وقال النعيمي في حديث مع "راديو سوا": "اطلعت على كثير من الحقائق والأرقام الموجودة في العراق، والأمر خطير جدا، ولو قورن بالإرهاب من الجانب العقلاني والعلمي والحقيقي فإن جانب التلوث يفوق الإرهاب خطورة. البلد يعاني من تلوث كيميائي وأحيائي كبير، إلا أن المعالجات تكاد لا تذكر. الدولة ليس لها أذن صاغية لعظمة خطورته، ولو اطلع الناس على حقيقة التلوث الكيميائي والأحيائي لحدثت ضجة كبيرة".
وحول طبيعة هذه المخاطر، أضاف النعيمي: "التلوث الكيميائي مصادره كثيرة، وخصوصا المصادر الناتجة عن احتراق المحركات أو السيارات القديمة أو معامل الإسمنت، ومعامل الطابوق والمعامل التي تنتج الكاربونات وهي مصدر كبير لهذا النوع من التلوث، وهناك المواد المكلورة، والطمر غير الصحي، وحرق النفايات، وهناك توكسينات تنتج من المواد التي تشترك في صناعة الكلور، هذه أخطر أنواع السموم في العالم، وهي تحرق بشكل غير علمي وتطمر بشكل غير علمي، وأحيانا لا تطمر. التلوث الأحيائي ناتج عن سوء الصرف الصحي. لقد اطلعنا في بغداد وبعض المحافظات على الصرف الصحي، هناك خطان أحدهما لمياه الأمطار، والآخر للمياه الثقيلة. وجدنا أن هنالك خلطا بين هذين النوعين، فمياه الأمطار تذهب لنهر دجلة أو الفرات، والمياه الثقيلة تذهب إلى معامل معالجة المياه الثقيلة، ولكن للأسف الكل يذهب إلى نهري دجلة والفرات، ويحدث هناك أن المتر المكعب الواحد من المواد غير الصحية يبيد 18 مترا مكعبا من الأوكسجين النقي.
وفيما يتعلق بالمشاريع التي يمكن من خلالها الحد من هذه المخاطر أو تجاوزها، قال النعيمي: "المشاريع التي نطرحها قابلة للتطبيق ولكنها بحاجة إلى الدعم المادي، ومنها إنشاء غابات شبابية لتطويق المدن في مناطق الجنوب والفرات الأوسط، أي التي تتعرض للرياح، وهنالك المشاريع التي تحد من التلوث الأحيائي، مثل مشاريع الطمر ومشاريع محارق المستشفيات - المحارق العلمية".
من جانبه أقر علي فخري مسؤول دائرة البيئة في المدينة بوجود هذه المخاطر، غير أنه أشار إلى أن الحكومة تواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ المشاريع التي تحد من هذه المخاطر، موضحا بقوله:
"المشاريع الكبرى الآن في مراحل التنفيذ، وبحاجة إلى وقت لتنفيذها. على سبيل المثال، في محافظة واسط لا توجد محطة مجاري، الآن بدأ العمل بإنشاء محطة مجاري عملاقة. وهذه المحطة مراحل العمل فيها بدائية وبالتالي نحتاج إلى مراحل آنية للتقليل من التلوث كبناء وحدات معالجة بطاقات تصميمية بسيطة لكي يتم تفادي تلوث نهر دجلة".
هذا وتشكو البلاد تلوثا بيئيا في مرافق الحياة كافة، فقد شهد العراق خلال الأشهر القليلة الماضية سلسلة من العواصف الترابية الشديدة التي تسببت في نقل المئات من المواطنين المصابين بالربو إلى المستشفيات كما تسببت في عرقلة العمل في دوائر الدولة ومؤسساتها.
https://telegram.me/buratha