حث رؤوساء الكنائس من الطوائف المسيحية في الموصل، الثلاثاء، اتباعهم على الالتزام بجانب التعقل والهدوء، وناشدوا وسائل الإعلام كافة بضرورة الكف عن كل ما يؤجج الخوف ويزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، بحسب بيان صدر باسمهم.وجاء في البيان أن رؤوساء الكنائس من الطوائف المسيحية في الموصل يدعون “ابنائهم المسيحيين من الطوائف كافة إلى الالتزام بجانب التعقل والهدوء وعدم الانجرار وراء الإشاعة الخاطئة والمغرضة وغير الدقيقة التي تهدف إلى تأويل الأمور والمبالغة في حجمها ووضعها على المستوى الديني لتحول الخوف إلى حالة مرضية ذهبت بالحكمة والفطنة”.وركزوا في بيانهم على “مناشدة وسائل الإعلام كافة بالكف عن كل ما يؤجج الخوف ويزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين وكافة الديانات”، ودعوا “إخواننا علماء الدين المسلمين الأفاضل وكل الحكماء من أبناء الموصل الغيارى إلى مضاعفة الجهود لتهدئة الوضع ومناشدة شرائح المجتمع كافة إلى احترام مباديء الحرية الدينية وتقييم الخصوصية التي يتمتع بها المنتمون إلى الديانات الموحدة الذين يجمعهم إيمان واحد بالله الواحد وتربطهم أواصر إنسانية ووطنية وتاريخية”.وبينوا بحسب البيان أن “التهديدات التي انطلقت في الأيام الأخيرة لتطالت عدداً من أبنائنا المسيحيين في بعض مناطق مدينة الموصل فزرعت الخوف والهلع في قلوبهم لاسيما بعد أن ذهب ضحيتها بعضهم مما حمل عدداً من العوائل المسيحية إلى ترك بيوتها ووظائفها وأعمالها وتوجهت إلى القرى والقصبات المجاورة تحسباً وهرباً من الخوف المحدق”، منوهين إلى أن “تلك ظاهرة تلازم الأقليات حين تستشعر الخطر بأقل تحرش أو تجاوز تهرع إلى الهجرة، على حد ما ورد في البيان.وشرحوا في بيانهم أنهم “لا يجهلون الأسباب القريبة والبعيدة التي كانت وراء التحرشات والتهديدات وعمليات القتل والخطف التي طالت عدداً من أبنائنا وهي توهم بأن هناك عدواً تجاه المسيحيين أو حرباً على المسيحية والمسيحيين”، معبرين عن “استنكارهم كل ما يقال ويشاع في هذا الاتجاه الخطر الذي يريد أن يذهب بـ 14 جيلاً من الاخوة والتعايش بين المسيحيين والمسلمين في هذه المدينة العريقة”.وشدد رؤوساء الكنائس من الطوائف المسيحية في الموصل في بيانهم بلهجة حازمة على أنهم “لن ولن نرتضي بأي محاولة لتجزئة العراق وشعبه ولا بأي محاولة لتفكيك أواصر الوحدة الوطنية بين أبنائه”.وركزواعلى ضرورة “العيش المشترك بين كل الأطياف العراقية”، منوهين إلى أن من شأن “اثارة الفتنة والفرقة والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد تصب كلها في خدمة المحتل”، حسب البيان.