وبيّن البدران في حديث لــ"نيوزماتيك" الجمعة أن "على الحكومة العراقية الإسراع في اتخاذ خطوات جدية لمعالجة التلوث البيئي في البصرة، قبل أن يتحول إلى قضية إقليمية قد تكلف العراق أموالا طائلة".
وأضاف البدران إن "الكويت تشتكي حاليا من أن مياه شط العرب التي تصب في الخليج ملوثة، وتؤذي الحياة البيئية في مياهها، ولهذا فمن المحتمل أن تقوم الكويت وبعض الدول الخليجية الأخرى في المستقبل القريب يرفع دعاوى قضائية، تطالب فيها بتعويضات عن الأضرار البيئة التي يسببها العراق لهذه الدول".
وأكد البدران أن "تجاهل الحكومة العراقية لقضية التلوث البيئي في محافظة البصرة سيؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين سكان المحافظة لوجود العديد من المناطق الملوثة بمادة اليورانيوم، فضلا عن تلوث مياه البصرة، لأنها تعتبر المنفذ النهائي للمخلفات الصناعية والزراعية في العراق".
مدير المعهد الوطني لتطوير الجنوب أوضح أن "عدم اهتمام الحكومة العراقية بالتلوث البيئي في محافظة البصرة يعود إلى ضعف التمثيل السياسي للمحافظة في الحكومة المركزية، ما يجعل تأثيرها في توجهات الحكومة العراقية بشأن قضية التلوث البيئي في البصرة أمرا مستبعدا" حسب تعبيره.
يذكر أن محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، تعتبر من أكثر المدن العراقية تضرراً من الحروب الثلاث التي خاضها العراق منذ سنة، 1980 حتى 2003، لكن حرب الخليج الثانية التي اندلعت سنة 1991، كانت الأكثر تأثيراً، إذ تعرضت عشرات الأهداف العسكرية والمنشآت الحكومية إلى ضربات جوية عنيفة من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وتشير تقارير منظمات عالمية إلى أن تلك القوات استخدمت أسلحة غير تقليدية تحتوي على نسب متفاوتة من اليورانيوم المنضب، ما تسبب بإحداث تغييرات بيئية، أدت إلى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض السرطان، وحالات التشوهات الخلقية لدى الأطفال حديثي الولادة.
https://telegram.me/buratha