لاتزال النتائج التي أفرزتها الانتخابات المحلية موضع اهتمام العراقيين ومادة نقاشاتهم المحتدمة، وتوقعاتهم بشأن التحالفات التي يمكن أن تبرز في ضوء هذه النتائج.وفيما كانت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بشخص آية الله السيد علي السيستاني اتخذت موقفا محايدا حيال القوى المتنافسة كافة، انبثقت أسئلة كثيرة لدى بعض الساسة والمتابعين حول ما اذا كان المرجع الأعلى سيبقى عند مواقفه المحايدة ازاء الاصطفافات الجديدة المتوقعة واحتمال بروز عقبات كأداء في طريق تقديم الخدمات التي طالما شددت المرجعية على ضرورة تطويرها وتقديمها للناس.بعض المعنيين يعتقد أن مدينة النجف ستشهد حركة ماراثونية لكل السياسيين بغية الحصول على مواقف داعمة من المرجعية باتجاه تقريب وجهات النظر، وحث الجميع على نبذ الخلافات والتوجه نحو العمل الموحد وبناء البلد على أسس وطنية سليمة.«القبس» التي كانت تابعت مجمل الأوضاع والأحداث التي شهدتها النجف، حطت رحالها – أمس – في هذه المدينة المنتعشة بحركة أسواقها، وفنادقها التي يصعب حصول الوافد اليها على سرير واحد فيها، لأنها مكتظة بالزوار القادمين من دول الخليج ولبنان وايران، والهند وباكستان وغيرها.بالوساطات المكثفة تمكنا من الحصول على غرفة في فندق (در النجف) وسط المدينة لنتنفس الصعداء، فتوجهنا فورا الى مكتب المرجع الديني آية الله الشيخ اسحق الفياض الذي يعد واحدا من المراجع الكبار الى جانب السيد السيستاني وآية الله السيــد محمد سعيد الحكيم.الذين رتبوا لنا الموعد حذرونا من مغبة الاسهاب في الأسئلة السياسية، وأشاروا الى أنه لا يفضل الخوض في هذه القضايا طالما أن غبار الأجواء الانتخابية لم ينقشع بعد، ويحاذر المراجع الكبار اعطاء أي كلمة ربما يستفيد منها طرف على حساب الآخرين.ابتدأنا بالحديث حول أجواء الحوزة العلمية – راهنا – فوصفها بأنها جيدة، مشيرا الى تزايد عدد طلابها وتوافر أساتذتها في مختلف المراحل العلمية المعروفة في الوسط الحوزوي(من مرحلة السطوح حتى مرحلة البحث الخارج).وأضاف أن نحو ستة آلاف طالب من داخل العراق وخارجه يواصلون دراستهم حاليا في حوزة النجف، وهو رقم ليس بسيطا اذا ما قيس في زمن النظام السابق الذي وصفه الشيخ الفياض بأنه كان قد أفرغ الحوزة من طلابها بسبب ملاحقتهم مع اساتذتها وزجهم في السجون أو سوقهم الى الاعدام.وعن رؤيته لمستقبل العراق قال الفياض «العراق بلد خيرات كما تعلمون فيه النفط والزراعة، والنخيل الى جانب العتبات المقدسة التي تمثل ثروة معنوية ومادية، ونأمل أن يشهد العراق مزيدا من الاستقرار الأمني، وأن يعمل الجميع بنزاهة واخلاص لتقدم هذا البلد ورخاء أهله.وما رأي سماحتكم بالانتخابات ونتائجها ؟- الانتخابات جيدة وهي امتحان للسياسيين، وعلى الذين فازوا أن يكونوا أوفياء للشعب العراقي، والذين خسروا اعتقد سيراجعون حساباتهم.خلال زيارته الأخيرة للنجف عقب الانتخابات قيل ان رئيس الوزراء نوري المالكي أطال في لقائه مع سماحتكم؟- نعم تحدثت معه حول ضرورة تقديم الخدمات للناس، وبخاصة الكهرباء، والرجل قد وعد خيرا.القوى السياسية الدينية أنشأت في النجف مؤسسات مختلفة.- هذه المؤسسات كلها ذات طابع سياسي، ونخشى أن تدخل في شؤون الحوزة، وأن يتحول الدين وسيلة سياسية لهذا الحزب أو ذاك الكيان.موقف سماحتكم من الاتفاقية الأمنية مع أميركا ؟- بوحدة الصف ووحدة الكلمة يمكن للعراق الافادة من التطور العلمي عبر تبادل الخبرات وايفاد الطاقات العراقية لكسب المعارف العلمية والتقنية.
النجف – موفد القبس نزار حاتم
https://telegram.me/buratha