تعتزم الحكومة ارسال ملاحظاتها وتعديلاتها على الاتفاقية الامنية المقرر توقيعها بين العراق والولايات المتحدة الى المفاوضين الاميركيين الاسبوع المقبل. وفيما دخلت لندن على خط المساعي لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية وواشنطن، لم يخرج اجتماع للائتلاف العراقي الموحد عقد في ساعة متأخرة من مساء امس باي مواقف جديدة تخص المعاهدة.
وذكرت مصادر مقربة من الحكومة لـ"الصباح" ان اجتماعا سيعقد بين اعضاء الحكومة برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي الاسبوع المقبل، لاستعراض البنود الواجب اعادة صياغتها، وجمعها وارسالها الى الجانب الاميركي للتوصل الى صيغة توافق الثوابت الوطنية. واعلن البيت الأبيض امس ان الاتفاقية الأمنية شبه منتهية، لكنه قال ان أي تغييرات ستطرأ عليها ستكون مجرد تعديلات بسيطة، وهذا ما اكده وزير الخارجية هوشيار زيباري عندما قال: ان بغداد ستطلب تغييرات في صياغة الاتفاقية، لكنها لن تسعى لإعادة التفاوض بشأن جوهر الاتفاقية، مؤكدا في تصريح نقلته وكالة رويترز، ان "الايام المقبلة سوف تكون مصيرية بالنسبة لهذه الاتفاقية".
واضافت المصادر ان اغلب القوى السياسية لديها ملاحظات على التفاهم الامني، الا ان درجة هذه التحفظات تتفاوت، ففيما طالبت كتلة الائتلاف بتعديل عدد من البنود، دعت جبهة التوافق الى اعادة صياغة لا اكثر، بينما وافقت كتلة التحالف الكردستاني على مسودة الاتفاقية. واكد رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني خلال زيارته الى طهران امس، ان "صوفا" لا تمس سيادة العراق على اراضيه، مبينا ان الاتفاقية تحدد موعدا لخروج القوات الاجنبية من العراق وتلبي مطالب العراقيين، نافيا في الوقت نفسه وجود خلافات بينه وبين رئيس الوزراء نوري المالكي بشأن الاتفاق الامني.
في غضون ذلك، قال مصدر برلماني: ان بريطانيا بدأت بلعب دور الوسيط بين واشنطن والقوى النيابية، لتقريب وجهات النظر فيما يخص الاتفاقية الامنية.وكشف المصدر عن عقد اجتماع بين الدكتور علي الاديب رئيس كتلة الائتلاف في مجلس النواب ومساعد قائد القوات البريطانية استمر نحو ساعة، اعقبه اجتماع ثان مع اعضاء في كتلة التوافق، واخر مع عدد من القوى البرلمانية الاخرى، رافضا الافصاح عن ما جرى في هذه اللقاءات، الا انه قال: لا موقف مغايراً للقوى العراقية حتى الان.
هذا التأكيد كان ايضا نتيجة لاجتماع مصغر لقوى الائتلاف الموحد، اذ لم يخرج لقاء قادة الائتلاف بجديد.وذكر مصدر من داخل الاجتماع انه نظرا لعدم حضور عدد من قادة الائتلاف لم تناقش مسألة الاتفاقية، مستدركا بالقول: مازلنا مصرين على مواقفنا الوطنية. ورفضت الحكومة امس التحذيرات الاخيرة لرئيس اركان القوات الاميركية الأدميرال مايكل مولن. واكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور علي الدباغ في بيان له، أن الحكومة تلقت بقلق بالغ تصريحات مولن، التي حذر فيها العراقيين من عواقب عدم التوقيع على الاتفاقية الامنية مع واشنطن، مشددا على ان هكذا تصريحات ليست موضع ترحيب في العراق، وأن العراقيين بجميع قواهم السياسية يدركون حجم مسؤولياتهم وهم يقدرون أهمية التوقيع علــى الاتفاقية من عدمه.
https://telegram.me/buratha