النجف الاشرف - احمد كاظم
على الرغم من حالة التطور الذي شهده العالم في مختلف المجالات العمرانية والتكنولوجية والاتصالات وتطور وسائل النقل من خلال أنواع السيارات الحديثة التي تتميز بتقنيات متعددة إلا إن سيارة الحمل سعة 2 طن والتي يحلو لأصحابها أن يطلقوا عليها اسم ( القجمة ) لازالت تعمل بكل جد واجتهاد في نقل مواد البناء واستطاعت هذه المركبة القوية أن تثبت وجودها على مدى فترة طويلة من الزمن تناهز المائة عام .
ويرجع عمر هذه المركبة بحسب الروايات إلى الحرب العالمية الثانية حيث دخلت لأول مرة إلى العراق مع الجيش البريطاني وكانت تستخدم للعمليات العسكرية آنذاك قبل أن تحول إلى الحكومة العراقية بعد إنهاء خدماتها في الجيش البريطاني في العراق حيث سجلت مرورياً ابتداءً من العام 1940 وحتى العام 1948 من قبل الدوائر الرسمية العراقية في حين يرى البعض إن تاريخ صناعتها يعود إلى بدايات القرن الماضي أي إنها صنعت عام 1910 .
أبو علي ( 50 سنة ) وهو صاحب إحدى السيارات من هذا النوع أشار إلى انه اعتاد ومنذ فترة طويلة على الاستيقاظ منذ ساعات الصباح الباكرة للعمل في نقل مواد البناء ومنها ( الجص ، الطابوق ) حيث تعتبر هذه السيارة التي اقتناها منذ أكثر من 20 سنة مصدر رزقه الذي يعتمد عليه في تغطية تكاليف عائلته ، معتبرا هذه المركبة بمثابة الصديق الذي لا يمكن التفريط به .
أما احمد حسين ( 28 سنة ) فيقول بأنه قد ورث هذه السيارة من أبيه الذي أصبح كبيرا في السن ولا يستطيع تحمل مشاق العمل مما اضطره إلى اخذ مكان أبيه ، مؤكدا رغبته في اقتناء إحدى سيارات النقل الحديثة بعد أن أصبحت هذه السيارة لا تلبي متطلبات الحداثة وذلك لقلة كمية ما تحمله من المواد وبطئ سرعتها مقارنة بالسيارات الحديثة بالإضافة إلى عدم وجود مواد أولية لها .
ومن الملاحظ بان مديرية المرور قد استثنت هذه المركبة من شرط تحوير المقود الأيمن إلى المقود الأيسر مقارنة بالسيارات ذات المقود الأيمن التي دخلت إلى العراق بعد عام 2003 حيث فرضت المديرية شرط التحوير من اجل تسجيل السيارة أصوليا ، كما استثنت المديرية سائقي هذه المركبات من شرط ارتداء حزام الأمان حيث لا زالت هذه السيارة تجول في طرقات المدينة ذهابا وإيابا .
https://telegram.me/buratha