الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها تحدث عن المناسبات الاخير التي مرت على المسلمين عموماً واتباع اهل البيت (ع) . خصوصاً وقبل ايام مرت علينا ذكرى بيعة الغدير وعيد الله الاكبر الذي بايع به المسلمون علي بن ابي طالب (ع) .
كما اشار الى ان هذه المناسبة لم تحيى بالشكل المطلوب . موجهاً عتبه على المؤسسات الدينية والرسمية . التي كان لديها تراجع هذا العام في احياء هذا العيد المبارك . مطاباً جميع المؤمنين والشباب بان يحيوا هذه المناسبات وان يهتموا بها اهتماماً بالغاً ويعطوها حجمها الحقيقي . خصوصاً لمن والى امير المؤمنين (ع) . متحدثاً عن الشخصية الفذة لامير المؤمنين (ع) . هذه الشخصية التي تستحق منا ان نجعل لها في كل يوم ذكرى . بعدها اشار سماحته الى يوم مباهلة الرسول مع نصارى نجران . مفصلاً هذه الحادثة وما ترتب عليها . كما طالب ايضاً جميع المؤمنين بضرورة احياء ايام وليالي شهر محرم الحرام بما انه شارف على الابواب . وعلى المبلغين ان يهتموا في توعية الناس على مناسباتهم الدينية وكيفية احياؤها .
اما في خطبته الثانية فقد اشار سماحته الى شخصية امير المؤمنين (ع) . والمطالب الاول بان يقتدي بشخصية علي هو القادة السياسيون . وعليهم ان ينتهجوا نهج علي الذي طبق سياسة الله في الارض . مبيناً ان الحكومات التي توالت على مختلف البلدان بل حتى من زمن بداية حكم الاسلام والى اليوم بانها احتاجت الى القوانين المشرعة ودستور واضح يحتكمون اليه ويكون بمثبة المرجعية عند الاختلاف . وان هذه القوانين وذلك الدستور لا تكفي وحدها لتحقيق الاهداف التي رسمها امير المؤمنين علي (ع) . بل تحتاج الى من يطبق هذه القوانين ويجب ان يكون هناك اجراء حقيقي لتطبيق هذه القوانين . بحيث انها بحاجة الى سلطة تنفيذية قوية . وهذه قاعدة عامة بدأت من السماء .
مؤكداً سماحته على ضرورة تطبيق قانون الجزاء الذي يعد احد القوانين التي طبقها الرسول (ص) . في حكمه . فكان يقطع يد السارق ويقتص من المجرم ويعفو ويرحم وهكذا بقية الاحكام . وعلى السلطة التنفيذية في جميع البلدان ان تعمل بقانون الجزاء وخصوصاً في العراق . اما اذا عطل هذا القانون وبقيت القوانين مركونة على الرفوف والتشريعات بقت معطلة والاحكام لم تنفذ ولا الحدود ولا القصاص . فحينئذ ستسود الفوضى بمختلف اشكالها .
محملاً ما يجري في العراق من انتهاكات للامن والقوانين الى الجهات التنفيذية وهي المسؤولة بالدرجة الاولى عن هذا الامر . وهي المطالبة قبل غيرها بالالتزام بالقوانين . كما ان عليها الالتزام بالقوانين التي تشرعها هي قبل غيرها وان تطبق القوانين على نفسها اولاً . وان القوانين التي شرعت في العراق لم تطبق . وما يجري اليوم في العراق من فوضى حقيقية وعلى مختلف الاصعدة وفي جميع المجالاات وفي مقدمتها الفوضى الامنية . وكذا السياسية والاخلاقية وفساد . وان هذا يعود بالدرجة الاولى الى عاملين اساسيين وهما عدم الالتزام بالقانون من قبل الجهات التشريعية والجهات التنفيذية . ولذا يصبحون غير قادرين على تطبيقه على الاخرين . فهم اول من يخالف القوانين . اما الامر الثاني فان القوانين تطبق فقط على المستضعفين وهناك انتقائية في تطبيق القوانين على هؤلاء الستضعفين . مؤكداً على انه لايمكن ان يكون هناك امن ولا امان ولا صلاح ولا سعادة ولا عدل ولا مستقبل طالما ان القوانين معطلة .
هذا وتطرق سماحته خلال الخطبة الى موضوع احداث الثلاثاء الدامي وما سبقتها من احداث مؤلمة بنفس الحجم والضراوة والشدة والمأسات . منتقداً التصريحات والخطابات النارية والاتهامات والوعد والوعيد والمزايدات من قبل بعض السياسيين . معرباً عن اسفه الشديد لما يحصل بعد كل ازمة امنية او سياسية او اقتصادية او مالية او فضيحة فساد ادارية او مالية . والتي تجعل من العراق فرجة للعالم . فالعالم كل العالم والاصدقاء والاعداء يسمعون التراشقات والاتهامات والتعريض المتبادل . وبالتالي يصبح الجميع يتهم الجميع والنتيجة يخرج منها الجميع بسلام فلا اثر ولا نتيجة . وايضاً في كل ازمة او جريمة ارهابية يسمع الجميع ويسمع العالم الصراخات والآهات والبكاء والعويل وتهديم البيوت وتقطع الاشلاء والدماء وصراخ الامهات والثكالى وملئ المستشفيات بالجرحى ووفد تزور تمثل هذا وذاك . وبعد ايام تنتهي المأساة . متسائلاً عن نتائج التحقيق التي نسمع بها ولا نعرف اين وصلت . والاليات المتخذة الجديدة . ومن هو الذي يتحمل المسؤولية تجاه ما يجري وتجاه التحقيقاتالتي تشكل لها لجان ولا نعرف اين هي . محملاً بذلك المسؤولية للجميع بلا استثناء فالجميع مقصر والكل لا يسلم من الاتهام . وابناء الشعب العراقي هم نفسهم مسؤولون عما يجري . وعليهم تغيير الخارطة السياسية من خلال حضورهم الفاعل بالانتخابات واختيار من يوفر لهم الامن والامان ويحقن الدماء وعليهم ان يحذروا من الشعارات الرنانة والمزيفة . وان يختاروا اناس يستطيعون حمايتهم وحماية انفسهم . وان لايعولوا على حكومة هي نفسها عاجزة عن حماية نفسها . ومطالباً الجماهير بان يقفوا وقفة حقيقية كي يضمنوا حقهم وان تنتهي مآسيهم . وان المفتاح بايدي ابناء العراق وعليهم ان يطالبوا بنزاهة الانتخابات من التزوير والتلاعب وهذا يعني تزوير وتلاعب بارادة الشعب . وعليهم ان يطالبوا بعدم تدخل جهات خارجية في قضية الانتخابات .
كما اتهم سماحته القوات الامريكية بالسعي الى تزوير الانتخابات القادمة من خلال تواجدهم المستمر في مكاتب المفوضيات . مبدياً مخاوفه من ان يحصل تلاعب بالنتائج كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات السابقة . مطالباً بتفسير مبرر لوجود الامريكان في مكاتب المفوضية وبشكل مستمر وداعياً مجلس النواب الى التدخل في هذا الامر ومعرفة النواية بل عدم تدخل الجهات الخارجية بقضية الانتخابات كما فعلت السعودية في الانتخابات اللبنانية . ووعودها بالتدخل في الانتخابات العراقية من اجل تغيير الخارطة السياسية بما ينسجم ويخدم مصالحها . مطاباً ايضاً بضرورة اكما قانون السلوك الانتخابي وتطبيقه قبل موعد الانتخابات .وفي نهاية حديثه حذر سماحته الاجهزة الامنية من الخروقات الامنية واستغلال المرحلة المقبلة من قبل الاعداء والمتربصين .
https://telegram.me/buratha