد في الرؤية والنظرية ، على مدى أشهر كانت هناك اجتماعات تعقد للائتلاف بحضور اعزائنا في الدعوة ودوّنت المبادئ والأسس بشكل مشترك ، سمعنا تصريحات في قيادات حزب الدعوة وفي مقدمتهم السيد نوري المالكي الامين العام للحزب الذي وصف الائتلاف الوطني بانه سفينة النجاة ، لم تتغير هذه المبادئ والاسس والأطر وكل التفاصيل الأخرى ولكن بأي اعتبار اصبحت له قناعة او رؤية بان تعدد القوائم قد يكون مفيد ولهذه الاعتبارات اختاروا ان يكونوا بقائمة مستقلة وهي قائمة دولة القانون ونحن نحترم قرارهم وان كنا بذلنا جهود لإقناعهم بان النظام البرلماني في العراق بحسب الدستور يتطلب كتل كبيرة وفاعلة من اجل الوصول لبرلمان قوي وحكومة قوية وبالتالي مشروع سياسي فاعل وناشط قادر على تلبية طموحات الشعب وكلما كانت الكتل اكبر كلما استطاعت ان تضم الآخرين حولها ونقنعهم بالمشروع الموحد وتدفع بهم الى الإمام في انجاح المشروع الوطني ويخدم العلمية السياسية في المرحلة المقبلة وكنا تواقين لانضمام اطراف اخرى الى الائتلاف الوطني ولما لم يحصل ما كنا نطمح اليه أطلقنا مبادرة لتشكيل جبهة وطنية عراقية تضم العديد من الكتل السياسية المتنافسة في هذه الانتخابات والتي يمكن ان تتعاون فيما بينها للوصول الى ذلك البرلمان والحكومة القويتين والتي تمثل ضمان حقيقي للنهوض بالواقع العراقي للمرحلة المقبلة .المراسلة / هل توجد منافسة بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي وهل توجد ضغوط ايرانية لتشكيل جبهة موحدة ؟سماحة السيد عمار الحكيم /نحن نتحدث عن انتخابات عراقية لإدارة شؤون العراق ولانعتقد ان دول الجوار سواء ايران او سواها معنية بهذه الانتخابات كونها شأن داخلي عراقي واعتقد ان هناك الكثير من التهويل لما يطلق عليه ضغوط ايرانية بهذه الاتجاهات ، نظامنا البرلماني وما يستدعيه من وجود كتل قادرة ان تلم الآخرين وتشكل برلمان قوي وحكومة قوية نعتبرها واحدة من المداخل الاساسية للنجاح في المرحلة المقبلة ، اذا كان التنافس يعني تعدد قوائم في عملية انتخابية معينة فان اخواننا في ائتلاف دولة القانون بالفعل اليوم يمثلون منافسين كونهم في قائمة مستقلة ونحن في قائمة اخرى في الائتلاف الوطني نحن وحلفائنا الاخرين ،كلما نتمناه هو التنافس الشريف الذي يخضع للقيم وللمعايير العربية والاسلامية السائدة في مجتمعاتنا وان لايجرح بعضنا بعضاً لنخرج من هذه الانتخابات ونحن في ظروف نفسية ملائمة لبعضنا تجاه الآخر نتمنى ان نركز على الايجابيات ، على الشخوص وعلى الخطط للمرحلة المقبلة ، ويترك الحديث والتأشير على سلبيات الآخرين ، لانرى في الانتخابات على انها نهاية المطاف وانما هي بداية لمرحلة جديدة وعلينا ان ننظر للانتخابات على انها تمهيد لهذه البداية ويجب ان يكون التمهيد ملائماً حتى تكون البداية قوية جداً والمواطن العراقي بعد ان مر بظروف صعبة في المرحلة الماضية يتطلع لبرلمان قوي وحكومة نشطة قادرة على توفير الخدمات والعيش الكريم وتوفر له السكن وفرص العمل وما الى ذلك ، حكومة ترعى القطاعات المهمة كالزراعة والصناعة وقطاعات الشباب والمرأة والطفل وتهتم بكل جوانب الحياة ولايمكن ان نصل لذلك الا بفريق عمل متكامل متعاون منسجم ، العراق لايدار من حزب واحد او طائفة واحدة وانما يدار من جميع العراقيين ، قدرنا ان نعيش معاً ويجب ان تكون سعداء بهذا القدر ، ان يكون العراق بلد تعددي فيه كل هذا التنوع المذهبي والديني والسياسي انما هو قوة للعراق .المراسلة / حدثتنا عن امنياتك في المنافسة الشريفة ، ولكن هل يداخلك شعور بان الآخر قد لايكون بهذا المستوى من المنافسة ؟سماحة السيد عمار الحكيم / الانسان حينما يتمنى لانه يضع المعايير الصحيحة ويدعو نفسه والاخرين ليستفيدوا من هذه المعايير والأطر لكن لايمكن ان يضمن الانسان ان تكون رؤية الآخرين هي نفسها التي يتمناها ولكنه يتمنى ان تتحول هذه الرؤيا الى رؤية عامة ، هناك اليوم تصريحات ومواقف والتي لايجزم انها تنطلق من نفس الرؤية لمثل هذه الاعتبارات نعبر عن تمناتنا ونسعى لان نسيطر على مشاعرنا وسلوكنا وسلوك القواعد الشعبية العريضة المؤمنة بمشروعنا ، نرى انه المنفذ الصحيح لبناء تجربة فيها تعزيز للثقة والمشاركة ، فيها تطوير للنظام السياسي القائم ويساعد على تحقيق طموحات ابناء شعبنا .المراسلة / جميع القوى السياسية الموجودة في الساحة تدعي انها ستكون نواة الحكومة المقبلة والسؤال هو ان المواطن البسيط والمثقف من سينتخب من هذه القوى ؟سماحة السيد عمار الحكيم / شيء مفرح ان يعتقد الجميع أنه أصبح جزء لايتجزأ من الواقع السياسي ، نظريات الحزب الواحد والقائد الضرورة ولّت من دون رجعة ، العراق اليوم يدار من قبل جميع العراقيين فالكل يجد نفسه شريكاً اساسياً في العملية السياسية ، وهذه خطوة نعتبرها ايجابية من شأنها أن تعزز الشعور الوطني وتوسع المشاركة بين الأطراف السياسية المختلفة ، بالتأكيد التكهنات هي حق لكل الأطراف والكلام الفصل هو للمواطن العراقي في صناديق الاقتراع .المراسلة / هل تعتقد ان الأحزاب الدينية فقدت مصداقيتها في الشأن العراقي ؟سماحة السيد عمار الحكيم / اولاً انا اعتقد أن مصطلح الأحزاب الدينية يحتاج الى تدقيق ، لنقل الأحزاب المتدينة التي تلتزم بالنهج الإسلامي وأحكام الإسلام ، النظام السياسي في العراق الجديد هو نظام مدني يحترم الهوية الإسلامية لغالبية المواطنين ولا يسن في هذا النظام قانون يتقاطع مع ثوابت الإسلام ، هذه الرؤية التي كان غالبية أعضاء الجمعية الوطنية والتي صاغت الدستور من المتدينين ومع ذلك وضعت ملامح نظام مدني يحترم الهوية الإسلامية وليس نظام أسلامي حيث كان هناك رؤية لهذه القوى انه من الأنسب لظروف العراق هو حكومة مدنية تحترم الهوية الإسلامية ، مسألة التراجع للقوى المتدينة هي الأخرى تحتاج الى تدقيق ، البعض يستند الى معطيات نتائج الانتخابات لمجالس المحافظات السابقة ويشير الى ان هناك تراجع لهذه القوى في حين نجد ان المعطيات جاءت خلال ذلك ، ائتلاف دولة القانون وشهيد المحراب والتيار الصدري والاصلاح والحزب الاسلامي وقائمة طويلة من القوى المتدينة في بلادنا العربية والكردية نجد ان ما حازت عليه كانت كبيرة ، في جنوب بغداد في المحافظات التسعة تصل النسبة الى 90% وفي بغداد وصلت الى 70% وكذلك شمال بغداد نسبة كبيرة وهذه تكشف عن حضور واسع وكبير لهذه القوى ، صحيح ان هناك تراجع في عدد المصوتين والناخبين وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية السابقة اكثر .المراسلة / بعد نقض قانون الانتخابات كانت هناك وساطة من قبل السيد هادي العامري بين الاطراف لحل الموضوع ، هل ان هذه الوساطات اقنعتكم بالنقض ام بالتعديلات ؟سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نعتقد دائماً ان التوافق والحلول الوسطية والتي تبتعد عن سياسات لي الذراع وكسر العظم وتوفر حلول مقنعة لكل الأطراف وضمانات لحقوق جميع الاطراف تمثل حلول مناسبة وكلما ابتعدنا عن هذه الاجواء كلما وقعنا في هذه الاشكاليات ولذلك ما كنا نتمنى ان يحصل النقض وكان بالإمكان ان يدقق وينظر في الاشكاليات وهذا ما عرض على فخامة نائب رئيس الجمهورية ، النقض ولد إرباك نفسي وتوترات للأطراف السياسية وانعكست هذه التوترات على رد النقض بالطريقة التي تمت واجراء التعديلات بالشكل الذي حصل وولّد مشكلة إضافية بحيث ان عدد من المحافظات العراقية الشرقية والغربية والشمالية فقدت عدد من مقاعدها وكنا لانتمنى لأي احد ان يفقد شيء بل كنا نطمح ان يحصل الجميع على اشياء ، نعتقد ان المجلس الاعلى بما يمتلك من علاقات رصينة وطيبة وذات ثقة مع الأطراف الوطنية المختلفة وعلى هذه الخلفية استطاع أخينا الكريم الأستاذ هادي العامري ان يلعب دور الوساطة ووقفت قيادات المجلس الى جانبه ومعه وساندته بإخراج قانون الانتخابات والتصويت عليه بالاجماع .المراسلة / لماذا تناقضت تصريحات بعض المسؤولين بخصوص قضية الانتخابات هل تعتبر بعض هذه التصريحات جزء من الدعاية الانتخابية ؟ فما مدى نجاح وفشل هذه الدعاية التي أخذت طابع الأسبقية من الدعايات ؟سماحة السيد عمار الحكيم / انا اعتقد ان صوت التشدد ما بات مقبولاً عند العراقيين لان الناس تبحث عن صوت الاعتدال والصوت الذي يعالج الامور ويحل المشاكل ويفكك التوترات ويساعد على حركة البلد ونهوضه واعتقد ان جزءاً من الجدل السياسي الذي تقوم به الكتل السياسية غير مبرر في رأي الشارع العراقي ، ولمثل هذه الاعتبارات فان استغلال الازمات للدعاية الانتخابية والاساءة الى الآخر لانراه يأتي منسجماً مع المزاج العام للشارع العراقي ومن يرى انه من خلال اثارة مشاكل معينة واستهداف المنافسين السياسيين بأمكانه ان يحصد ، نعتقد انه سوف يصل الى استنتاج لاحقاً مختلفاً في مثل هذه الرؤية وعلينا ان لانكسر احد وانما علينا ان ننفتح ونتفهم ظروف الآخر دون ان تتحول هذه الحالة الى ابتزاز سياسي يمارس من قبل هذا الطرف او ذاك ، اذن تفهم مطالب الآخرين حق ولكن الابتزاز السياسي ورفع أسقف المطاليب بصورة غير منطقية وغير واقعية هذا الامر ايضاً يجب ان نحذر منه ونبتعد عنه تماماً لذلك انا شخصياً لا اتماشى مع الاستغلال السياسي والانتخابي للازمات كالأزمات التي تحصل نتيجة لبعض التفجيرات والتي تعقبها تصريحات عنيفة بالإساءة الى الآخرين ، وانما بالانتصار للدماء البريئة التي تسقط ونتمنى لكل الصيحات والأصوات التي تصدر من الساسة العراقيون ان تكون خلفيتها الحرص على امن المواطنين والحفاظ على أرواحهم وانجاح المشروع الوطني للعراق والتقدم به الى الإمام هذا ما نتمناه وعلينا ان نعزز الثقة بين كل الأطراف السياسية .المراسلة / الملف السياسي والملف الأمني ايهما يسقط الآخر ؟سماحة السيد عمار الحكيم / الحقيقة ان هناك تداخلاً بين السياسة والأمن والاقتصاد وكلما انتعش المشروع الاقتصادي كلما كانت هناك فرص عمل اكثر وهذا ينعكس على ابتعاد الشباب عن التغرير بهم للقيام بعمليات اجرامية تدفع الى الوقوع في مخالفات قانونية وكلما تطور المشروع السياسي وتعززت الثقة بين الكيانات السياسية فسينعكس ذلك ايجاباً على الواقع الامني ، وكلما استتب الأمن وهدأت النفوس وطابت الخواطر استطعنا ان نطور المشروع السياسي بشكل اكبر ولابد ان نجزم ان القضية الامنية في العراق لم تكن ذات خلفيات جنائية في يوم من الايام حيث كان لها خلفيات سياسية ايضاً ولذلك تأتي الصيحات بالمصالحة والحوار والوفاق الوطني ، وكلما تقدمنا في مشروع المصالحة كلما انخفضت وتيرة العنف وهذا يسعدنا حيث نجد ان المصالحة مع الآخرين وبعض الاطراف يخفف وطأة العنف ويحافظ على أرواح المواطنين ولكنه يقلقنا لان هناك اطراف تستغل مثل هذه الاجواء كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية وهذا ما لانتمناه لأحد لان العراق لجميع العراقيينالمراسلة / هل من الممكن انيتقوم احد الأطراف السياسية بتفجير السيارات المفخخة في محاولة لتسقيط الآخرين او تقوم باستغلال الوضع الامني للحديث عن المكسب السياسي ؟سماحة السيد عمار الحكيم / شخصياً أنزه القوى السياسية المنخرطة في العملية السياسية والمعروفة في ساحتنا وابرأها من الوقوع في العمليات الاجرامية والارهابية لتحقيق مكاسب سياسية ولكن هناك أطراف أخرى ، وكما هو معروف فنحن نحمل المسؤولية المباشرة للصداميين والقاعدة والقوى المتطرفة من خلال التعامل المشترك بينهما للقيام بمثل هذه الأعمال والذين يظهرون هنا او هناك في جلباب سياسي او يرفعون عتاوين سياسية معينة او دفع بعض العناصر الى الواجهة في الواقع السياسي وهذا قد يحصل هنا او هناك ولكن ننزه عموم الأطراف السياسية المعروفة في الساحة العراقية في ان تمارس ادوار من هذا النوع .المراسلة / يتوارد في الصحافة ان حكومة المالكي على شفا حفرة من خلال التفجيرات الاخيرة والوضع الامن الهش ، فما هي الخطوات التي يمكن لها ان تتخذها للخروج من هذا المأزق ؟سماحة السيد عمار الحكيم / طبعاً يجب ان يسأل السيد المالكي كونه قائد عام للقوات المسلحة واعتقد ان التوجّه العام الذي ساد مجلس النواب والمجلس السياسي للامن الوطني واللقاءات التي عقدت بهذا الخصوص هو ضرورة ان نضع ستراتيجية أمنية لتبنى على أساسها الخطط الأمنية وتكون هذه الستراتيجية مقرّة وطنياً ومقبولة من كل الاطراف حتى تتحمل كل الاطراف المسؤولية تجاه الواقع الامني في العراق فحينما تنظم الخطط الامنية من طرف معين سيتحمل هو كامل المسؤولية فالعراق وطن الجميع وكلنا نتحمل مسؤولية الدفاع عنه والقضية الامنية اليوم تخاطر بارواح المواطين ولايمكن اعتبارها تخص طرف معين دون طرف آخر نحن نرى ان ارواح المواطنين اهم من أي اعتبار انتخابي وان استتباب الامن في العراق هو الضرورة الوطنية الكبرى التي يجب ان تتظافر الجهود لتحقيقها بعيداً عن أي اعتبارات انتخابية او سياسية .المراسلة / هل هذا يعني ان هناك انفراد بالقرارت المهمة ؟سماحة السيد عمار الحكيم / ما سمعناه في مجلس النواب من القيادات الامنية والسادة الوزراء المعنيين كشف المزيد من الحاجة الى التنسيق بين هذه الاجهزة فتعاطي المعلومة في نطاق اوسع من الدائرة التي تحصل عليها وقد بانت بعض الثغرات وانعكست على الرأي العام ونتمنى ان تكون هذه الاستضافات كافية لتلمح بعض الملامح المعنية حينما نجد اليوم ان الاطراف السياسية تتفق على ضرورة الذهاب الى ستراتيجية وطنية في الامن هو دليل على ان الجميع يشعر بان هناك ثغرات معينة علينا ان نذهب الى معالجتها .المراسلة / هل كانت جولتكم العربية الأخيرة تهدف الى منهج المصالحة وقد فسرت جولتكم الأخيرة الى سوريا على انها مضادة لاتهام سوريا في قضية التفجيرات الاخيرة فما هو تفسيركم لجولتكم الى سوريا وطلب عودة البعث الى العملية السياسية ؟سماحة السيد عمار الحكيم / جواب السؤال على ثلاث نقاط .. النقطة الاولى الانفتاح العربي نحن نعلم ان العراق بلد عربي وعلينا ان نحافظ ونصون الهوية العربية للعراق مع كامل تقديرنا واحترامنا لاعزاءنا الكرد والتركمان وسائر القوميات الأخرى في بلادنا ونجد في الوطن العربي والدول العربية الكريمة انهم يمثلون ركيزة مهمة في الحفاظ على هذه الهوية وكذلك كان لهم دور كبير في مساعدة العراق وتحقيق التوازن في العلاقات الاقليمية وما قلته للزعماء العرب خلال هذه الزيارت ان حضور الدول العربية في العراق والدور الايجابي ومساندة هذه الدول للتجربة العراقية ليس مصلحة عربية فقط انما هو ضرورة عراقية لتحقيق حالة من التوازن في علاقاتنا الاقلمية لبناء علاقات طيبة مع ايران وتركيا ولكن نحن نحتاج لتطوير علاقاتنا مع الدول بشكل مستمر لتحقيق مثل هذا التوازن والحفاظ على الهوية العربية وكما هو معروف فنحن وضعنا ضمن أولوياتنا في ادارة المجلس الاعلى في هذه المرحلة تعزيز الانفتاح العربي كما جاء في المؤتمر الصحفي الاول الذي عقدناه بعد تحميلنا هذ المسؤولية ، النقطة الثانية سوريا نحن نعتقد ان الحوار والتواصل مع الاشقاء ومع دول الجوار هو المدخل الوحيد لتعزيز العلاقة ولحل الاشكاليات وقد أثبتت التجارب على ان الحروب والصدام غير قادرة على حل المشاكل وتعرف ان النظام الصدامي وعلى مدار عقود من الزمن قام بالعديد من الحروب وادخل العراق في متاهات ولم يجني العراق من جراء هذه الحروب الا الويل والدمار لذلك نعتقد ان علينا ان نتواصل مع الشقيقة سوريا ومع سائر دول الجوار والمنطقة هذه كحالة عامة ونقطة اساسية ، وشخصياً لا اعتقد ان هناك اتهام وجّه من الحكومة العراقية لسوريا في يوم من الايام وانما يوجه الاتهام الى عراقيين يظن انهم تواجدوا على الاراضي السورية او استخدموها حسب بعض المعطيات الامنية وهذه النقطة مهمة جداً لان ليس هناك اتهام مباشر لسوريا من قبل الحكومة العراقية ونحن ايضاً تشاورنا مع الحكومة العراقية وحملنا رسالة من مسؤولين عراقيين معنيين لفخامة الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد لحل المشاكل العالقة ، على كل حال كانت السفرة أساسًا لتقديم العزاء بوفاة شقيق الرئيس السوري ، النقطة الثالثة هو الحديث عن البعثيين في الحقيقة نحن نفرق دائماً منذ سنين بين الصداميين وبين عموم البعثيين ، فالصداميون هم أناس ذوي أجندة خاصة كانوا ولازالوا متورطين بالاساءة الى الشعب العراقي وباهدار الدم البريء ويتحملون مسؤولية كبيرة في ارباك الوضع الامني في العراق واستهداف الحياة والمواطن في هذا البلد ولايمكن التساهل او المداهنة في هذا الموضوع اما عموم البعثيين اولئك الذين وقعوا على اوراق الانتماء نتيجة لظروف الحياة وهؤلاء لم يثبت تورطهم باساءة ونتعامل معهم عل انهم مواطنين عراقيين ويجب ان يأخذوا فرصة في الحياة والعيش الكريم ونحن جددنا الحديث على هذه الرؤية الثابتة .المراسلة / لقد فسرت هذه التوجيهات ايضاً على انها دعاية انتخابية للمرحلة المقبلة هل هي كذلك برأيكم ؟سماحة السيد عمار الحكيم /من يتابع ويرصد تصريحاتنا يجدها ذكرت على لسان السيد الحكيم ( رحمه الله ) وعلى لسان العديد من قيادات المجلس الاعلى قبل عدة سنوات ، نحن دوماً نتحدث في ضرورة التمييز بين الصداميين والبعثيين ونعتقد ان غير المسيئين ممن انضوى في حزب البعث اليوم نتعامل معهم كمواطنين ونرى المشكلة في حزب البعث كحزب وككيان سياسي وفي الصداميين كعناصر سيئة لها اجندة خاصة وتعمل على استعادة الحكم في العراق والهيمنة على الشعب العراقي من جديد .المراسلة / هل ان كرسي الحكم يمثل نقطة الخلاف بين المجلس الاعلى وحزب الدعوة او أي كيان سياسي كبير في الانتخابات المقبلة ؟سماحة السيد عمار الحكيم / نعتقد ان معطيات الانتخابات هي التي تحسم هذه المواضيع ، على مستوى الائتلاف الوطني نحن داخلياً وضعنا نظاماً لإدارة الاتئلاف ووضعنا آليات لكيفية تحديد المواقع السيادية والمهمة في البلاد عبر الائتلاف وفق الفرص المتاحة ، بكل تأكيد هذه المسائل في نظام ديمقراطي وفي بلد تعددي تخضع للاستحقاقات الانتخابية والمعطيات القادمة في الانتخابات ومن الصعوبة التكهن او تحديد تفاصيل في هذه المرحلة .المراسلة / بالنسبة لموضوع المحاصصة ، هل نجحت ام فشلت في العراق ؟سماحة السيد عمار الحكيم / نعتقد ان المحاصصة كانت من الخيارات غير الموفقة في التجربة العراقية ولذلك نعتقد انه يجب الابتعاد عن اجواء المحاصصات ، ولكن مفهوم الشراكة والتي تعني حضور المكونات والاطراف الاساسية المتعددة في ادارة البلاد وفي القرار العراقي وهي مسالة ضرورية لاستقرار البلد ، العراق بلد تعددي والنظام السياسي نظام برلماني حسب الدستور وكما هو الحال في الانظمة البرلمانية الكتل الفائزة تتعاون فيما بينها في تأليف الحكومة ومن هنا فالشراكة تعني اشعار جميع الاطراف وتطمينهم وحضورهم في صناعة القرار في العراق وادارة البلاد .المراسلة / المرحلة المقبلة في العراق هل من شانها اشعال جو المنافسة الانتخابية ؟سماحة السيد عمار الحكيم /لاشك كلما كانت القضية اكثر حساسية كلما سعت جميع الاطراف ان تحظى بثقة الشارع وان يكون لها حضور ودور في هذه العملية والجميع ينظر لهذه الانتخابات بحساسية قد تكون اكبر من انتخابات عادية في بلد يعيش حالة الانتخابات الدورية كل أربع سنوات .المراسلة / هل تتوقعون ان تصل شدة المنافسة الى الاغتيالات ؟سماحة السيد عمار الحكيم / لانتمنى ذلك ونتمنى ان تكون المنافسة شريفة كما قلنا وان تعتمد الوسائل الديمقراطية في التعبير عن الرأي وفي الانتصار للمناهج والبرامج والشخوص المرشحين من أي من الكتل السياسية ، نجاح مشروعنا وتجربتنا يكون في الابتعاد عن مظاهر العنف والاساءة للآخر .المراسلة / هل انت تقبل الراية الآخر بكل سلبياته وايجابياته ؟سماحة السيد عمار الحكيم / يجب ان يسال الآخرون ولكن أتمنى ان يكون تقييمي في نفسي صحيح لأني أتعاطى مع الرأي الآخر ، وفي أروقة القرار والاجتماعات المخلتفة التي تحصل مع القيادات والحلقات الوسطية وعموم الكوادر المنتسبة لمؤسسة المجلس الاعلى نرحب بأي فكرة ومن يجلس معنا في اجتماعاتنا الخاصة يجد الحرية ويلاحظ الآراء فيها سعة وحرية عالية فيما يطرحه الآخرون ومن ثم يجري الحوار والنقاش حتى تنضج الفكرة وتقترب ألآراء وتتوحد ، بالأمس تلقيت رسالة على ايميلي الخاص فيها ملاحظات حادة ومن خلال العبارات والصياغات ظننت انها من احد اخواننا فاتصلت به وقلت له انا أشكرك على ملاحظاتك وقال لي انا أكبّر اتصالك وقبولك لهذه الملاحظات وقلت له من الضروري ان نجلس ونناقش هذه الملاحظات ، نعتقد أن من يعمل يخطيء وليس المعيب ان يخطيء الانسان ولكن العيب الاصرار على الخطأ وتكراره وعلى الانسان الاستفادة من ملاحظات ومشورات الآخرين ، في مرات عديدة طلبت من كبار قيادات عراقية وبعضها منافسة ان يعينوني بالرأي والمشورة متى ما وجدوا موقفاً او قراراً او تصريحاً يحتاج الى اعادة نظر او تقويم واعتقد انها قوة في الاسان ان ينفتح عل الآخرين ويسمع منهم ويأخذ منه ما يجده مفيد لتصحيح المسار .المراسلة / هل تشعر ان ما تتميز به من هدوء قد يجبر الآخرين لعدم ارشادك الى الخطأ ؟سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت ان العاملين معي يجدون ان من لديه وجهة نظر يحظى باهتمام اكبر وهناك شحصيات اساساً هي شخصيات نقدية وكثيراً ما أحاول ان استفزهم في الاجتماعات واطلب منهم الحديث حتى نخلق جو من استحضار الرأي الآخر .المراسلة / هذا الهدوء الذي يمتلكه سماحتكم هل ورثتموه من السيد الوالد ( رحمه الله ) وهل كانت شخصيتكم قريبة من شخصية والدكم ؟سماحة السيد عمار الحكيم / قد يكون والدي ( رحمه الله ) عندما كان في عمري الحالي حاد المزاج شيئاً ما وكل انسان تبنى شخصيته على ضوء متغيرات كثيرة وظروف يعيشها وملابسات معينة اضافة للجينات حيث معروف ان السادة عموماً هم حادّي المزاج .المراسلة / ماذا عن الكتب التي تعمر بها مكتبتكم خصوصاً انا أرى مجموعة كبيرة جداً من الكتب امامي ؟سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك ان الوقت الذي أمضيته في الدراسات التخصصية في الحقول والمعرفة الدينية على اختلاف انماطها كانت اكثر من اهتماماتي بالشان السياسي ومطالعة الكتب السياسية وفي الفترة الاخيرة قمت بتخصيص وقت اكثر لمراجعة بعض المذكرات السياسية والتي تساعدنا في استشراف رؤية معينة من المناهج والمدارس السياسية ، طبيعة الانتماء الاسري والظروف الخاصة التي وضعت فيها وكأن هناك قدر يدفعني الى الواجهة دائماً ، منذ الطفولة كنت اهرب من الواجهة .المراسلة / ماذا عن دراستكم وتخصصكم العلمي ؟سماحة السيد عمار الحكيم / انا احمل شهادة الماجستير ، ولكن كما تعرفون الدروس الدينية حسب الحوزات الدينية لاتتقوم بالشهادات الجامعية كما هو في مدارس اخواننا المسلمين السنة في الازهر او في عدد من الجامعات الدينية الاخرى حيث يمنح الطالب شهادة الدكتوراه او ما الى ذلك ، اوضاعنا في الحوزات العلمية للمسلمين الشيعة لاتوجد شهادات جامعية بهذا المعنى ولكن انا حصلت على شهادة الماجستير من جامعة اكاديمية ،ولم تقيّم هذه الدراسات الدينية على هذا الاساس و لو كانت تعطى شهادات لدراسة استمرت لخمسة عشر سنة في حقول المعرفة الدينية المختلفة لتجاوزنا الدكتوراة في ذلك ، مارسنا التدريس لسنين طوال ايضا في الفقه والأصول والفلسفة وعلم الكلام وقد تخصصنا في هذه الجوانب المختلفة المراسلة / هل ان جنابكم متزوج ؟سماحة السيد عمار الحكيم / متزوج ولي خمسة اولاد ، متداول في اسرنا الابكار في الزواج ، انا تزوجت في السادسة عشر من العمر واترقب قليلا ان اصبح جد لان ابني ايضا تزوج ويفترض ان يرزق ولدا اذا اراد الله ذلك .المراسلة / بحكم قربكم من سماحة السيد الحكيم رحمه الله والسيد الوالد ايضا ، هل هناك خطوة بأن تكون رئيسا لشيء ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت انه لم يحصل تخطيط او حديث معي بهذا الموضوع ، واحيانا حينما استذكر الساعات الطويلة التي كان يقضيها عمي سماحة السيد الحكيم والمسؤوليات التي كان يحملينياها حيث كان يرسلني ممثلا عنه الى المنتديات العلميه او في تمثيل شعبي وجماهيري او الى حضور في الندوات السياسية للاجابته نيابة عنه ، وكان المألوف لديه ان هناك ملتقى اسبوعي يتحدث فيه ويبث على الانترنيت والذي كان يتابعه عدد كبير من العراقيين ، وكان يطلب بعد انتهاء المجلس ان اجيب عن تساؤلات الكثيرين عبر الانترنيت وكان يسألني عن ماذا سألت وماذا اجبت ، وحينما اتذكر تلك الساعات اشعر انه كان يعد لطاقة معينة من دون ان يشعر احد .
https://telegram.me/buratha