النجف الاشرف / آلاء الشمري
في الوقت الذي تتضافر فيه الجهود في العالم للقضاء على الجهل نلاحظ وجود أطفال صغار في منطقة البحر ارتبط تعلمهم بدراستهم في محو الأمية فبدل أن يكون المستقبل مشرقا أمامهم نجدهم غارقين في وحل تأخرهم عن أقرانهم في المستوى العلمي والأكاديمي ، أطفال بعمر الزهور فقدوا حقهم في الالتحاق بصفوف الدراسة ولابد من معالجة هذه الظاهرة الغير صحية من اجل أن يكون هؤلاء الأطفال مفخرة لأنفسهم ولمجتمعهم في المستقبل.
أهلي منعوني من الذهاب إلى المدرسة
وكانت للمركز الاعلامي للبلاغ جولة صحفية فكان لنا لقاء مع إحدى الفتيات اللاتي يدرسن في مركز محو الأمية دعاء فقد منعوها أهلها من الالتحاق بصفوف الدراسة لبعد المدرسة عن منطقة سكناها ، وعن ذلك تحدثت دعاء قائلة: أهلي منعوني من الذهاب إلى المدرسة لان المدرسة بعيدة جدا عن بيتنا وهم يخافون عليّ ما جعلني التحق بمركز أنوار المهدي (عج) التابع إلى منظمة المرأة المسلمة فرع النجف والذي أقامته المنظمة في منطقتنا منطقة البحر، لكي أتعلم القراءة والكتابة والآن أنا فرحة جدا لأني تعلمت الحروف واستطيع أن أقرا واكتب.
المدرسة بعيدة عن بيتنا
فاطمة طفلة لم تذهب إلى المدرسة قط بسبب عدم وجود مدرسة في منطقة سكناها وهذا ما جعل أهلها يمنعونها من الالتحاق بالمدرسة والاكتفاء بتعلمها القراءة والكتابة في مركز محو الأمية ، وعن تعلمها تحدثت فاطمة قائلة: أنا ادرس في مركز أنوار المهدي (عج) منذ ثلاث سنوات لأني لا استطيع أن اذهب إلى المدرسة فهي بعيدة عن بيتنا ، واتيت إلى هذا المركز لأتعلم القراءة والكتابة وساعدتني معلمتي في أن احفض الحروف وأقرا الكلمات وأقرا الآيات القرآنية .
حرمت من الذهاب إلى المدرسة
أما بتول فقد حرمت من الذهاب إلى المدرسة لنفس الأسباب التي منعت لأجلها صديقاتها وعن ذلك تحدثت بتول قائلة: أتمنى أن اذهب إلى المدرسة كبقية الأطفال في المناطق الأخرى التي تكون المدارس قريبة من بيوتهم ، لكني حرمت من الذهاب إلى صفوف المدرسة والحصول على شهادة النجاح لان المدرسة تبعد حوالي أكثر من كيلو متر عن بيتنا ولن يقبل والدي أن امشي كل تلك المسافة البعيدة.
لايمكن أن يطمئنوا على بناتهم
تبذل المُعلمة في مركز محو الأمية جهدا كبيرا لتعلم الفتيات الصغار الحروف أولا ومن ثم تعلمهن كيفية دمج الحروف لتصبح كلمة ، وصولا إلى القراءة البسيطة وقراءة الآيات القرآنية وعن طريقة التعلم التي تستعملها المعلمة سندس تحدثت قائلة: أنا أمارس التدريس في مركز أنوار المهدي (عج) منذ سنتين ، بدأت مع الأطفال بقراءة الحروف ، ثم دمج الحروف لتصبح كلمة ، وصولا إلى قراءة كلمة كاملة وجملة ، وكذلك بالنسبة للآيات القرآنية فنوزع عليهم كتاب (جزء عمة) ، ونعلمهم قراءة الآيات والسور ليحفظوها ، وأعلمهم أيضا الرياضيات كيفية عد الأرقام وجمعها وطرحها ، وهؤلاء الفتيات يستجبن للتعلم فليس لديهن مكان يتعلمن فيه غير هذا المركز لان منطقة سكناهن لا توجد فيها مدرسة وبين فترة وأخرى تأتي فتاة لتسجل في المركز وتدرس في محو الأمية بدل دراستها في الصف الأول الابتدائي في مدارس الدولة ، وأنا أرى أن أهل هؤلاء الفتيات لديهم الحق في منع بناتهم من الذهاب للمدرسة فهي بعيدة ولايمكن أن يطمئنوا عليهن في الذهاب والإياب من والى لمدرسة يوميا فعلى الحكومة أن توفر لهؤلاء الأطفال مدرسة قريبة من بيوتهم حتى يلتحقوا بها ولا يتأخروا عن أقرانهم.
https://telegram.me/buratha