كما عودنا امام مسجد براثا سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطب صلاة الجمعة على طرحه الصريح والوافي لاخر المستجدات السياسية في الساحة العراقية وكانت من اولى الموضوعات التي تحدث عنها سماحته هي مسالة الاتفاقية الامنية بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الامريكية .
حيث قال سماحته ان المجلس السياسي للامن الوطني سينعقد مساء هذا اليوم لبحث المسودة النهائية للاتفاقية مؤكدا النقاش حولها لا يعني الموافقة الكاملة عليها فبحسب كلام سماحته ان الاتفاقية فيها امورا ايجابية وامورا غامضة وفيها امورا سلبية وبالتالي ياتي اجتماع المجلس السياسي للوقوف على اهم النقاط التي وصل اليها المفاوض العراقي مع الجانب الامريكي .
وشرح سماحته الاطر الاولى للاتفاقية وقال يجب ان لا نفرط بالسيادة العراقية ولا يمكن لنا ايضا ان نفرط بالامن العراقي مضيفا الى انه لا يمكن الحصول على كل الصورة ربما لا نتمكن لاننا لو حصلنا على كل الصورة ربما نفقد صورة اخرى هي ايضا مهمة والعكس ايضا صحيح تماما , واشار الى انه يجب ان لا نستعجل النتائج وعلينا ان لا نخضع للابتزازات .
وفي نفس السياق انتقد سماحته تصريحات قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال اودينو التي قال فيها ان بعض نواب البرلمان العراقي يرتشون من قبل ايران وقال سماحته ان الناس تتكلم ايضا ان بعض البرلمانيين يتسلمون اموالا من امريكا وبين هذا وذاك فانه لن يبقى وطني في البرلمان يحمل هموم المواطنين , وبالمحصلة ان جميع نواب البرلمان عملاء للخارج وهذا ما يريده اعداء العراق . واضاف سماحته ان تصريحات الجنرال اودينو جاءت للضغط على الجانب العراقي في الموافقة على الاتفاقية الامريكية مؤكدا ان هذا الامر لن ينفع مع العراقيين ابدا ولن يستسلموا للضغوط مهما كانت .
وطالب سماحته الجنرال الامريكي بان ينشر الادلة التي جعلته يصرح بهذا التصريح والوثائق التي معه ان كانت هناك فعلا وثائق حيث قال سماحته :
" انشروا هذه المعلومات وقولوا لدينا هذه الوثيقة تثبت ان ايران دفعت للبرلماني الفلاني هذا المقدار من المال عندئذ سيكون الكلام كلام مسؤول اما ان ينطلق على عواهنه في فترة في غاية الحساسية عندئذ لا نقول ان هذا الكلام كلام مسؤول وانما هو كلام يطرح لغرض الضغط السياسي وهذا تدخل سافر في شؤون عراقية بحتة ولا يمكن لنا ان نقبل به على الاطلاق وتسائل عن جدية هذه التصريحات في مثل هذا الوقت الحساس سيما وان هناك قضايا مهمة منها الاتفاقية الامنية وكذلك انتخابات مجالس المحافظات ".
في الجانب الاخر من خطبته تحدث سماحته عن كثرة اطلاق الاشاعات الى درجة انها تتحول الى قضية كبيرة الغرض منها تشويه سمعة السياسيين ونزاهتهم وجعل الامور بشكل فوضوي . وتحدث سماحته عن الجهة التي تقوم باطلاق مثل هذه الاشاعات المغرضة حيث قال :
" نحن هنا عندما نرى حركة الاشاعات الكثيرة وانتم ترون الان كم ان حركة الاشاعات تنطلق بسرعة فيوميا ماسكين احد المسؤولين وينشرون اشاعة وراء اشاعة له والى اخره بحيث شيئا فشيئا تصبح القضية حقيقية وهي ليس لها وجود اصلا " .
واضاف سماحته الذي سبق له ان مارس عملية الاشاعة من هو ؟؟ مدرسة الاشاعة الكاذبة في هذا البلد من الذي اسسها ؟؟؟ فهل تعتقدون ان حزب البعث مات وانتهى ؟؟؟؟؟ لا والله مشتبهين تماما "
وقال سماحته انا احد الذين يؤمنون ان كل ما يقال عن قاعدة وعن عصابات وما الى ذلك كله ليس له واقع قياسا الى ان الواقع الحقيقي هو حزب البعث واياديه , حيث اياديه التي مرة تتحول الى قاعدة ومرة تتحول الى عصابات خارجة عن القانون , الحزب البعث هو الذي يريد ان يخرب لانه الذي اخذ منه ليس شيء سهل وانتم شاهدتموهم لحد الان لم يعتذروا للشعب العراقي فلحد الان يثابرون ولحد الان يتحدثون باحاديث كبيرة رغم ان هذا الشعب وقيادات هذا الشعب بحمد الله لا يمكن ان تعطيهم مجالا ان يحققوا امالهم
واضاف سماحته "راجعوا الاجهزة الامنية ستجدون هذا امير القاعدة الفلانية والوزير في الدولة الفلانية دولة المجرمين وما الى ذلك اما ان يكون ضابط مخابرات او عضو فرقة او عضو فرع وما الى ذلك هم هؤلاء وليس غيرهم او مقادين من اؤلئك المجرمين لا تقولوا اننا تخلصنا من حزب البعث انا ارجع واثبت هذه القضية التي عشرات المرات ذاكرها والله بالله معركتنا مع البعثيين لم تنتهي بعد "
اما الجانب الاخير من خطبته فكانت حول الانتخابات المحلية حيث قال سماحته ان بعض الجهات تريد ان تسرع عملية اجراء الانتخابات ونحن مع الاسراع الانتخابات ولكن يجب ان لا نخل بالشرط الذي يؤدي الى انتخابات نظيفة وانتخابات نزيهة , فما هي قيمة ان اتي غدا واجري الانتخابات وتخرج النتائج كلها مزيفة او نتائج مخلة او يُطعن بهذه الانتخابات اذن لم نفعل شيئا وانا مطمئن ان القيادات تدرك مثل هذه الامور وتعالج ان شاء الله تعالى مثل هذه القضايا .
هذا ملخص ما جاء في خطبة سماحته التي القاها في مسجد براثا المقدس وفيما يلي نصها :
اعتقد في هذا الاسبوع وما سيليه سنعيش فترة في غاية الحساسية وظرفا في غاية الاستثناء فنحن على موعد مع الاتفاقية الامنية ونسير بخطى متسارعة تجاه الانتخابات وما بين هذا وذاك هناك الكثير من الاستحقاقات التي ستترتب على اي خيار سنتخذه ان وقعنا على الاتفاقية الامنية هناك استحقاقات وان لم نوقع ايضا هناك استحقاقات وما بين هذه وتلك هناك اولويات باهضة يجب ان نتحملها جميعا ولا يمكن لمثل هذه القضايا ان نحملها لطرف دون اخر او لشخص دون اخر بل الجميع عليهم ان يتحملوا مسؤوليتهم في هذا المجال .
هذا اليو سوف يعقد مساءا اجتماع المجلس السياسي للامن الوطني وسوف تعرض الاتفاقية الامنية بصيغتها النهائية وحينما نقول صيغتها النهائية لا نقول باننا نرضى في كل ما في الاتفاقية وانما هي مقدار الجهد الذي بُذل بحيث وصلنا الى هذه الصيغة التي ستعرض على المجلس السياسي للامن الوطني .
في هذه الاتفاقية هناك امور جيدة وهناك امور غامضة وهناك امور غير جيدة كما في اي مفاوضة وفي اي حالة تفاوض على قضية معينة تحصل على امور جيدة ولا تتمكن من الحصول على الجميع وعليك ان تذر امورا جيدة لانك لا تستطيع ان تحصل عليها , وهنا لو وقعنا على الاتفاقية هناك جملة من الامور الجيدة ستحصل وامور اخرى ربما ليست بجيدة , ولو لم نوقع ايضا بنفس السياق وبنفس القدر ايضا سنحصل على امور لها صورة ايجابية ولها صورة سلبية . وهنا ما يجب علينا ان نحصل عليه هو اننا لا يمكن ان نفرط بالسيادة العراقية ولا يمكن لنا ايضا ان نفرط بالامن العراقي , يعني ان نحصل على كل الصورة ربما لا نتمكن لاننا لو حصلنا على كل الصورة ربما نفقد صورة اخرى هي ايضا مهمة والعكس ايضا صحيح تماما , لذلك علينا ان لا نستعجل النتائج وعلينا ان لا نخضع للابتزازات
وهنا اشير وبكل استغراب لطبيعة الحديث الذي تحدث به قائد القوات الامريكية الجنرال ادريانو فيما يتعلق بموقف البرلمانيين العراقيين من الاتفاقية الامريكية وحديثه عن ان بعضا من البرلمانيين يُرتشون من هذه الدولة او تلك وبشكل سريع جدا كانت هناك تصريحات مضادة بان هناك بعضا من البرلمانيين ايضا يقبضون من امريكا اموالا وبالنتيجة نحصل على صورة زاهية جدا للبرلمان فكلهم عملاء ولا يوجد وطني فيه , يعني هذا الذي يقول انه البرلمانيين ياخذون اموالا من ايران وذاك الذي يقول ياخذون اموالا من امريكا وما بين هذا وذاك لا يبقى وطني واحد يفكر بالعراق وفي طبيعة مصير العراق وهذا ما لا يمكن ان نقبل به بل هذا من الامور التي يجب ان تزدرى من الجميع , العراق فيه من الوطنية وفيه من الاصرار على نزاهة العراق واستقلاليته اكثر بكثير مما يمكن ان يروج في هذه القناة او في تلك القناة لان مثل هذه المواضيع ليست قابلة للمزايدة ومن باع نفسه لهذا الطرف او لذاك وانما يخسر العراق وانما يخسر نزاهته وموقفه غدا امام الله سبحانه وتعالى وامام هذا الشعب الذي لا يمكن له ان يفرط في طبيعة الموقف النزيه ولا يمكن له ان يتغافل عن الموقف غير النزيه .
ما يهمنا نحن اننا نريد ان نضمن سيادة كاملة للعراق ونريد ان نضمن امانا كاملا للعراق ونريد ان نضمن ان لا يتفكك الشعب العراقي ولا تفكك وحدة العراق , لذلك كل المواقف يجب ان تنصب على هذه الامور الثلاثة , وانتم خلال الايام المقبلة عندما تعرض هذه الاتفاقية على البرلمان ستسمعون بهذه الاتفاقية في صورتها الايجابية وفي صورتها الاخرى وبالنتيجة لا تقولوا لا علينا ويجب ان لا نتدخل في مثل هذه الامور فهذا مصير الشعب العراقي وهذا مستقبل الشعب العراقي , وانا اعتقد مثلما خضنا معركة الدستور ومثلما خضنا معركة الانتخابات ايضا يجب ان نخوض معركة السيادة ومعركة استقلال العراق ومعركة الحفاظ على امن العراق .
انا اعتقد من الضروري بمكان ان ننتبه الى ان اي ضغط من اي جهة لا يمكن ان يكون مجديا مع القيادات العراقية وعلى القيادات العراقية ان لا تنصاع الى اي ضغط من اي طرف كان , لاحظنا قبل مدة حينما بدات لمسات عن الاتفاقية كيف امتلئت الدنيا ضجيجا بين من يخون وبين من لا يخون والقضية لم تكن الا مجرد افكار طرحت , ولم يكن هناك تفاوض فعلي ولم يكن هناك نقاشا وامتلئت الدنيا بالاتهامات هذا عميل وذاك عميل وهذا خائن وذاك باع الشعب وما الى ذلك وامتلئت مزايدات , الان هذه الفترة سنعيش ظرف اصعب من الفترة السابقة لانه ستتزامن هذه القضية مع قضية الانتخابات وانتم شاهدتم الكثير من القوى السياسية في كثير من الاحيان ما كانت تعبر عن هموم الناس بقدر ما كانت تعبر عن مصالح في بعض الاحيان ضيقة جدا , لذلك لا تستغربوا ان يبتدا المناخ السياسي بان يتسخن باتجاه ان يخون القائد العراقي سواء سلك هذا الطريق او لم يسلك هذا الطريق , هناك احكام مسبقة جُهزت لكي تسقط القيادات العراقية النزيهة اذا اتجهوا بهذا الاتجاه سيقال عنهم عملاء لهذا الطرف واذا اتجهوا الى الاتجاه الاخر سيقال عنهم عملاء لذلك الطرف والاصل ماذا سيحصل ؟ ان القيادات النزيهة سوف يحاول البعض ان يسقطها امام الناس , الاستحقاق في هذه القضية السريع هو الانتخابات القادمة وبالنتيجة لكي لا نصل الى انتخابات حقيقية وانما جملة من المواقف المشوهة التي تصنع لنا خيارات مشوهة وبالنتيجة تزداد المعاناة مرة اخرى وتزداد المحنة مرة من بعد اخرى لكن ما هو اهم ان هذه الانتخابات التي نحن مقبلون عليها يمكن ان ترسم صورة العراق القادم في الانتخابات التي ستحصل في نهاية عام 2009 وبداية العام 2010 واقصد بذلك الانتخابات التشريعية تلك التي تخرج منها حكومة ويخرج منها برلمان وما الى ذلك .
هنا بعيدا عن نظراتنا وبعيدا عن ملاحظاتنا انا اعتقد ان حصانة الموقف العراقي تجاه قضية سيادة العراق يجب ان لا تكون موردا للمساومة ولذلك سنحتقر اي سياسي يحاول ان يستغل مثل هذه القضية لكي ينبز الاخرين او لكي يحاول ان يستخدم قضية سيادة العراق في موضوع المزايدات السياسية وفي موضوع المزايدات التي اعتاد عليها الناس بتصريحات هذا او ذاك لذلك هنا النباهة والوعي ووحدة الاصطفاف مع القيادات السليمة ومع القيادات النزيهة ومع القيادات التي اخلصت الى الناس طوال هذه الفترة وربما وفقت وربما لم توفق , ربما أ ُحبط الناس نتيجة اداءات وربما لم تحبط لكن في القضايا الكبرى هناك مسالة اخرى في ان لدينا نمط من القيادات لم تساوم على مصلحة العراق ابدا ولم تضع مصلحة العراق موردا للمزايدات او موردا للتجارة او موردا للارتزاق السياسي هذا جانب
الجانب الاخر وانا هنا انبه له منذ البداية نحن قلنا باننا لا يمكن ان نقبل باي صورة لهذه الاتفاقية لا تتسم بالشفافية وبحمد الله الان انا لديه نسخة من الاتفاقية واطلعنا ولا يوجد هنالك شيء سري خارج ما كُتب وهناك خيارات مهمة جدا على الشعب ان يطلع عليها ولكن ان تبتدا الامور بهذه الطريقة من الضغط انا اعتقد ان الضاغطين لم يوفقوا حتى لو كانوا مخلصين لم يوفقوا في هذا المجال اتركوا للعراقيين ان يقرروا بانفسهم ولدى العراقيين من القيادات السليمة والنزيهة التي اثبتت خلال الفترة السابقة طبيعة حكمتها وطبيعة قدرتها وطبيعة صبرها وطبيعة صلابتها في ان تنجز للعراق الموقف الوطني المطلوب .
وهنا اعود واشير الى ما تحدث به الجنرال ادريانو , الرجل تحدث وقال بان ايران رشت بعض النواب اذا كانت لديك هذه المعلومات فلماذا لا تنشر ؟؟ انشروا هذه المعلومات وقولوا لدينا هذه الوثيقة تثبت ان ايران دفعت للبرلماني الفلاني هذا المقدار من المال عندئذ سيكون الكلام كلام مسؤول اما ان ينطلق على عواهنه في فترة في غاية الحساسية عندئذ لا نقول ان هذا الكلام كلام مسؤول وانما هو كلام يطرح لغرض الضغط السياسي وهذا تدخل سافر في شؤون عراقية بحتة ولا يمكن لنا ان نقبل به على الاطلاق واذا لم يكن هذا الكلام صحيح لماذا اطلق في هذه الفترة ؟ الان الكلام انه يجب على القيادات الامريكية ان تعتذر للشعب العراقي وان تعتذر للبرلمان العراقي امر يمكن ان يحصل ولكن تشويه صورة البرلمان العراقي بشكل طبيعي جدا نحن سمعنا ان بعض السياسيين تحدثوا ان هذا يرتشي من هذا وذاك يرتشي من هذا والصورة الموجودة قسم يرتشون من قبل امريكا وقسم يرتشون من ايران طيب من الذي بقى في البرلمان ؟ هل ان خيارات الشعب العراقي كانت سيئة بحيث لا تنتخب الا عملاء ؟؟ هذه هي الصورة التي يريدون ان يخرجوها وبالنتيجة يراد لكم ان يقال لكم ان كل الخيارات التي تستخدموها لا تؤدي بكم الى نتيجة , فهذه الاساليب نحن نرفضها واعتقد ان كلمات الادانة قاصرة جدا ان تصل الى المطلوب في هذا المجال لكن هذه القضية حينما طرحت في ايام الانتخابات ايضا علينا ان لا نكون سذج في انه مجرد تصريح اطلق من هذا الطرف او اطلق من ذاك وانما القضية فيها امورا اخرى والان للاسف الشديد بعض السياسيين ممن له السطوة في هذه الدائرة او تلك بدا يحاول ان يجير دائرته لمصلحة انتخابية ضيقة لهذا الفريق او لذاك .
لدينا مجموعة في داخل الاجهزة الامنية متورطة في قضية الانتخابات وتحاول ان تسخر الاجراءات الامنية من اجل ان تضغط على هذا الفريق او تضغط على ذاك الفريق في داخل الاجهزة الامنية فما بالك في الاجهزة الاخرى اوامر اعتقال واوامر تجريم وما الى ذلك وبطرق كيدية خاصة والنتيجة ضغط من داخل الجهاز التنفيذي على هذا الفريق او ذاك , هذا انا في نظري كلما راينا اساليبا لا تتسم بالنزاهة في قضية معينة يجب ان نهتم جدا بمثل هذه الطريقة لانه هذه القضية لو لم تكن مهمة ما احتاجوا الى الاساليب العوجاء , لو لم تكن حساسة ما رغبوا بالاساليب الملتوية كانت الامور تجري بشكل طبيعي , لكن الحرامي طبيعته لا يستطيع ان يسرق بالعلن , الحرامي يسرق بالاساليب العوجاء وبالطرق الملتوية وبالابتزازات التي لا ترى مباشرة . مسؤوليتنا في الانتباه لمثل هذه القضايا انا اعتقد تفوق كل الامور الاخرى .
انا الان سوف اضرب بعض الامثلة بعض القوى الان تفكر في انها تخسر في احدى المحافظات وهي ماسكة الملف التنفيذي في تلك المحافظة الان يفكرون ان يعلنوا في تلك المحافظة الفيدرالية وبالنتيجة ماذا سيحصل ؟ بعد الفيدرالية مباشرة اذا ما اعلنوها وهذا مستحيل سيقولون ان الانتخابات ليس وقتها الان مثل كردستان مثلما قالت ليس وقتها الان ايضا ممكن المحافظة الفلانية والمحافظة الفلانية نتيجة فيدرالية معينة تستغل وبالنتيجة تقف عملية الانتخابات وبالمحصلة تستمر هيمنة هذا الفريق السياسي او ذاك الفريق السياسي على مقدرات الناس , هنا هل نستطيع ان نقول اننا لا نهتم بهذه القضية ؟؟ ام ان هذه القضية اخذت ابعاد اكبر من هذه المواضيع .
الاحاديث كثيرة رغم ان كثير من الاحيان انها مزيفة ماذا عملوا خلال هذه الفترة وماذا قدموا لنا انتخبناهم ولم يقدموا لنا شيء والى اخره . يعني ان هذا العراق الان ليس فيه شيء تقدم ؟؟ هل ننسى الايام الماضية ونقول لم يحصل شيء ؟؟ الا تتذكرون السنوات السوداء التي مرت على العراق ؟ فهل الصورة الان هي نفس الصورة التي كانت موجودة ؟؟ الفقر نفس الصورة التي كان موجودا ؟ الرفاه العام هو بنفس الصورة التي كان عليها ؟ الان لا اريد ان اتحدث عن القضية السياسية واقول الحرية والوضع الديني وما الى ذلك هذا كله نتركه لكن على المستوى المادي , نعم هناك اخفاقات وهناك مشاكل لكن هذه المشاكل يجب ان تؤخذ بالطريقة الطبيعية لها حتى في اهم القضايا . انا احد المتالمين جدا من قضية الكهرباء وتعرفون احاديثي وطبيعة احاديثي لكن هي كلها مسؤولية هذا الوزير ؟ ام كانت هناك ظروف اقسى بكثير من كل الوزارات .
لاضرب امثلة بسيطة جدا الان انت لما تقول ان الكهرباء لا يصلني الا ساعة او ساعتين في اليوم فهذا امر مزري وامر مؤلم امر والله العظيم نتقطع له لكن انت مسؤوليتك تجاه التعطيل ماذا كانت ؟؟ دعونا نحسب قبل في زمن النظام اعداد الناس لم تكن بهذا العدد الموجود اليوم فواضح جدا ان الناس يتكاثرون لكن مع هذه الكثرة الاستخدام للكهرباء كم كان مستواه وكم الان مستواه ؟؟ هل تستطيعون ان تقيسوا ؟ البيوت التي كان غالبيتها لا يرى مكيف الهواء ( الاركونديشن ) الان ( السبلت ) لا يقبل به , ارتفع لدينا الاستخدام للكهرباء بالنتيجة ان اي كمية تاتي تحترق بالاستهلاك فلا ترى . بشكل طبيعي الان وزير الكهرباء يقول انا زودت 1000 ميكا لكن هذه الـ 1000 ميكا يقول انا زودت لكن بالمقابل هذه الناس استهلكت هذه الكمية لذلك لا ترى انا اقول هذا الكلام ليس دفاع عن وزارة الكهرباء لا والله العظيم فانا اقول لحد الان ان هناك خلل وتعرفون نظرتي في هذا المجال لكن بشكل عام الوضع الامني الذي كان يرهق البلد ولا يدع المسؤولين اصلا يتجولون في هذه المنطقة او تلك الا بشق الانفس فهل كان يستطيع شخص ان يصل الى هذه المحافظة او تلك او هذه المنطقة او تلك حتى يستطيع ان يعالج مشكلة ؟؟ الان بدات الانفراجات تحصل وان شاء الله تعالى يديم هذه النعمة حتى نستطيع ان نتقدم هذا ليس تبرير لكن علينا ان نفهم الامور بطريقتها الطبيعية جدا .
الان انا لست مسرورا لما يكون في هذه الدولة خمسة ملايين راتب يعني كل الذي تريده والذي تقول اريد خدمات الان يتبخر في هذه الخمسة ملايين راتب , الان لدينا مليون وقريب الثلثمائة الف عسكري فهل نحن مجبرين ان نعيش بهذه الارقام لولا هذا الظرف الامني الصعب الموجود ؟؟ فهل هؤلاء جاءوا قربة الى الله ام كلها رواتب وكلها اموال فكل واحد ما لا يقل عن 700 الف دينار ياخذ واحسبها انت !!! لكن لا تحسب بهذه الطريقة فقط الرواتب ؟؟ هؤلاء يحتاجون الى سيارات واسلحة وتجهيز وادامة والى اخره ,
لذلك انا ارجع واقول عندما نريد شيئا فيجب ان نعرف ما هي ضرائب هذا الشيء الذي نريده ؟ وما هي الكيفية التي نحصل على هذا الشيء . منذ البداية ان الرفاه لا يمكن ان يتحقق من خلال الدولة المركزية اعطوا للمحافظات صلاحياتها الكبيرة ودعوا الاستثمار ينطلق والقطاع الخاص ياخذ طريقه عند ذلك الوقت سوف لن يبقى هناك شاب عاطل , لدينا محافظات الان تستورد عمالة من المحافظات الاخرى لماذا ؟؟ فهل الدولة هناك شيئ اخر ؟؟ لا هي نفس الدولة لكن فتحت ابواب الاستثمار في المحافظة فلم تكفي امكانات الشباب الموجودة هناك ان تسد الثغرة لذلك قاموا بطلب شباب يعملون في محافظات اخرى , هذه الصورة الان موجودة في مدينة النجف على سبيل المثال صورة واضحة جدا الى ان القطاع الخاص والاستثمار اذا ما انطلق بعد ذلك لا تحتار براتب فكل واحد يذهب ويرى رزقه بطريقته الطبيعية وبكرامته افضل من ان ياخذ الملف ويرشي هذا ويرشي ذاك وبالنتيجة اما ان يحصل على وظيفة بسهولة او بشق الانفس ومئة الف ذلة حتى يحصل على عقد ومهما يكن براتب بسيط جدا .
الان هذه يراد لها الى وقت لكن انا ارجع واقول بعيدا عن حديث ماذا قدموا لنا وماذا عملوا لنا وما الى ذلك وانا لدي رغبة ان شاء الله تعالى ان اتحدث في تفاصيل ما حصل ليس دفاعا لا والله وانتم تعرفوني طبيعتي منتقد وليس لسان مادح لكن من ينتقد عليه ان يراعي الله سبحانه وتعالى , وعليه ان ينصف في عملية انتقاده للاخرين الذي لهم يقولوه والذي عليهم ايضا يجب ان يقوله , ايما يكن انا اقول لما تطلق هذه الاشاعات بهذه الضخامة وبهذه الصورة لابد ان امرا مُخبأً بشكل كبير جدا يراد تمريره والا طبيعة السارق لا يسرق الا في الظلام لماذا ؟ لانه يريد ان يسرق , نحن هنا عندما نرى حركة الاشاعات الكثيرة وانتم تروها الان كم ان حركة الاشاعات تنطلق بسرعة فيوميا ماسكين احد المسؤولين وينشرون اشاعة وراء اشاعة له والى اخره بحيث شيئا فشيئا تصبح القضية حقيقية وهي ليس لها وجود اصلا . الذي سبق له ان مارس عملية الاشاعة من هو ؟؟ مدرسة الاشاعة الكاذبة في هذا البلد من الذي اسسها ؟؟؟ فهل تعتقدون ان حزب البعث مات وانتهى ؟؟؟؟؟ لا والله مشتبهين تماما .
انا احد الذين يؤمنون ان كل ما يقال عن قاعدة وعن عصابات وما الى ذلك كله ليس له واقع قياسا الى ان الواقع الحقيقي هو حزب البعث واياديه , حيث اياديه التي مرة تتحول الى قاعدة ومرة تتحول الى عصابات خارجة عن القانون , الحزب البعث هو الذي يريد ان يخرب لانه الذي اخذ منه ليس شيء سهل وانتم شاهدتموهم لحد الان لم يعتذروا للشعب العراقي فلحد الان يثابرون ولحد الان يتحدثون باحاديث كبيرة رغم ان هذا الشعب وقيادات هذا الشعب بحمد الله لا يمكن ان تعطيهم مجالا ان يحققوا امالهم ليذهبوا ويقبلوا اسفل قدم السيد السيستاني الذي حماهم كل هذه الفترة حماهم لانه اراد ان يحمي العراق واراد ان يجعل الامور بيد القانون والا الناس لو متروك لها حزب البعث في اول السقوط فهل كان هناك بعثي في هذا البلد ؟؟؟ لكن الغادر عمره يبقى غادر تتذكروهم سنة 2003 وبعد ذلك عندما فسح المجال لهم كيف تحولوا سنة 2005 وماذا فعلوا بالعراق خلال تلك الفترة وثقوا بالله الان راجعوا الاجهزة الامنية ستجدون هذا امير القاعدة الفلانية والوزير في الدولة الفلانية دولة المجرمين وما الى ذلك اما ان يكون ضابط مخابرات او عضو فرقة او عضو فرع وما الى ذلك هم هؤلاء وليس غيرهم او مقادين من اؤلئك المجرمين لا تقولوا اننا تخلصنا من حزب البعث انا ارجع واثبت هذه القضية التي عشرات المرات ذاكرها والله بالله معركتنا مع البعثيين لم تنتهي بعد , طبعا انا لا اتحدث بشكل مطلق بعض البعثيين تابوا ورجعوا وانصفوا باخلاصهم مع هذا الشعب لكن بعض البعثيين مجرمين وقسم منهم في داخل الدولة هذا ليس خفي علينا لكن خيارات المجبر ليست مثل خيارات المطلقة يده ويتصرف بالطريقة التي تشير الامور اليها . فكثير من الاحيان الناس تقول لماذا لا تفعل الحكومة او المسؤولين هكذا والمسالة بسيطة اتوا بهم وعلقوهم والى اخره لكن المسالة ليست بهذا الشكل عندما نريد ان نبني دولة قانون فهذا القانون له ضريبة القانون بطبيعته ليس مريح لكن ينظم الامور ويجعل الناس تعيش بطريقة متساوية وهذا الذي نريده نحن . نحن لسنا شعب ثارات , شعب مستعد ان يغض النظر غاية ما هنالك ان يجد مخلص امامه وراغب بشكل حقيقي في الرجوع اليه والحكومة معنية في ان تعالج هذه المسائل وتعالج مثل هذه القضايا
تبقى لدي قضية اخيرة اشير لها وهي انه نسمع خلال هذه الفترة بوجود محاولات من البعض للاسراع في اجراء الانتخابات , نحن ايضا مع الاسراع في اجراء الانتخابات لكن بشرط ان عملية الاسراع التي نريدها لا تخل بصورة نظافة الانتخابات ولا تخل بشرائط النزاهة للانتخابات , نحن في البرلمان قلنا موعد الانتخابات يجب ان لا يتجاوز 31 / 1 / 2009 وان شاء الله تعالى مقبلين لكن القانون لم تستلمه المفوضية حتى يمكن لها ان تقول عندي قانون اعمل به . قانون الانتخابات لحد الان بشكل رسمي لم تستلمه يعني بقية فترة ليست كبيرة لهذا الموعد الذي يريد ان يسرع الانتخابات عليه ايضا ان يطمئن هل ان اجراءات ضمان عدم التزوير تمت ام لم تتم , عندنا الانتخابات الان في هذه المرحلة تدخل القوى السياسية اكبر بكثير من المرحلة السابقة ولذلك يجب على المفوضية ان تبذل الجهود الكبيرة من اجل ان تطمئن جميع الناس بانه لن يكون هناك تزوير , لذلك انا اناشد القوى السياسية واناشد المفوضية مع رغبتنا في الاسراع وان نحصل على انتخابات سريعة ولكن يجب ان لا نخل بالشرط الذي يؤدي الى انتخابات نظيفة وانتخابات نزيهة , فما هي قيمة ان اتي غدا واجري الانتخابات وتخرج النتائج كلها مزيفة او نتائج مخلة او يُطعن بهذه الانتخابات اذن لم نفعل شيئا وانا مطمئن ان القيادات تدرك مثل هذه الامور وتعالج ان شاء الله تعالى مثل هذه القضايا .
اسال الله العلي القدير ان يوفقنا واياكم لحسن البر بالعراق وباهل العراق واسال الله ان يوفقنا لخدمة عباد الله سبحانه وتعالى وان يجعلنا واياكم ممن حظي بكرامة خدمة هذا الدين العظيم وخدمة الامام المنتظر صلوات الله وسلامه عليه , اسال الله ان يحفظ العراق واهله بشيعته وسنته , بعربه وكرده وتركمانه , بمسلميه ومسيحييه .
https://telegram.me/buratha