هناك نحو 148 الف جندي امريكي في العراق وهو اقل من العدد الاقصى الذي وصل اليه الجنود الذي كان 170 الف جندي العام الماضي حيث وافق الرئيس بوش على التوصيات التي تم بموجبها سحب 8000 جندي في شباط من هذا العام حيث يقوم العراقيون الآن بالكثير من الواجبات التي كانت تؤديها القوات الامريكية من قبل وتتصاعد الآمال في ان يبدا البلد بالتقدم اعتمادا على نفسه على الرغم من مخاوف الفشل. وكانت قوات الصحوة قد بدات منذ شهر تشرين الاول الماضي بإعادة الاستقرار الى المناطق التي كانت ساخنة فيما مضى حيث يتم ضمها الآن الى قائمة رواتب الحكومة العراقية على الرغم من شيء من سوء الظن المتبادل بين الطرفين حيث كانت تضم العديد من التمردين السابقين.العنصر الآخر للتحول الذي يمكن ملاحظته بشكل اقل من انتقال مسؤولية الصحوة يتمثل في جهد الجيش العراقي للبدء في تسليم الاحياء الى الشرطة الوطنية حيث سيتم في المستقبل نقل الضباط واستبدالهم بضباط شرطة عاديين.كل تلك التغيرات تشير الى التحول الى زمن جديد تريد فيه الحكومة العراقية السيطرة بصورة اكبر على الجيش وتقليل الوجود الامريكي وفي الكثير من المقابلات التي اجريت مع المواطنين نرى ان العداوات السابقة قد هدأت واذا اكتملت تلك التغيرات كما هو مأمول سيكون هذا الأمر خطوة كبيرة باتجاه عودة الحياة الطبيعية الى بغداد على الرغم من أن كل شيء ممكن ان يحدث وقد قيم القادة الامريكان تلك الأخطار لكنهم في ذات الوقت ان التغيرات الايجابية الحاصلة هي التي تدفع بهذا الاتجاه.يقول المقدم تيم واطسون قائد الكتيبة الثانية من فوج المشاة الرابع لبغداد يجب ان نوازن الحالة الامنية بالوضع الاقتصادي لكن القادة الامريكيين يعترفون بان كلفة الفشل ستكون باهظة جدا بالاشارة الى انتقال قوات الصحوة حيث يؤكد اللواء جيفري هاموند قائلا " اذا فشلت الحكومة العراقية في احتواء عناصر الصحوة فسوف يعودون الى سابق عهدهم وستقوم القاعدة بتجنيدهم مجددا .يزداد الحذر مع تهاوي الجدران وكل جدار مثل شاهدة قبر بارتفاع باص ذي طابقين تمتد على شوارع بغداد حيث تمتد لمسافة اميال وغيرت من شكل المدينة وبينما يتم ازالتها ستوضع تلك الكتل المثقبة احيانا بالرصاص في مخازن كبيرة انتظارا لأستخدامها في اماكن اخرى او نقلها الى المستودع المركزي.لا تتم الآن ازالة الحيطان دفعة واحدة او حتى عن مناطق كبيرة في بغداد حيث مازالت تحيط بالمنطقة الخضراء وطريق المطار والبنايات الحكومية ونقاط التفتيش لكنهم فككوا مؤخرا بعض الاجزاء من جدران المدينة في احتفالية جرت مؤخرا في نهاية رمضان بين منطقة الفضل وابو سيفين الى الشرق من نهر دجلة حيث احتفل اهالي المنطقتين بازالة اجزاء من الجدار الامريكي بين المنطقتين بعد 15 شهرا من وضعه بين الحيين ووضعت نقطة تفتيش يحرسها مجموعة من عناصر الصحوة من كلا المنطقتين واضاف العقيد كريج كولير ان لقد تحسنت العلاقات بين مجاميع الصحوة في المنطقتين منذ السنة الماضية وهم يقفون الآن على مكان الجدار الذي تم ازالته حيث يجتمعون كثيرا ويتزاورون ويلعبون كرة القدم مع بعضهم البعض.في مكان قريب في ساحة الكفاح كان مشهد سيارة ضخمة قد انفجرت في العام الماضي وقتلت نحو 140 شخصا اصبحت تلك الساحة الآن محطة للحافلات لكنها مازالت تحتمي وراء الجدران العازلة وعليها صور السواق الذين قتلوا في الانفجار وتحتها تعليق مكتوب يقول اذا رأيت صورتي فاقرأ لي الفاتحة.وكانت هناك آراء قد تم استطلاعها حول ازالة الجدار يقول حيدر فلاح احد حراس الصحوة وهو قد شهد الاشتباكات الماضية بين منطقة الفضل وابو سيفين لقد ذهبت تلك الايام ونحن كلنا عراقيون بينما يقول علاء هادي احد بائعي الخضراوات والذي فقد أخاه في الانفجار الذي قتل 137 شخصاً وحطم معظم السوق نحن نخشى فقط من الغرباء وكان يبدو انه ضد فكرة ازالة الجدار حيث يواصل قائلا ان الذين يخبرونك انهم لم يقلقوا فهم كاذبون انظر حولك نحن لا نعرف في هذه اللحظة من بيننا من يستعد الآن لتفجير نفسه.في عام 2007 تمت استعادة مركز مدينة الدور فقط من خلال قتال عنيف مع القوات الامريكية التي طاردتهم من شارع الى شارع عبر معاقل المتطرفين حيث دعمت تلك المناطق فيما بعد بالجدران وبحركة الصحوة التي تم تدريبها جيدا من قبل القوات الأمريكية وكان الكثير من سكان المنطقة قد رحبوا بالجدران العازلة كونها تمثل حماية من فرق الموت والمتمردين ولم يقتل امريكي واحد طوال 11 شهراً الماضية.لكن عندما بدأت الأحوال تهدأ بدأ الناس بالنظر الى تلك الجدران كونها لاتحمي الاعمال التجارية المحلية بل تحد منها بسبب احاطتها بالدكاكين وصعوبة الانتقال من حي الى آخر ، وظلت الهمهمة تتعالى من انهم يعيشون في "سجن كبير" وهي العبارة العراقية المألوفة جراء تلك الجدران.
ترجمة: عمار كاظم محمد
https://telegram.me/buratha