بعد هدوء لم يصمد طويلا ، عاد مسلسل استهداف المسيحيين في محافظة نينوى للظهور على مسرح الاحداث ، وعاد معه القلق من تجدد مخطط تهجير هذا المكون الاساس في المحافظة. وانتقد رجال دين مسلمون ومسيحيون السلطات في محافظة نينوى وخاصة الحكومة المحلية بسبب عودة استهداف المواطنين المسيحيين داخل بيوتهم ومركز اعمالهم ، مطالبين بالكشف عن الجهات التي تقف وراء تلك الاعمال التي تسعى لزرع بذور الفتنة بين مكونات الشعب العراقي.
وكانت غرفة عمليات شرطة محافظة نينوى اعلنت العثور على جثتي شخصين قتلا رميا بالرصاص في منطقة البلديات شرقي الموصل. وقال ضابط في الشرطة ان الجثتين تعودان لمسيحيين شقيقين من الطائفة الكلدانية ومن عائلة بطاح التي تسكن الموصل.
وتعرضت كنيسة للكلدان ودير للرهبان الدومينيكان في غرب مدينة الموصل منذ اسبوعين لتفجير اسفر عن سقوط ثلاثة جرحى من المدنيين المسيحيين.
واكد حازم جرجيس الشماس في كنيسة مار افرام " ان الهدف من وراء هذه الجرائم هو محاولة بعض الجهات إبعاد المسيحيين عن إخوانهم بالعراق بشكل عام وفي محافظة نينوى بشكل خاص ، ومن ثم تهجيرهم لتحقيق غايات سياسية ".
واضاف ان كنيسته " تلقت تهديدات من قبل مسلحين تطلب من المسيحيين ترك الموصل خلال الاسابيع المقبلة أي قبل الانتخابات ".
فيما دعا ايشو سكند من كنيسة مار كوكيس شمال الموصل ، الحكومة المركزية والحكومة المحلية الى توفير حماية مكثفة بالقريب من الاحياء التي يسكنها المسيحيون بكثرة وبالقرب من الكنائس.
وقال :" ان هذه المدينة تمر في الوقت الحالي بمشاكل سياسية بين الكتل والاحزاب فيها ، ولاشك ان معظم تداعياتها تقع على الطوائف المسيحية ".
وكانت شرطة محافظة نينوى اعلنت قبل اسبوع واحد من اغتيال الشقيقين المسيحيين ، عن اختطاف طالبة مسيحية وشقيقتها الصغيرة بالقرب من مدرستهما الابتدائية (الطاهرة) في منطقة الميدان مركز مدينة الموصل ، ومازال مصيرهما مجهولا.
من جهته طالب الدكتور محمد شاكر الغنام مسؤول الحزب الاسلامي في محافظة نينوى في تصريح لـ /نينا/ الحكومة المركزية القيام بإجراءات حازمة وصارمة لحماية مسيحيي العراق عامة ومسيحيي الموصل خاصة وضمان كامل حقوقهم في موطنهم العراق.
وقال " إننا كحزب اسلامي من داخل هذه المحافظة ، نطالب رجال الدين المسلمين كافة بإدانة واستنكار تصرفات هذه المجموعات المسلحة التي تفعل أعمالها المشينة باسم الدين الإسلامي في محافظة نينوى ".
وكان اكثر من ألف عائلة مسيحية من مدينة الموصل غادرت الموصل بعد إغتيال 46 مسيحياً خلال السنوات الاربع الاخيرة.
وقد وصلت عائلات مسيحية هاربة من مدينة الموصل ، الى قضاء الحمدانية وبلدتي برطلة وقرقوش شمال شرقي الموصل اثر اغتيال 6 مسيحيين وتفجير دير للراهبات وكنيسة مار افرام شمال شرقي الموصل من بينهم عمال بناء وطلبة وتدريسيون تبعها تفجير عدد من منازل العائلات الهاربة.
واشارت رئيسة جمعية الأمل هناء إدورالى تواصل هروب العائلات المسيحية ، وأعربت عن قلقها مما وصفته بالتعتيم الإعلامي على ما يجري ، مشيرة الى أن الإعلام لا يزال " خافتا " حول الجرائم التي حدثت في الموصل منذ أيام.
وتساءلت " أين هي العمليات العسكرية التي يتحدث عنها الساسة لتوفير الامن في هذه المدينة والقضاء على الزمر المسلحة ، وما هو العمل المطلوب إزاء هذه العمليات وكيف يمكن إحتواء هذه القضية ومجابهة الأوضاع الجديدة " في اشارة الى العمليات العسكرية التي شنتها القوات العراقية قبل اشهر في الموصل للقضاء على مسلحي القاعدة ايضا.
من جهته قال وليم وردة مسؤول الاعلام في الحركة الديمقراطية الآشورية " ان تجدد الهجمات على الكنائس خلال هذة الفترة القصيرة في مدينة الموصل نبهت كثيرا المسيحيين من أنهم صاروا مستهدفين ".
وتابع في حديثه " ان الموقف أصبح واضحا.. في السابق كان مسيحي يقتل هنا واثنان هناك ، اما الان فان التفجيرات التي تطال الكنائس سلطت قدرا كبيرا من الضوء على ما يجري ".
واشار وردة الى ان الكثير من المسيحيين يفضلون الذهاب الى مناطق آمنة كي يمكنهم ممارسة شعائرهم بحرية أكبر ، منوها بان وزارة الهجرة والمهاجرين لا تعرف عدد الذين غادروا العراق ، لكنها تقول ان العدد غير كبير.
وتشير تقديرات الى ان عدد المسيحيين في العراق كان اكثر من مليون شخص قبل عام 2003 لكنه تضاءل كثيراً بسبب الهجرة ، فيما نزح قسم كبير الى شمال العراق بعد ان تعرضوا لعمليات قتل وخطف وتهجير في الاعوام الاخيرة .
https://telegram.me/buratha