بلغ عدد المحتفلين بعيد الغدير في النجف امس اكثر من مليونين وثلاثين الف زائر من المدن العراقية والدول المجاورة في حين اعلنت المحافظة مساء امس نجاح الخطط التي اعدتها في المجال الامني والصحي والخدمي لاستقبال المناسبة.
في حين شهد قطاع السياحة الدينية تطوراً ملحوظاً تمثل بزيادة اعداد الزوار الوافدين الى المدن المقدسة.وفيما اكتظت مدينة النجف منذ صباح أمس بمئات الالاف من الزائرين الذين توجهوا الى مرقد الامام علي بن ابي طالب ( ع ) لاحياء ذكرى يوم الغدير، اعلنت بعد ظهر امس قيادة شرطة النجف نجاح الخطة الامنية الخاصة بالزيارة، والتي شارك فيها 26 الف عنصر امني.وقال الناطق الاعلامي لقيادة الشرطة الملازم الاول مقداد الموسوي لـ"الصباح" ان الخطة قسمت المحافظة الى سبع مناطق عسكرية مستخدمةً نظام الاطواق الامنية التي كانت ثلاثة اطواق، موضحا ان مفارز الشرطة والجيش احكمت مداخل ومخارج المدينة الرئيسية بالتنسيق مع الدوائر الساندة والخدمية والجهد الاستخباري. واشار الموسوي الى ان جميع الاجهزة الامنية في المحافظة والعنصر النسوي، شارك في انجاح الخطة،ونظراً للزخم الكبير على نقاط التفتيش فقد شاركت لاول مرة وبشكل طوعي مؤسسات حكومية ومنظمات مجتمع مدني في عمليات التفتيش والمراقبة ومتابعة الزائرين،مبينا ان المؤسسات المتطوعة من محافظة النجف رسخت مفاهيم برنامج الشرطة المجتمعية الذي تبنته قيادة شرطة النجف منذ اكثر من عام.من جانبه قال رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة النجف لؤي الياسري ان عدد الزائرين تجاوز المليونين وثلاثين الف زائر حسب الاحصائيات التي قامت بها المحافظة،مشيرا الى ان زيارة الغدير هذا العام شهدت توافد عدد كبير من الزوار العرب والاجانب عن طريق مطار النجف الدولي بعد ان رفع المطار الرحلات اليومية التي يستقبلها الى 16 رحلة بهذه المناسبة.وفي نفس السياق انتشرت المفارز الطبية التابعة لدائرة صحة النجف في شوارع المدينة القديمة حول المرقد العلوي المقدس، لتقديم الخدمات العلاجية للزائرين الذين تزاحموا في شوارع المدينة القديمة. وكانت دائرة الصحة نشرت حوالي 50 عجلة من بينها سيارات الاسعاف على مختلف الطرق الرئيسية المؤدية الى مدينة النجف، لاسعاف ومعالجة الوافدين مشيا على الاقدام من المدن والمحافظات القريبة.وابدى عدد من الزوار العرب ارتياحهم للاجراءات الامنية المتبعة ولانشاء المطار الذي سهل عليهم الوصول الى العتبات المقدسة في العراق.واعرب الحاج عبد الامير فيصل ـ 55 سنة من البحرين عن ارتياحه للخدمات المقدمة في محافظة النجف مشيدا بالامن الملموس والمنظم في المدينة.واكد انه سيكرر الزيارة مرة اخرى لتشمل مدن كربلاء والكاظمية وسامراء بالاضافة الى النجف.أما ابراهيم محمد حسين ـ 30 سنة من السعودية ـ فقد عبر عن اعجابه لما رآه من ممارسة العراقيين لشعائرهم وطقوسهم الدينية بكل حرية،موضحا ان استقرار الوضع في اغلب مدن العراق شجع مواطني الدول الاسلامية على القدوم لزيارة مراقد الاولياء والصالحين في العراق.على الصعيد نفسه قال مدير إعلام محافظة واسط ماجد العتابي ان الأجهزة الأمنية في المحافظة وضعت خطة أمنية لتأمين وصول الحجاج إلى مناطقهم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في المحافظات المجاورة. وأوضح العتابي لـ"الصباح" ان تنسيقا جرى مع الأجهزة الأمنية في محافظتي بابل والديوانية لوضع خطة لحماية قوافل الحجاج العائدة من الديار المقدسة الى جانب العائدين من مناسك زيارة الغدير،مشيرا الى ان الخطة تشمل نشر دوريات ثابتة وراجلة على جميع الطرق المؤدية لمدن المحافظة، فضلا عن تخصيص ساحات محددة في المحافظة لوقوف قوافل الحجاج. وفي الديوانية افاد مراسل "الصباح" ان مدنها احيت امس باجواء ارجوانية مناسبة عيد الغدير، تضمنت اقامة الاحتفالات وتوزيع الحلوى وايقاد الشموع على شواطئ نهر الديوانية والامكنة الترفيهية، فيما شهد مقاما الامام ابو الفضل والحمزة الشرقي توافدا كبيرا من الزوار بالمناسبة واستمرت الاذاعة المحلية في المدينة ببث التهاني والتبريكات من قبل المسؤولين والمواطنين.على الصعيد نفسه ذكر مراسل "الصباح " في البصرة ان مكتب شهيد المحراب في المحافظة نظم احتفالية كبرى بمناسبة عيد الغدير، بجانب خطوة الامام علي "ع " بقضاء الزبير، حضرها محافظ البصرة د. شلتاغ عبود وعدد من اعضاء مجلس المحافظة وعلماء الدين من مختلف الطوائف،مشيرا الى ان مواطني البصرة نصبوا السرادقات والخيم على طول الطرق المؤدية الى مكان الاحتفال وقدموا الطعام والشراب والحلوى بهذه المناسبة.الى ذلك شهد قطاع السياحة الدينية تطوراً ملحوظاً تمثل بزيادة أعداد الزوار الوافدين الى المدن المقدسة لا سيما في محافظتي النجف وكربلاء.واستقبلت مدينة النجف الاشرف عشرات الالاف من الزائرين الاجانب اضافة الى اكثر من مليون زائر عراقي بمناسبة عيد الغدير.وقال الناطق باسم وزارة الدولة للسياحة والاثار عبد الزهرة الطالقاني لـ"الصباح" ان مدينة النجف الاشرف استقبلت خلال اليومين الماضيين 23 ألفا و938 زائرا قدموا من 14 بلدا، مشيرا الى ان الاستعدادت لاستقبال هذا العدد من الزائرين الاجانب والعراقيين بدأت في وقت مبكر من الشهر الجاري.ونقل عن مدير سياحة النجف ان المدينة استقبلت زائرين من دول لأول مرة مثل فنلندا وكندا وان 270 زائرا وصلوا من باكستان والهند واذربيجان وفنلندا وبريطانيا وكندا وتنزانيا بينما تجاوز عدد الزائرين العرب عشرة الاف وفدوا من البحرين والسعودية ولبنان والكويت وعمان وسوريا اضافة الى 13 ألف زائر قدموا من ايران.وبين ان تنوع الجنسيات بالنسبة للوافدين الى المدن المقدسة في البلاد يشير بشكل واضح الى ازدهار السياحة الدينية واهمية ان تلقى الدعم المتواصل من خلال تقديم الخدمات للوافدين من خارج البلاد، منوها بان هناك 168 فندقا سياحيا في مدينة النجف، مشيرا في الوقت نفسه الى حاجة المدينة الى مشاريع استثمارية كبيرة لاستيعاب الاعداد المتزايدة من الوافدين الى المدينة.ويتوافد الزوار العراقيون الى العتبات المقدسة في العديد من المناسبات لاسيما الى مدينتي النجف وكربلاء، اضافة الى الوافدين من مختلف الدول العربية والاسلامية.وذكرت المواطنة ام سعد من السعودية انه بالرغم من ارتفاع اجور النقل الا ان استقرار الاوضاع الامنية في العراق اسهم الى حد كبير في تشجيع الزوار على القدوم الى مدينتي كربلاء والنجف لزيارة العتبات المقدسة فيهما.واكدت انها كانت قد زارت العراق اخر مرة في عقد الثمانينيات من القرن الماضي وهي مدة بعيدة جدا، لكنها عاودت الزيارة، مشيدة بمستوى الخدمات وحسن الضيافة والتنظيم، على حد تعبيرها.من جانبه بين باسل قاسم احد اصحاب الفنادق في المدينة ان هناك فرقا كبيرا في اعداد الزوار القادمين للمدن المقدسة من مختلف بقاع العالم، اذ كانت بعض الفنادق قد أغلقت أبوابها خلال المدة الماضية، كون السياحة الدينية كانت تقتصر على وفود الايرانيين، الا انها اعادت افتتاح الفنادق لاستقبال الاعداد المتزايدة من الزوار.الى ذلك اكد مسؤول السياحة الدينية في هيئة السياحة العامة ان التحسن الملموس في الوضع الامني الذي تشهده مختلف المحافظات أسهم في تنشيط قطاع السياحة، مبينا ان هناك جهات مختصة تمتلك امكانيات كبيرة لغرض استقبال الاعداد الهائلة من الزوار لاسيما في المناسبات الدينية.واوضح الناطق الاعلامي لوزارة الدولة لشؤون السياحة والاثار عبد الزهرة الطالقاني ان مجموعة اجراءات اتخذت استعدادا لاستقبال الاعداد الوافدة الى المناطق المقدسة منها تشكيل لجنة بالتنسيق مع محافظتي كربلاء والنجف ووزارة السياحة لغرض استقبال الزائرين القادمين عبر مطاري النجف وبغداد، مضيفا ان شركات سياحة مختصة تعمل على تفويج الزائرين الى شبكة الفنادق الموجودة في المدن المقدسة.
https://telegram.me/buratha