اشاد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار عبدالعزيز الحكيم بما تقدمه دولة الكويت من دعم للعراق ساهم في تخفيف المعاناة التي تعرض لها العراقيون على مدى اعوام طويلة ومازالوا يتعرضون لها.
وقال الحكيم في مؤتمر صحفي عقده بجمعية الصحافيين ان زيارته للكويت تأتي تقديرا واحتراما لأمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وللشعب الكويتي لوقوفهم الدائم مع العراق ومع اسرة الحكيم.
واوضح ان الزيارة تأتي ايضا في اطار التشاور في الشؤون العامة التي يمر بها العراق والمنطقة والعلاقات الثنائية بين الكويت والعراق، مضيفا " نعتقد ان هذه العلاقة يجب ان تصان وان تتعزز بشكل كبير".
واضاف "ان كنا نتحدث عن الانفتاح العربي في العراق ونرتب على هذا الجانب في اولوياتنا فان الكويت هي المحطة المهمة التي طالما وقفنا عندها ولمسنا فيها التفهم الكبير للواقع السياسي الجديد في العراق من قبل القيادة الكويتية والشعب".
وتابع "اننا ان نعرف ان دولة الكويت من الدول المساندة للعراق وشعبه منذ مطلع التسعينيات وحتى يوم سقوط النظام الصدامي البائد وكانت مبادرة في تقديم الدعم والمساندة للعملية السياسية الجارية في العراق وهذا ما يجعلنا ننظر باحترام وتقدير كبير لجهود دولة الكويت وموقفها تجاه الواقع العراقي وابناء الشعب العراقي".
وعن المشهد السياسي العراقي قال الحكيم انه يشهد تطورا متزايدا وان الثقة بين الاطراف العراقية تتزايد يوما بعد اخر اضافة الى زيادة القدرة على الاتصال والتواصل مشيرا الى ان هناك رؤية مشتركة وحلولا توافقية بسبب الظروف المواتية.
واضاف ان تلك الرؤية تعد افضل بكثير من السابق لافتا الى ان قانون الانتخابات الذي تم انجازه خلال اليومين الماضيين يمثل واحدة من هذه المحطات وان العراق لا يحكم من حزب واحد ولا طائفة واحدة ولا قومية واحدة وانما يدار من قبل جميع العراقيين ولا بد ان يتم تعزيز حالة الشراكة الحقيقية بين جميع المواطنين.
وقال "اننا اليوم اصبحنا نستعد للعملية الانتخابية بعد اقرار قانون الانتخابات وتحديد موعدها من قبل الرئاسة العام المقبل" معربا في الوقت نفسه عن سعادته بوجود تحالفات وائتلافات وطنية تضمن جميع فئات المجتع العراقي الامر الذي يعني "اننا نخرج من الافق الضيق الى الفضاء الواسع والخيمة الاوسع وهي خيمة العراق".
وعن الوضع الامني اكد انه يشهد تطورا مهما بالرغم من بعض الثغرات والكبوات وان السلطات الامنية بدأت تسيطر على الامور الامنية الا من بعض الاختراقات المدعومة من جهات تنتمي الى التيار البعثي وبعض الفئات المتشددة.
واوضح ان الكثير من الانفجارات تحدث في السابق ويروح ضحيتها عدد كبير من الابرياء الا ان رجال الامن بدأوا يسيطرون على الاوضاع وتكاد تكون الحوادث تحدث مرة في الاسبوع او اقل وهو امر يدعو الى التأمل في هذا الانجاز الكبير الذي بدأ يتحقق اضافة الى ان الجميع يبحث عن الاستقرار واصفا ما يحدث الان بانه يعتبر "حالات استثنائية".
وردا على سؤال حول العلاقات الايرانية العراقية وهل هناك تأثير ايراني على القرار العراقي وصف الحكيم العلاقات الايرانية العراقية بأنها "ايجابية وطيبة ونحن نعتقد انه يجب ان نبني علاقات ايجابية مع ايران بوصفها جارا كبيرا وتربطنا معها حدودا كبيرة ومصالح تاريخية.ورأى انه "ليس من مشكلة ان يبني العراق علاقات مع ايران وانما المشكلة انه لم يوفق ببناء علاقات متميزة مع اشقائه العرب وهو بلد عربي معتز بهويته العربية".
واضاف ان "حضر طرف وغابت اطراف فان له فرصة اكثر فيما لو كان الجميع حاضرين وبالتالي فان الحضور العربي سوف يسهم بمثل هذه التوازنات ومساعدة العراق في بناء علاقات متوازنة مع جميع جيرانه".
وذكر ان "هناك من يقول انه يجب ان يبتعد العراق عن ايران ونحن نعتقد ان الامر بحاجة الى تدقيق وان العراق يريد ان يكون قريبا من ايران ومن العرب في وقت واحد ويريد ان يكون قريبا من الجميع ولا نريد ان ندخل في لعبة المحاور الاقليمية ولا نريد ان نكون مع البعض الاخر نريد ان نكون مع الجميع".
وحول رؤيته للواقع السياسي ومتى يتوقع ان يعود العراق الى حالته الطبيعية الى سابق عهده وبخاصة بعد اقرار القانون الانتخابي الجديد وهل يتوقع ان يعم السلام قريبا في ظل انفتاح ديمقراطي طال جميع قطاعات الشعب قال الحكيم ان قانون الانتخابات الجديد ليس البداية ولا النهاية وما دامت الحياة قائمة في العراق ومادام النظام ديمقراطيا وحرا والكل يدلي بدلوه ويعطي رأية بحرية فسوف نشهد اختلافا بوجهات النظر في قضايا كثيرة ومتعددة.
واضاف "اننا لا نقلق من تعدد الاراء وانما ما يقلقنا حين تغيب الاليات التي توحدنا وتساعدنا في الوصول الى نتائج من شأنها ان تساهم في وحدة الصف" مبينا ان مؤشرات الحالة الامنية بدأت بالصعود وبشكل كبير واكثر مما كنا نتوقع وان نجاح الانتخابات المقبلة سوف يحقق المزيد من الامن والاستقرار والانفتاح المتزايد الامر الذي من شأنه ان يساهم بشكل كبير في السيطرة على الوضع الامني.
وردا على سؤال حول من يدير العمليات الارهابية وهل هناك دول او مجموعات لها اياد خفية ولا تريد الخير والاستقرار للعراق قال الحكيم ان "العمليات الكبيرة والتخطيط المحكم للعمليات الارهابية لا يكون بجهود محلية صرفة ويمكن ان نتصور ان هناك ما وراء الحدود ولكننا لن نتهم احدا ونقول ان الحل يبدأ من انفسنا".
واضاف "لسنا الان في وارد التأشير الى جهات محددة واعتبارها هي المتورطة بدعم الارهاب في العراق وعلينا ان نصبر ونتابع ونتمنى الا تكون هناك دول تقف وراء هؤلاء بالرغم من ان المعطيات تشير الى وجود اسناد ودعم يفوق الامكانات المحلية داخل العراق".
يذكر ان سماحة السيد عمار الحكيم قد قطع زيارته الى الكويت بعد التفجيرات الارهابية اول امس الثلاثاء وعاد الى بغداد للوقوف الى اخر المستجدات الحاصلة جراء هذه التفجيرات الارهابية
https://telegram.me/buratha