اختتم على قاعة المركزي الثقافي في مدينة العمارة ، الأربعاء، المؤتمر الأول للاعمار بحضور نائب رئيس الوزراء العراقي رافع العيساوي ووزير التعليم العالي عبد ذياب العجيلي ، فضلا عن مسؤولين رسميين وتم خلاله مناقشة التطور الحاصل في المشاريع العمرانية والمعوقات التي تواجه خطط الاعمار.وقال رئيس لجنة الاعمار والتطوير في المحافظة موحان ماهي شبيب لـ (أصوات العراق) ان “المؤتمر أكد على ضرورة إيجاد آلية جديدة في تنفيذ مشاريع الاعمار وذلك بالتنسيق مع الحكومة المركزية والوزارات العراقية“، منوها إلى ان مناقشات واسعة تخللت المؤتمر حول المعوقات التي تعترض مشاريع الاعمار من قبل أعضاء مجلس المحافظة ومدراء الدوائر الرسمية ورؤساء الوحدات الإدارية ورؤساء مجالس الاقضية والنواحي.من جهته ذكر رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء العراقي ان“ زيارته لمحافظة ميسان تأتي ضمن سلسلة من الزيارات الميدانية لمحافظات العراق للاطلاع عن قرب عن واقع الخدمات التي تقدم للمواطنين فضلا عن متابعة مشاريع الاعمار وتذليل بعض المعوقات التي تعترض انجاز تلك المشاريع. “وأضاف “ اطلعت خلال زيارتي القصيرة إلى هذه المدينة على معرض الاعمار الخاص بمحافظة ميسان وقد دهشت لحجم المشاريع المنجزة والتي تجاوزت أكثر من 70% خلال عام 2008 وهذا مؤشر ايجابي بان المشاريع التي تنفذ في المحافظة يجرى التخطيط والمتابعة لها بمهنية وحرص من اجل تقديم أفضل الخدمات للمواطنين“واستدرك“ مما لفت نظري خلال زيارتي للمحافظة هو مشروع التشجير الجاري في المحافظة والمتمثل في زراعة 2000 نخلة في مداخل المحافظة والذي أعطى صورة جمالية لمدخل مدينة عصرية. “وكان نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي قد وصل إلى محافظة ميسان، صباح الأربعاء، وافتتح بعد وصوله المؤتمر الأول للاعمار الذي تقيمه محافظة ميسان.واعتبر محافظ ميسان عادل مهودر زيارة نائب رئيس الوزراء دفعة معنوية من قبل الحكومة المركزية للحكومة المحلية لكي تواصل عمليات الاعمار في المحافظة“.ولفت إلى ان“ محافظة ميسان جزيرة عائمة على بترول وأهلها يعيشون في فقر وبؤس وحرمان ويفتقرون إلى ابسط الخدمات الضرورية، مشددا على انه لابد للحكومة الاتحادية من إعادة ترتيب الأوراق “.فيما يرى رئيس مجلس محافظة ميسان عبد الجبار وحيد العكيلي ان أسباب تلكؤ بعض المشاريع في المحافظة يعود لبعض الوزارات ومنها وزارة الكهرباء وذلك برفضها التوقيع على أي عقد يخص بإنشاء محطات توليد كهربائية منذ ثلاث سنوات وغيرها من المشاريع الخدمية .وكشف العكيلي بان “ هناك عدم انسجام بين الحكومة المركزية والمحلية وفي جميع الجوانب الأمنية والاقتصادية والسياسية وهذا بدوره اثر كثيرا على تنفيذ بعض المشاريع وخاصة المشاريع الاستراتيجية“.وكانت الحكومة المركزية قد خصصت للحكومة المحلية في ميسا ن 144 مليار دينار عراقي ضمن تخصيصات تنمية الاقاليم لعام 2008 فيما خصصت الوزارات مبالغ ضخمة لإقامة مشاريع إستراتيجية شملت قطاعات الكهرباء والماء والنفط والصحة والتي لم ينجز أي مشروع منها.فيما بين علي معارج مدير هيئة نفط ميسان بان هناك مشاكل كثيرة تعترض عمل الهيئة ومنها موقع بعض الحقول على الشريط الحدودي وهذا أدى بدوره على عدم استخدام تلك الحقول وهي حقول الفكه وعددها أربعة حقول وحقل أبو غرب الجنوبي. مشيرا إلى تشكيل عدة لجان على مستوى وزارة النفط لمتابعة المشكلة ولكنها لم تحل إلى وقتنا الحاضر.وحول المشاريع المستقبلية أوضح معارج ان للمديرية خطط مستقبلية لحفر 80 بئرا موزعة على عدة حقول وهذه تحتاج الى دعم خاص من قبل وزارة النفط.فيما قال علي وارد مدير توزيع المنتجات النفطية هناك مشروع كبير لإنشاء مستودع نفطي لكن لم يباشر العمل به على الرغم من وجود التخصيصات.وطالب وارد بضرورة إنشاء خط ناقل لنقل المنتوجات النفطية والتي تعتبر المشكلة الرئيسية في توزيع المنتجات النفطية في المحافظة.اما مدير مصفى ميسان حسن أبو الهيل فقد بين ان المصفى يعاني من عدة مشاكل منها قدم الأجهزة الخاصة بالمصفى والتي أدت تقليل الكميات المنتجة من النفط الى 50% من طاقته الإنتاجية البالغة 10 آلاف برميل في اليوم الواحد، مؤكدا ان المصفى يشتغل بمعدل 30 ساعة ويتعطل 16 ساعة وان معداته أخذت بالتآكل يوما بعد يوم.واقترح رسول علي رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة ميسان ان تقوم هيئة نفط ميسان بتطوير الحقول وحفر آبار جديدة.واضاف بأنه علي الحكومة العراقية دعم هيئة نفط ميسان كونها هيئة فتية بالإضافة الى وجود كوادر متخصصة ومتدربة ، بالإضافة الى استثمار معامل الورق والبلاستك والسكر أفضل من بقائها شبه معطلة.اما بشان مشاريع الكهرباء قال“ حسن الساري وزير الدولة لشؤون المحافظات هناك مشروع لإنشاء محطة توليد بطاقة 260 ميغا واط سيحال قريبا الى احد الشركات الإيرانية المتخصصة في هذا المجال“.واضاف ان وفدا مشتركا من وزارة الكهرباء ووزارة الدولة لشؤون المحافظات سيزور ايران خلال الأيام القليلة القادمة لمعاينة محطة مماثلة في إيران وتوقيع العقد الخاص بها.في حين طالب معاون محافظ ميسان عبد الحسين ألساعدي الحكومة المركزية بمعالجة شحة المياه الواصلة الى المحافظة عن طريق نهر دجلة ، والاهتمام بالآثار وتوفير الحماية اللازمة لها اسوة ببقية المحافظات وكذلك الاهتمام بالمزارات وتأهيل المعامل المعطلة.
سبق وأن أشرنا في تعليق سابق قبل أيام حول هذه المحافظة المنكوبة. والحمد لله والشكر إلى الحكومة المركزية بعقد هذا المؤتمر الذي أسأل الله أن يثمر بإنجاز مشاريع تفيد المواطن في هذه المحافظة العريقة.