اشار ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 16 ذي الحجة 1430هـ الموافق 4-12-2009م إن مما يؤسف له أن تصل الأمور إلى هذا الحد من تأخر إقرار قانون الانتخابات بسبب عدم توصل الكتل السياسية إلى حل منطقي ومعقول وصيغة لهذا القانون تحفظ من خلاله حقوق الجميع وينال رضاهم، داعيا الكتل السياسية الابتعاد عن تغليب المصالح الضيقة على حساب مصالح الشعب العليا، وذلك من خلال تقديم مصلحة الشعب على المصالح الطائفية والقومية والفئوية الضيقة لان ذلك سيلحق الضرر بالجميع من دون استثناء..
وتابع أن التأخير سيؤدي إلى اهتزاز ثقة المواطن بالعملية السياسية برمتها وذلك لأنه يرى أن الكتل السياسية الحاكمة ما تزال تتصارع ولا تتمكن من الوصول إلى صيغة مقبولة ويحفظ من خلالها حقوق الجميع .. وستهتز ثقته أكثر بمن يغلّب المصلحة الفئوية الضيقة ولا يبالي بما تؤول إليه أمور البلاد.
كما حذر سماحته من العودة إلى قانون عام 2005 لما فيه الكثير من السلبيات والثغرات والتي تم القبول بها في وقتها للظروف الحساسة والحرجة جداً التي كان يمر بها البلد في ذلك الوقت.. ولم يعد هذا القانون صالحاً في الوقت الحاضر وبحسب التطور السياسي والأمني الذي شهده العراق.
وفي جانب آخر من خطبته قال سماحة الشيخ الكربلائي أن الكتل السياسية تسعى في الوقت الحاضر إلى ترشيح أشخاص لقوائمها لتدخل بهم في الانتخابات القادمة كما تسعى بعض الشخصيات لترشيح نفسها لخوض هذه الانتخابات ولدينا توصيات بهذا الشأن:
1- إن الترشيح في حدِّ نفسه يمثل مسؤولية كبيرة .. إذ يمكن أن يصل المرشح من خلال انتخابه أو من خلال قائمته إلى مقاعد مجلس النواب وحينئذ فان المسؤولية التي سيتحملها جسيمة وخطيرة ولا يتصور هؤلاء الإخوة أن ترشيحهم ووصولهم فيما بعد إلى مقاعد مجلس النواب هو مجرد وصول إلى منصب دنيوي لا يتبعه مسؤولية كبيرة أمام الله تعالى وأمام الشعب وأمام التاريخ ..فان معنى وصول المرشح إلى مجلس النواب أن المواطنين قد حملّوه مسؤولية وطنية كبيرة وقلّدوه أمانة في عنقه ولم يحصل هذا إلا بعد تضحيات جسام قدّموها حيث ضحوا بأرواحهم وعوائلهم وراحتهم من اجل الحفاظ على الوضع السياسي والاجتماعي العام للعراق في الوقت الحاضر ..
2- إن الشعب العراقي يمر بمعاناة صعبة وقاسية وابتلاءات شديدة ويتحمّل الكثير من المشاكل والمصائب بسبب هذا التغيّر الذي حصل في العراق وبالتالي فان المسؤولية ستكون مضاعفة عليهم .. وليس الأمر الآن بالنسبة لهؤلاء المرشحين قياساً بوضع العراق كما هو الحال في البلدان المستقرة والآمنة والمتطورة فإذا لم يقدّم النائب شيئاً ملموساً ربما لا يضر ذلك الضرر الكبير لبلده وشعبه .. بخلاف الوضع في العراق فان فشل المرشح إذا وصل إلى مجلس النواب ولم يقدّم شيئاً أو صار سبباً لعرقلة المشاريع وتشريع القوانين المهمة التي تصب في مصلحة البلد فانه سيلحق ضرراً كبيراً وفادحاً لبلده وشعبه.
3- على كل شخص يرّشح نفسه أو ترشحه القائمة والكتلة السياسية أن يراجع نفسه ويفحص عن مدى توفر المؤهلات والقابليات لديه لخدمة الشعب .. وذلك من خلال توفر الكفاءة والقدرة على الخدمة وحب الخدمة والإخلاص في العمل وعدم الاغترار بالمنصب وعدم البحث عن الامتيازات بسبب وصوله إلى هذا الموقع .. وإذا لم يجد في نفسه القدرة لذلك فلا يُقحِم نفسه في مسؤولية سيُسائِلُها الله تعالى عنها وسيحاسبها الشعب إذا ما قصّر في ذلك ..
وفي الختام بين سماحة الشيخ أنه لا بد من الأخذ بنظر الاعتبار حالة التذمر والسخط التي حصلت لدى الكثير من المواطنين بسبب فشل البعض من النواب أو بسبب تقصيره وعدم تحملّه للمسؤولية بل وان البعض صار عائقاً أمام تشريع بعض القوانين المهمة أو القرارات التي تصب في مصلحة البلد.
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha