النجف الاشرف - احمد كاظم
لم يستثني الارتفاع في الأسعار الذي شهده العراق بعد عام 2003 قطاع النقل على الرغم من دخول أعداد كبيرة من السيارات بمختلف الأحجام والأنواع والتي غصت بها الشوارع بحيث أصبح كل بيت يمتلك سيارة تقريبا .
وعلى الرغم من هذه الإعداد الكبيرة من السيارات فان أجرة النقل بدأت تتصاعد وتتزايد تدريجيا بحيث وصلت إلى مبالغ عالية بدأت ترهق العوائل المحدودة الدخل التي تضم أكثر من طالب يحتاج يوميا إلى أكثر من 2000 دينار تقريبا كأجور نقل على اقل تقدير .
وفي محافظة النجف الاشرف لم يمنع مشروع التكسي الموحد والذي اعتبر المشروع الأول من نوعه في العراق والذي يتضمن بيع سيارات الأجرة بالتقسيط على المواطنين من ارتفاع أسعار أجرة سيارات التكسي بحيث أصبحت اقل أجرة للنقل تصل إلى 2000 دينار .
3000 سيارة أجرة نوع افيو وزعت ضمن هذا المشروع على المواطنين في المحافظة وبدأت بالعمل الفعلي فضلا عن أعداد كبيرة من سيارات الأجرة نوع بيجو والتي وزعت من قبل الشركة العامة لتجارة السيارات والتي تتشح باللون الأصفر وتجوب شوارع المحافظة ، لم تقلل من الارتفاع الملحوظ في أجرة النقل وعلى وجه الخصوص في الزيارات والمناسبات الدينية التي تشهدها المحافظة .
المواطن جبار عبد الله (44 سنة) يقول إن ارتفاع أجرة سيارات التكسي خلال الفترة الأخيرة اضطره إلى الاعتماد على الباصات ذات سعة 11 راكب ( الكيا ) في الوصول إلى مكان عمله وذلك للتفاوت والفرق الكبير بين أجرة وسيلتي النقل والتي أصبحت الأولى تكلفه مبالغ عالية لا يستطيع تحملها .
أما الطالب سمير محمد (23سنة) فيرى إن أجرة سيارات الكيا هي الأخرى مرتفعة وغير متوفرة خلال ساعات الصباح الأولى مما يسبب في تأخر وصوله إلى الجامعة ، وفي نفس الوقت لا يستطيع التوجه إلى سيارات التكسي للوصول كون أجرتها عالية جدا ولا تتناسب مع دخله ومصروفه اليومي ، مطالبا جامعة الكوفة بتخصيص بعض مركباتها لنقل الطلاب الذين يعانون من مشاكل ومعوقات عديدة احدها ارتفاع أجور النقل التي ترهق عوائلهم .
وفي الجانب الأخر فقد عزى أصحاب سيارات التكسي ارتفاع أجور النقل إلى ارتفاع أسعار الوقود وأجور التصليح ومستلزمات السيارة الأخرى فضلا عن الأقساط المرتفعة التي يستحصلها مصرف الرافدين مقابل سيارات الأجرة التي قدمها المصرف بالتقسيط إلى المواطنين .
المواطن حسين جابر (30سنة) وهو صاحب إحدى سيارات الأجرة عزى الارتفاع في أسعار النقل إلى ارتفاع أسعار الوقود التي ارتفعت بشكل كبير جدا من 20 دينار للتر الواحد قبل عام 2003 إلى 450 دينار للتر حاليا فضلا عن ارتفاع أجور التصليح وتبديل الزيوت الخاصة بالمركبة وغيرها من الأمور الأخرى التي تتطلبها المركبة يوميا .
أما المواطن سرمد رشيد (28 سنة) وهو صاحب سيارة أجرة أيضا فيقول إن القسط الذي يستوجب دفعه إلى المصرف شهريا يجعله يعمل ليلا ونهارا ويطلب أجور مرتفعة من اجل سداده فضلا عن توفير وارد يومي يستطيع من خلاله سداد تكاليف عائلته ، وان الأجور التي يدفعها المواطنين إلى صاحب التكسي لا تذهب جميعها له بل حصته منها جزء قليل بالكاد يستطيع معها الاستمرار بالعمل .
https://telegram.me/buratha