تقرير: محمد حميد الصواف
طالب عدد من أهالي مدينة كربلاء المقدسة في الذكرى السنوية لعيد الغدير السلطات السعودية بإرجاع النفائس والكنوز التي تم استلابها من المراقد المقدسة إبان اجتياح الجيش السعودي للمدينة عام 1802للميلاد، 18 ذي الحجة 1216.
وطبقا للأهالي فان مدينتهم كانت قد تعرضت ما يعتبره إبادة جماعية بعد مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص وجرح عشرة آلاف جلهم من الأطفال والشيوخ والنساء علي يد قوات سعودية بقيادة سعود بن عبد العزيز، قبل أن يتم نهب المدينة ومرقد الإمام الحسين وأخيه العباس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
وتعد مدينة كربلاء إحدى المدن الإسلامية المقدسة لدى الشيعة في العالم الإسلامي حيث تضم مراقد الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهم السلام) فضلا عن بعض الصحابة، وتزخر تلك المراقد بالكثير من الهدايا والنفائس المهداة من ملوك ورؤساء الدول الإسلامية والأجنبية على مر التاريخ.
السيد حسين الطويل أمين عام مركز التنمية الإسلامية إحدى مؤسسات المجتمع المدني في كربلاء حمل السلطات السعودية مسؤولية ما جري حيث قال: نطالب السلطات السعودية بتعويض ذوي الضحايا الذين سقطوا جراء تلك الأعمال البربرية التي وقعت على أيدي الجيش السعودي فضلا عن استرجاع النفائس والكنوز المنهوبة من المراقد المطهرة، فضلا عن اعتذار رسمي عما بدر سيما إن النظام السياسي القائم ألان هو امتداد لما سبقه، وهو يتحمل المسئولية الكاملة.
ولفت الطويل: قبل كل شيء نطالب النظام السعودي بتغيير النهج القائم على تكفير المسلم واستحلال دمه وماله وعرضه، فالفتاوى التي تصدرها مشايخ الوهابية تسببت بسفك الدم العراقي منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.
من جهته أشار الشيخ طالب الصالحي احد تدريسيي حوزة كربلاء الدينية الى ما اعتبره انتهاك حرمة المراقد المقدسة ونهب محتوياتها حيث يقول: حتى تيمورلنك وهو قائد الجيوش البربرية الكافرة صفح عن المراقد المقدسة ولم تمتد يده إليها، إلا إن الجيش السعودي قام بتدنيس المراقد وسرقة كنوزها.
ويضيف الصالحي خلال حديثه مع: لقد اعتدت جيوش آل سعود باستمرار على الكثير من المدن والقصبات العراقية على مدى القرن التاسع عشر وحتى بدايات القرن العشرين إلا إن الاعتداء الذي وقع على مدينة كربلاء المقدسة كان من أفضع الجرائم.
ونوه الصالحي أيضا بالقول،" كان الاعتداء السعودي كربلاء اعتداء على جميع العراقيين والمسلمين أيضا، فهي مدينة عراقية إسلامية مقدسة.
الى ذلك طالب الحاج جواد العطار عضو الجمعية الوطنية السابق ومرشح الائتلاف الوطني العراق الحكومة العراقية بإجراء تحقيق لكشف الملابسات التاريخية للجريمة عادها حسب قوله جريمة استهدفت إفراغ العراق من محتواه التراثي أيضا، حيث يقول: تعرض العراق على مدى التاريخ لحملات نهب منظمة لمقتنياته الأثرية والتراثية والثقافية، وكان الدوافع التي تقف وراء تلك الحملات تكون مرة من اجل المال والقرصنة ومرة تكون لأهداف سياسية معادية.
ويضيف العطار: أطالب الحكومة العراقية إجراء تحقيق رسمي لجمع الأدلة والبيانات التي تثبت الجريمة، وتحريك هذا الملف عبر المحافل الدولية والمنظمات العدلية أسوة ببعض الدول التي تعرضت لتطهير عرقي وإبادة جماعية، أسوة بأرمينيا والصين.
وعن شرعية المطالبات المذكورة وجدوى إجراء تحقيق حكومي يفعل عن طريق المنظمات العدلية الدولية يرى الدكتور خالد العرداوي إن الكثير من الدول التي نكبت بجرائم ضد الإنسانية استطاعت انتزاع حقوقها رغم تقادم السنين، فيقول: جرائم الحرب لا تسقط او جرائم الإبادة الجماعية لا تسقط بتقادم السنين، كونها تقع في ظروف استثنائية وتكلف العديد من أرواح المدنيين الأبرياء، فيما يعتبر اجتياح الجيش السعودي لمدينة كربلاء المقدسة جريمة ضد الإنسانية، نظرا لكون الجيش السعودي قام بمهاجمة المدنيين العزل، وقام بإبادة جماعية للسكان العزل في وقت سلم.
ويضيف العرداوي: برأيي إن الحكومة العراقية قادرة على تفعيل هذا الملف بعد إجراء تحقيق محايد بإشراف المنظمات الحقوقية وتوثيق ما يمكن الحصول عليه من أدلة تاريخية أو عينية.
https://telegram.me/buratha