الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها قدم سماحته التهاني والتبريكات لامام العصر والزمان ومراجع الدين العظام والامة الاسلامية جمعاء والشعب العراقي المظلوم بمناسبة عيد الغدير الاغر . عيد الله الاكبر . ومن ثم بين انه مر علينا عيد الاضحى المبارك وان هه المناسبات الشريفة والتي هي اعياد للامة والاسلام . تحتاج منا لمعرفة حقيقية . فان عيد الاضحى الشريف . يوم جعله الله للمسلمين عيداً ولمحمد وآله فخراً وشرفاً ومزيدا.
منتقداً استغلال هذه المناسبات والاعياد في ارتكاب المعاصي والمحرمات . كما اظهرها لنا الاعلام الحكومي الرسمي . والذي اعطى صورة التفسخ الاخلاقي الحقيقي من خلال نقله للمتنزهات والشوارع العامة التي صورت لنا الشباب العراقي وهم يتراقصون ويتمايلون . وكذا البنات والنساء والتبرج الذي سلطت عليه الاضواء الاعلامية . موجهاً انتقاده الشديد لوسائل الاعلام التي برزت هذه الفواحش ومرتكبيها . وابتعدت عن نقل الصورة الاسلامية وعكسها للخارج . لتؤدي بذلك رسالة اعلامية خاطئة . لان العيد معناه التزاور والتواصل والالفة والمحبة والشكران لله على نعمه . وليس لارتكاب المفاسد والفواحش وما شابه . محملاً مسؤولية ذلك للمؤسسات الدينية والاسلامية والمؤسسات الحكومية والمصلحين في المجتمع وكذلك المجتمع نفسه .
اما في خطبته الثانية التي بدأها بالحديث عن عيد الولاية عيد الغدير الاغر . مؤكداً على ان عيد الولاية هو يوم اكمال الدين واتمام النعمة . اليوم الذي يأس فيه الكافرون والمشركون والمنافقون والانتهازيون والمتربصون بالاسلام الدوائر . من ان ينالوا من المسلمين والاسلام بعد غياب النبي (ص) . فيوم الغدير هو يوم الابلاغ والتبليغ للرسالة باجمعها . فهو يوم البيعة من قبل الامة الاسلامية . وبامر من النبي (ص) . لعلي (ع) . كما تحدث خلالها عن شخصية امير المؤمنين مبيناً ان هذه الشخصية هي ليست لفئة معينة او لدين معين وانما شخصية علي (ع) . شخصية للانسانية جمعاء . لانه مثل الانسانية ومثل الخلق ومثل العدالة ومثل الشجاعة والشهامة ومثل ومثل الكثير .
مشيراً الى قضية البيعة التي ترتبط مع واقعنا السياسي الحاضر . فالبيعة معناها المعاهدة على الالتزام والاتباع للمبايع . والطاعة والبعة اخذت من البيع . وذلك لان الناس يمدون ايديهم فيما بينهم عند البيع . وعقد المعاملات . فتعقد المبايعة بصفق الايادي والتصافح . لذا اطلعت البيعة على العهود والعقود . وبما ان المبايعون في بيعتهم . كانما يتعاقدون بتقديم الارواح على الاكف . عند التعاقد مع الشخص الذي يبايعونه ويعاهدونه على الوفاء له والوفاء والانتماء والنصرة والدفاع والتضحية والفداء والوقوف معه الى آخر المطاف . ما دام هناك التزام وعدم التخلف من قبل الشخص المبايع .
موضحاً سماحته بان البيعة شبيهة بالانتخابات او اقرب اليها فتشابه البيعة بالانتخابات في حالات معينة ونتائج محددة . لان في البيعة طاعة واجبة والتزام وعدم تراجع . وهذا بخلاف الانتخابات . حيث ان في الانتخابات يحق للناخبين ان يتراجعوا عند المخالفة .
كما شدد سماحته على ضرورة ان يختار ابناء الشعب العراقي الناس الذين هم اقرب لعلي (ع) . الناس الشرفاء الذين يحملون جزءً من صفات هذا الرجل المقدام . وعليهم ايضاً ان لا تغرهم الشعارات الرنانة واللافتات العريضة . والتباكي على المهجرين او المتجاوزين او المتقاعدين . فاننا نرى ان في كل انتخابات او مع قربها يتصاعد التباكي على هؤلاء والغرض منها هو كسب التعاطف الجماهيري ليس الا . وان كانوا صادقين فعلاً عليهم ان يثبتوا ذلك من خلال دفاعهم عن الفقراء والنظر في مفردات البطاقة التموينية وان يلتزموا في اكمالها وايصالها الى الفقراء . ان كان فعلاً يهمهم امر الشعب وامر الفقراء .من ابناء الشعب .
اما الموضوع الاخر الذي عرج عليه سماحته وهو موضوع الانتخابات والموقف الذي يمر به البلد . فقد اوضح ان العراق اليوم يمر بظرف صعب وخطر للغاية . فهو بحاجة ماسة الى الالتزام بسياسة علي بن ابي طالب (ع) . ومنهج علي (ع) . فالبلد اليوم يعاني من ازمة وضعت العملية السياسية على كف عفريت .وهو يحتاج الى حكمة وتضحية وحلم وصدق بالتعامل . وبالتالي العراق اليوم بحاجة الى رجال يضعون المصلحة العليا نصب اعينهم . ويترفعون عن المصالح الضيقة . العراق يحتاج الى رجال لا تاخذهم في الله لومة لائم .
مشيراً الى ان من اخطر المخاطر على العراق ومستقبله هو ان تتحكم الامزجة والاهواء والمصالح بمستقبله . وكا خطر المزايدات والمتاجرات والمصالح الفئوية . وان ما يقوم به من نقض النائب الثاني لرئيس الجمهورية طارق الهاشمي والذي يدعي ان فيه مصلحه . فانه لايخدم الا مصلحة ضيقة بل سيتسبب بالكثير من المفاسد من جهة اخرى . مطاباً الهاشمي بالنظر جيداً لما يفعله او ما يقوم به وليضع المصلحة العليا ام ناظره ويعرف جيداً انه سيتسبب بالكثير من التعطيل للعملية السياسية والانتخابات . خصوصاً وان مفوضية الانتخابات اليوم لا تعرف ماذا تفعل . وهي اساساً عليلة . وهواليوم يزيد من هذه العلة .
https://telegram.me/buratha