تظاهر المئات من مربي الأغنام، الثلاثاء، في مدينة السماوة للمطالبة بتوفير الأعلاف وبأسعار مدعومة لمواشيهم، فيما ذكر مسؤولان بمديرية الزراعة وسايلو الحبوب في المثنى أن هناك 12 ألف طن من مادة الشعير متوفرة بانتظار اجراءات اطلاق صرفها من قبل الجهات المختصة في الحكومة.
وتجمع المئات من المتظاهرين امام مبنى مديرية الزراعة بالمثنى، وسط السماوة، حيث رددوا اهزوجات عشائرية (هوسات) تعبر عن معاناتهم وحقيقة مشاكلهم ومطالبهم قبل أن ينطلقوا في مسيرة راجلة الى مبنيي المحافظة ومجلس المحافظة.
وقال حسوب آل محل، أحد ابرز وجهاء المحافظة المشاركين في التظاهرة، "نطالب الحكومة المركزية والمحلية باتخاذ اجراءات عاجلة لانتشال وانقاذ الثروة الحيوانية ودعم أصحابها." مشيرا الى ان اعداد الأغنام في المثنى "كانت قبل خمس سنوات تصل الى ثلاثة ملايين والآن تترواح بين 500 الى 800 ألف فقط."
وأضاف "الثروة الحيوانية في جنوب العراق تدمرت، ونحن الآن نستعين بالسعوديين قرب مراعينا على الحدود لتزويدنا بالوقود لسياراتنا بعد أن حددت السلطات العراقية كميات الوقود لنا وتطالبنا بتغيير خزانات سياراتنا من سعة 300 لتر الى 60 لترا للسماح لنا بالتزود بالوقود." منوها الى "ان الـ60 لترا لا تكفي لرحلة السيارة ذهابا وايابا من المدينة الى مناطقنا قرب الحدود." واستطرد "نحن لا نريد سلطة أو مناصب، نطالب بالممكن من الدعم فسايلوات (صوامع) الحبوب ممتلئة والأعلاف تباع للتجار ونحن أحوج اليها."
فيما ذكر عادل الأعاجيبي، متظاهر آخر "ان مجيئنا من البادية ووقوفنا اليوم في السماوة لا لاستجداء من أحد بل للمطالبة بأيسر حقوقنا من دعم وتسهيل معيشي، فحلالنا (مواشينا) هلك ونحن ضعفنا." وأوضح "الأعلاف لم توزع لنا منذ العام الماضي، وقد كانت ايضا غير كافية لمواشينا وهذا ما اضطر غالبية اصحاب الأغنام الى تصفيتها وبيع معظمها لتأمين معاشهم والابقاء على تربية عدد قليل منها."
وحمل المتظاهرون لافتات تطالب رئاسة الحكومة العراقية ووزارتي الزراعة والتجارة بـ"انقاذ الثروة الحيوانية في العراق التي تضررت بنسبة 70% عما كان في السابق وانقاذها من الضياع من خلال تفعيل المراعي الطبيعية، وتوفير الأعلاف وبأسعار مدعومة." كما كتب على لافتة أخرى "حياتنا وأرزاقنا بايديكم، أنقذوا ثروتنا وثروة العراق من الضياع فانها مهددة بسبب الجفاف في البادية."
فيما وزع خلال التظاهرة بيان لخص مطالب المتظاهرين في الدعوة والمطالبة بـ"الاسراع بانقاذ الثروة الحيوانية من الهلاك بسبب الجفاف، وتفعيل المراعي الطبيعية في البادية والاسراع بتجهيز الأعلاف". وتضمن البيان ايضا "نرفض زيادة الأسعار ونطالب بتخفيضها أسوة بالاعوام الماضية، الحد من تهريب الأعلاف الى الخارج ورفض بيعها في المزاد العلني للتجار، تزويد مربي الأغنام بحصة من مادة النخالة أسوة بمربي الجاموس والابل اضافة الى السماح للمربين بالبيع والشراء بين المحافظات."
ومن جانبه، وصف مدير زراعة المثنى، المهندس حسين علي مهدي مطالب المتظاهرين بـ"الشرعية" وقال ان "المطاليب التي طرحها مربي الأغنام شرعية، ونحن بدورنا ننقل صوتهم الى الجهات الرسمية لانخاذ الاجراءات المناسبة لانقاذهم ومواشيهم." مشيرا الى "ان قلة الأمطار والجفاف انعكسا بشكل سلبي على تربية المواشي وتحديدا الأغنام."
وأضاف "الزراعة وضعت خططا لتفعيل المراعي الطبيعية وهناك توجه بانشاء 10 محطات للمراعي الطبيعية ستنفذ في بادية المحافظة ضمن الخطة الخمسية المقبلة، أما حاليا فالمشكلة متعلقة بالأعلاف وتوفيرها بأسعار مدعومة للمربين وهو أمر من شأن اللجان الاقتصادية والزراعية في مجلس الوزراء."
وأوضح "اتصلنا اليوم بوكيل وزارة الزراعة الأقدم، وأكد لنا بأن اتصالات تجري حاليا بين وزارتي الزراعة والمالية لتوفير الأموال اللازمة لوزارة التجارة من أجل دعم أسعار الاعلاف واطلاق توزيعها للمربين."
فيما ذكر مصدر بسايلو السماوة أن "هناك خزين جيد من مادة الشعير في سايلو السماوة يصل الى 12 ألف طن ، الا أن ادارة السايلو وشركة الحبوب مقيدتان باجراءات روتينية وادارية تمنع توزيعها لحين استحصال الموافقات الأصولية من وزارة التجارة."
وكان مجلس محافظة المثنى أصدر ،الأسبوع الماضي، توصية الى الوزارات المختصة بضرورة اطلاق توزيع الأعلاف على المربين بصورة عاجلة وتخفيض أسعارها، وبواقع 300 ألف دينار للطن من مادة الشعير و100 ألف دينار للطن من مادة النخالة.
https://telegram.me/buratha

