أكد نائب رئيس إقليم كوردستان أن القيادة الكوردية تسعى لإحياء التحالف القديم الذي ضم القوى الأساسية الفاعلة على ساحة المعارضة العراقية ضد نظام صدام حسين, وقال «وهي قوى تربطها ثوابت وطنية متعددة ولها تاريخ نضالي مشرّف، مما يفترض أن نعيد اللحمة لذلك التحالف لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، خصوصا مع ظهور قوى عراقية تعمل بالضد من مصلحة العراق العليا».
وقال كوسرت رسول علي نائب مسعود بارزاني في رئاسة الإقليم ونائب السيد مام جلال في حزب الاتحاد الوطني في تصريح للشرق الأوسط إن الثقل الكوردي في بغداد «مهدد بالفعل، ولكننا نعتمد على قوى شعبنا في الحفاظ على ذلك الثقل في المركز، ونعتقد أنه على الرغم من أن الانتخابات القادمة ستشهد تعددية القوائم الانتخابية الكوردية، ولكن تمسك جميع القوى الكوردستانية بالثوابت القومية والوطنية هو الضمان الأساسي للحفاظ على مكاسبنا الدستورية وإدامة الدور الكوردي الفاعل في مراكز القرار ببغداد»، مضيفا: «لا اعتراض على خوض الانتخابات بقوائم منفردة، الكل أحرار سواء في السليمانية أو أربيل أو دهوك بخوض تلك الانتخابات بقوائم خاصة، ولكن يجب الالتزام بثوابتنا الأساسية، لأن أي إضعاف للدور الكوردي في بغداد سيؤثر بشكل كبير على المكاسب التي حققناها خلال السنوات الماضية، وهي مكاسب تحققت بدماء شعبنا عبر مسيرة نضالية طويلة».
وحول المخاوف التي تبديها الأوساط الكوردية من التحالفات السياسية الحالية وما بعد الانتخابات واحتمالات فوز القوى المعادية للدور الكوردي في بغداد، قال علي: «التوازن السياسي لم يختل حتى الآن، ومن حق القوى العراقية أن تعقد تحالفاتها بما يتوافق مع مصالحها، ولكني أشدد مرة أخرى بأن وحدة الصف الكوردي والاتفاق على الثوابت الأساسية هما الضمان الأوحد للرد على تلك التحالفات المشبوهة، لذلك نحن نرغب في إحياء التحالف القديم الذي ضم القوى الأساسية والميدانية الفاعلة في عهد صدام حسين، وأقصد الحزبين الكورديين (الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني) زائدا المجلس الأعلى وحزب الدعوة والمؤتمر الوطني بقيادة أحمد الجلبي وحركة الوفاق برئاسة أياد علاوي، فهذه القوى لديها قواسم مشتركة تتغلب على الاصطفافات والمحاصصات الطائفية، وتتجه برامجها نحو خدمة العراق ومسيرته الديمقراطية».
وحول زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للولايات المتحدة وبحثه لملف حزب العمال الكوردستاني المعارض لأنقرة، ومدى إمكانية مشاركة قوات البيشمركة في القتال ضد هذا الحزب لصالح تركيا، قال نائب رئيس الإقليم: «نحن في الأساس نعارض أي حلول عسكرية لقضية العمال الكوردستاني، وهذا هو موقف ثابتا بالنسبة إلى قيادة الإقليم، ورغم أننا نرحب كثيرا بالسياسة التي تنتهجها حكومة السيد أردوغان للانفتاح على القضية الكوردية في البلاد التي تضم أكبر عدد سكاني للشعب الكوردي في المنطقة، وهي سياسة جديدة وصائبة تحظى بتقديرنا البالغ، فإننا نعتقد أن الحلول السياسية هي الأجدى، خصوصا بعد أن فشلت جميع الحلول العسكرية في تحقيق أهدافها لحسم هذه القضية، وكإقليم كوردستان ندعم أي جهود تبذلها الحكومة التركية أو المجتمع الدولي لحل القضية، لأن الحل يخدم أمن واستقرار المنطقة، ويفيد تنامي العلاقات الطبيعية وحسن الجوار بين بلدينا».
https://telegram.me/buratha