بدأت قوات الأمن العراقية تساندها قوات اميركية حملة واسعة على تجار الاسلحة في بغداد الذين ساهموا في بيع كميات كبيرة من الاسلحة داخل البلاد، .
وداهمت أمس قوة من الشرطة العراقية، تدعمها قوات أميركية، منزل أحد كبار تجار الأسلحة في منطقة البياع في بغداد بعد تطويق المنطقة التي يسكن فيها، وتمكنت من اعتقاله بموجب مذكرة اعتقال بحقه من محكمة البياع.
ولم تفصح الشرطة عن هوية المعتقل، لكنها اكدت مصادرة كميات من أسلحة مختلفة وأجهزة الكترونية وسجلات كانت بحوزته اثناء الاعتقال قبل نقله إلى احد المراكز الأمنية القريبة لاستكمال التحقيقات معه وإحالته إلى القضاء.
وطبقاً لمذكرة الاعتقال فان التاجر المطلوب مسؤول عن بيع الأسلحة لمجموعات مسلحة مختلفة في أنحاء متفرقة من العاصمة في السنوات الماضية، وهو أحد المستوردين الرئيسيين للاسلحة لتلك المجموعات. وأشار مصدر امني الى ان هذه العملية ستتبعها عمليات أخرى مماثلة.
وعلى رغم اعتراف بعض القيادات الامنية بأهمية الحملة التي تشنها الاجهزة الامنية على تجار الاسلحة في بغداد، في إطار السعي لتوفير الأمن للعاصمة قبل الانتخابات، الا ان مصدراً امنياً مطلعاً ان «القضاء على ظاهرة تجارة الاسلحة في العاصمة وباقي المدن يبدو امراً صعباً، اذ ان العراق يضم اكبر عدد من تجار الاسلحة في منطقة الشرق الاوسط».
واعترف المصدر بأن «عملية تجارة الاسلحة تحظى بدعم بعض المتنفذين وكبار القادة والرتب في الوزارات الامنية»، لافتاً الى «اعتراف عدد من تجار الاسلحة بحصولهم على الدعم من قادة يحملون رتباً عالية في الجيش والشرطة».
وتفتقر الوزارات الامنية الى احصاءات دقيقة حول عدد تجار الاسلحة، لكنها تعترف بانتشارهم في مختلف مناطق العراق، بينما يتركز وجود كبار التجار الذين يتاجرون بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة في المدن. ويعتقد ان هؤلاء التجار، الذين يبيعون الأسلحة الى الجماعات المسلحة والعصابات، يرتبطون بعلاقات جيدة مع مسؤولين وقيادات امنية تغض النظر عن نشاطاتهم في احيان كثيرة وتشاركهم الارباح في احيان اخرى.
اما صغار التجار ممن يتعاملون بالاسلحة الخفيفة والشخصية، مثل المسدسات وبعض انواع الرشاشات، فيفوق عددهم عدد التجار الكبار بشكل كبير، وتتركز مناطق نفوذهم في القرى والمناطق الحدودية والقصبات.
وتؤكد القوات الاميركية ان دورها ينحصر في دعم القوات العراقية اثناء مداهمة التجار رغبة منها في استتاب الامن في البلاد قبل موعد اجراء الانتخابات، موضحة انها تتصرف طبقاً للاتفاق الامني وتتحرك لدعم القوات العراقية حينما تطلب الاخيرة ذلك وبعد صدور مذكرات اعتقال من قبل القضاء العراقي بحق التجار المذكورين.
https://telegram.me/buratha