شرع اعضاء الحكومة بدراسة دقيقة لبنود الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها مع الولايات المتحدة، لتحديد الفقرات الواجب تغييرها لجعلها بمستوى القبول الوطني بعد قرار مجلس الوزراء امس بضرورة اجراء تعديلات على مسودة "صوفا".
وكشف مصدر مطلع عن بدء السفارة الاميركية في بغداد بتحركات واسعة لاقناع القوى المتحفظة على التفاهم الامني، مع عزم بغداد وواشنطن على مناقشة المعاهدة عبر الاقمار الصناعية.وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور علي الدباغ: إن مجلس الوزراء دعا في جلسته الاعتيادية امس،التي خصصت لمناقشة مسودة الاتفاقية مع واشنطن، جميع القوى السياسية الى النظر للاتفاق بموضوعية ومسؤولية ومراعاة المصالح العامة.وثمن المجلس بحسب البيان جهود الفريق العراقي المفاوض وما حققه من تقدم في المفاوضات والاقتراب من الثوابت التي حددتها الحكومة في بداية المفاوضات. وأضاف الدباغ ان مجلس الوزراء اجمع على ان التعديلات ضرورية على مسودة الاتفاقية، حتى تجعلها بمستوى القبول الوطني، لافتا الى ان المجلس حث الوزراء على تقديم تلك التعديلات ليتم تضمينها في المفاوضات مع الجانب الأميركي.
وفي اطار مشابه، بدأ المسؤولون الاميركان الموجودون في بغداد، بحملة واسعة على القوى السياسية المتحفظة على بعض البنود والتي طالبت بتعديلها، من اجل اقناعهم بالمسودة الحالية.واكد مصدر مطلع لـ"الصباح" ان اجتماعا عقد امس بين هؤلاء المسؤولين مع لجنة الامن والدفاع في البرلمان استمر زهاء الساعتين.ولوحظ ان المسؤولين الاميركيين خرجوا من الاجتماع ولم تظهر على ملامحهم أية بوادر بنجاح مهمتهم، وهذا ما اكده المصدر بالقول: ان النواب العراقيين شددوا على تمسكهم بالطروحات الوطنية ومواقفهم تجاه مسودة الاتفاقية. وكان السفير الاميركي لدى العراق رايان كروكر قد عقد خلال اليومين الماضيين اكثر من اجتماع مع عدد من القادة السياسيين. واعلن المصدر عن وجود توجه للمسؤولين في بغداد وواشنطن لبحث الاتفاقية عبر الاقمار الصناعية (دائرة تلفزيونية مغلقة)، منوها بان هذه المحادثات ستكون مهمة لانها ستكون مباشرة وستختزل عامل الوقت. على صعيد متصل، شكلت جبهتا التوافق والحوار الوطني لجنتين لتدارس بنود الاتفاقية الامنية قبل اعلان قرارهما، في حين قالت نائبة عن القائمة العراقية: ان كتلتها النيابية لن تصوت لصالح "صوفا" عند عرضها على البرلمان بسبب تحفظها على بعض بنود الاتفاقية. من جانبه اكد النائب عن الائتلاف سامي العسكري استعداد الادارة الاميركية لاجراء تعديلات على الاتفاق الامني، مبينا ان عدم اتخاذ المجلس السياسي للامن الوطني موقفاً من الاتفاقية هو اشبه بالرفض. وكان مصدر مقرب من مفاوضات "صوفا" قال امس الاول، ان واشنطن وافقت على مراجعة عدد من الفقرات، مع تمسكها بالخطوط العريضة للتفاهم. من جانبه كشف رئيس كتلة الائتلاف الموحد في البرلمان الشيخ جلال الدين الصغير عن وجود خيارين أمام البرلمان لاقرار الاتفاقية الامنية عبر اليات محددة، مستبعدا ان يتم بحث "صوفا" في المجلس السياسي مجددا، قائلا في هذا الصدد: ان "المجلس السياسي للامن الوطني احال الاتفاقية الامنية الى مجلس الوزراء والامر ليس مطروحا على المجلس السياسي في الوقت الراهن.
https://telegram.me/buratha