قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري ان "الوقت حان للمجئ الى العراق ولتعميق العلاقات بين البلدين"، مبيناً ان "مصر على استعداد تام لمساعدة العراقيين والحكومة العراقية في المجالات والقطاعات الخدمية ومنها الاسكان والاعمار والقطاع النفطي وغيرها".
واضاف ابو الغيط انه زار "برفقة زيباري العديد من المواقع لتكون مقرا للسفارة المصرية ببغداد"، مشيراً الى ان "العمل سيبدأ بتأهيل احد المباني لغرض ارسال البعثة الدبلوماسية المصرية". وذكر ان "الشركات المصرية، وفي جميع المجالات، ستدخل الى العراق بحماية عراقية، وتم الاتفاق على ذلك مع الجانب العراقي". وابدى وزير الخارجية المصري استعداد بلاده "لتدريب موظفي وزارة الخارجية العراقية في المعهد الدبلوماسي المصري".
من جانبه اعتبر زيباري هذه الزيارة "خطوة باتجاه تفعيل العلاقات بين الدول العربية والعراق"، ووصفها بـ"التاريخية".وقال زيباري ان "مصر كانت السباقة لدعم الشعب العراقي من خلال دعم العملية السياسية الجديدة وتنسيق المواقف الداعمة للعراق".وتابع "من الممكن ان نستفيد كلانا من علاقتنا ويمكن لمصر كذلك ان تساعدنا في تطوير البنى التحتية والزراعة".
وقال زيباري انه اتفق مع ابو الغيط على تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين على مستوى الوزراء"، لافتاً الى ان "اللجنة ستباشر عملها على مستوى مساعدي وزراء الخارجيتين العراقية والمصرية، ومن ثم ستعقد لقاءات خاصة باللجنة على مستوى الوزراء" . واشار زيباري الى انه "بحث مع ابو الغيط العلاقات الثنائية بين البلدين، والوضع العربي بشكل عام".
واورد زيباري ان "وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني عقد مفاوضات مع نظيره وزير البترول المصري سامح فهمي، واتفقا على اليات للعمل والتبادل المشترك بين البلدين على مستوى الخبرات والدورات التدريبية".وتطرق زيباري الى قضية المعتقلين المصرين في السجون العراقية ، وبين ان بعضهم "محتجزين في العراق لانهم ارتكبوا اعمالا ارهابية داخل البلد"، موضحاً ان "الحكومة العراقية تسعى الى عقد اتفاقية مع مصر مماثلة للاتفاقية العراقية السعودية التي تم من خلالها اطلق سراح معتقلين عراقيين في السعودية وتسليم معتقلين سعوديين اليها".
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي التقى بمكتبه الرسمي اليوم الاحد، وزير خارجية جمهورية مصر العربية احمد ابو الغيط ووزير النفط سامح فهمي، في أول زيارة لوفد مصري رفيع المستوى منذ ثمانية عشر عاماً.وافاد بيان لمكتب رئيس الوزراء ان المالكي اعرب "عن ترحيبه بالوفد المصري وعن تثمينه لهذه الزيارة التي تؤكد عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين والتي تعد بادرة في توطيد العلاقات بين العراق ومصر وجميع البلدان العربية, والتي من شانها تعزيز العلاقات في المجالات السياسية والامنية والإقتصادية والتجارية".
وقال المالكي، بحسب البيان "بعد التحسن الامني والنجاحات التي حققتها قواتنا المسلحة في مواجهة الارهابيين والخارجين عن القانون وبسط سلطة الدولة، بدأنا التوجه نحو البناء والإعمار والإستثمار وأصبحت الشركات العالمية تتسابق للعمل في العراق بعدما كانت تمتنع من المجيء اليه نتيجة الاوضاع السابقة".
ودعا المالكي الشركات المصرية "للمشاركة في مشاريع البناء والإعمار لما تمتلكه من خبرة وتجربة في مختلف القطاعات". وأضاف قائلا " ان العراق اليوم بحاجة الى تعاون جميع اشقائه واصدقائه وفي مقدمتهم جمهورية مصر العربية".
وتابع المالكي "ان الحكومة العراقية مثلما تحرص على الحفاظ على المنجزات السياسية والامنية التي تحققت في الوقت الحاضر، فان لديها خططاً بعيدة الأمد لجعل العراق بالمستوى الذي يليق به بين البلدان العربية"، مضيفا ان ذلك سيكون "من خلال إنجاز مشاريع الإعمار والبناء وتطوير الإقتصاد العراقي وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين ومنحهم الحريات في ظل مايشهده العراق من تحولات سياسية وديمقراطية".
واردف المالكي ان "العراق بلد دستوري، ودستوره يحرص على بناء العلاقات مع جميع الدول سيما دول الجوار واحترام شؤونها الداخلية وعدم التدخل فيها".واشار المالكي الى ان العراق "يرفض التدخل في شؤونه الداخلية من قبل اي جهة".
وأضاف المالكي ان العراق "أصبح لا يشكل خطراً على المنطقة مثلما كان في زمن النظام السابق"، داعياً مصر والدول العربية الى "مساعدة الحكومة العراقية من أجل إخراج العراق من العقوبات الدولية المفروضة عليه بموجب البند السابع" ، مبيناً ان " العراق متمسك بسيادته ومصالحه الوطنية العليا وضمان مستقبله خلال المفاوضات الجارية مع الجانب الامريكي لتوقيع الاتفاقية الامنية بين البلدين".
https://telegram.me/buratha