أكد رئيس مجلس انقاذ الانبار علي حاتم سليمان ان وجود القوات العراقية يكاد يكون معدوماً بالرغم من تسلم الملف الأمني منذ أكثر من شهر. وقال سليمان في تصريح صحفي نشر اليوم السبت ان تسلم الملف الأمني في محافظة الانبار كان شكلياً، وان القوات الاميركية مازالت موجودة على ارض الواقع بأعداد أكبر من السابق. وأضاف ان المحافظة ترزح تحت ضغوط امنية عديدة بسبب توقف دور الصحوات فيها بعد ضمها الى الحكومة وانعدام دورها في الملف الامني بعدما كانت تمسك بالأمن داخل الانبار .
وأوضح سليمان ان القوات الاميركية زاد نفوذها وبدأت تتدخل في الكثير من الامور أهمها عمل الدوائر والخدمات الأمر الذي ينفي وجود سيادة حقيقية في المدينة برغم تسليم الملف الامني. واشار الى ان هذا الأمر ينطبق على جميع المحافظات التي تم تسليم ملفها الامني الى القوات العراقية بسبب عدم كفاءة تلك القوات في ضبط الوضع الامني بعد تسلمه من القوات الاميركية.
وحول الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بضم الصحوات الى العمل معها بشكل مباشر، قال سليمان ان بعض قيادات الصحوة تجد ان هذا الموضوع تم باتفاق بين الحكومة والجانب الاميركي وان تسليم ملف الصحوات قويض بالموافقة على بعض بنود الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها بين الطرفين.
واكد ان القوات الاميركية مازالت تمارس عمليات اعتقال الاهالي في الوقت الذي لا يتم محاسبة الجندي الاميركي عندما يقوم بخروقات في المدينة، مشيراً الى ان هذه الاوضاع تتناقض مع السيادة الوطنية للحكومة وللشعب وان مجالس الصحوة ابلغت حكومة نوري المالكي بضرورة الالتفات الى هذه النقطة وعدم التنازل عن حقوق العراقيين وتحديد صلاحيات الجندي الأميركي في معسكره فقط.
يذكر ان الشيخ حاتم السلمان كان قد دعا لاكثر من مرة على دمج قوات صحوة الانبار في القوات الامنية العراقية وقامت الحكومة بالعراقية بدمج العدد الاكبر منهم ولكن تصريح السلمان الاخير حول اتفاق الحكومة مع الامريكان حول تسليم ملف الصحوة بدى متناقضا عما كان يدعو اليه سابقا .
ونفت مصادر مقربة من الحكومة ما قاله السلمان حول مقايضة ملف الصحوات بالموافقة على بعض بنود الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها بين الطرفين . واشارت المصادر الى ان الاتفاقية الامنية شيء اكبر من هذه الامور الثانوية .
من جانبه، قال قائد شرطة الأنبار اللواء طارق يوسف في تصريح صحفي نشر اليوم السبت ان قواته تنفذ عملياتها الأمنية في جميع مدن محافظة الأنبار، بدون الرجوع إلى القوات الأميركية، مؤكدا ضرورة تهيئة القوات العراقية بعد رحيل آخر جندي أميركي من العراق، للاعتماد على الجندي العراقي.
وأعرب يوسف عن استغرابه من التشكيك في قدرة القوات العراقية وقيادتها للملف الأمني بمحافظة الأنبار، والتي أصبحت نموذجا لباقي المحافظات بعد أن حققت سيطرة واستقرارا تحسد عليه، مشيرا الى انه خلال الاجتماع مع قادة الشرطة في جميع مدن الأنبار، يتم تذكيرهم بأهمية تهيئة عناصر الشرطة وزرع الثقة في نفوسهم.
يذكر ان محافظة الأنبار تسلمت الملف الأمني من الجيش الأميركي مطلع أيلول الماضي وجرى حفل واستعراض رسمي وشعبي بمدينة الرمادي وتم حينها توقيع الاتفاقية الأمنية بين القوات الأميركية والعراقية.
https://telegram.me/buratha