اكد سماحة السيد عمار الحكيم على ان هناك تجاوبا من قبل الشارع العراقي مع المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ، حيث قال سماحته نحن نراقب الشارع ونحن حاضرون فيه ونجد ان هناك تجاوباً كبيراً من الشارع ، في الالاف من المشاريع الاجتماعية والثقافية والفعاليات والندوات والمهرجانات التي نقوم بها نجد ان هناك زخماً كبيراً وحضوراً واسعاً وحماساً من المواطنين في اغلب المناطق .
كما اشار سماحته الى وجود ارادة سياسية جادة لدى كل القوى في البلاد لتطويق أي اختلاف في وجهات النظر والاحتكام الى الدستور وهذا ما نلتزم به جميعاً مما يسهل المهمة الى حد كبير والكل يرغب في الدخول في اجواء المنافسة الشريفة والاجواء الهادئة التي تسودها المحبة والاخاء والاخلاق الاسلامية والوطنية . جاء ذلك خلال الحوار الاذاعي الذي اجراه مع سماحته مراسل راديو سواء لبرنامج (ما قل ودل) عصر الاحد 28/9/2008 في المكتب الخاص لسماحة السيد الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد ، كما تم في الحوار تسليط الضوء على موضوعات اخرى وفيما يلي مقتطفات من الحوار :
المراسل / خلال السنوات التي تلت سقوط النظام كان هناك دور للمجلس الاعلى باعتباره يمتلك العديد من الشخصيات البارزة ، كيف تقيمون عمل هذه الشخصيات ؟
السيد عمار الحكيم / لاشك ان مجالس المحافظات وبالرغم من المحدودية في الصلاحيات والامكانيات في السنوات الاربع الماضية الا انها استطاعت ان تحقق المزيد من الخدمات للمواطنين مثل تعبيد الطرقات وبناء المستوصفات والمدارس والبنى التحتية الأخرى ، والبعض من هذه المجالس استطاع ان يحقق مشاريع عملاقة كالمشروع الكبير في النجف الاشرف المتمثل بانشاء المطار ومد الجسور ، كما شهدت الناصرية و المحافظات العراقية الاخرى اعمال مهمة وافتتاح الآلاف من المشاريع التي تم تنفيذها من خلال ما يطلق عليه ( ميزانية تنمية الاقاليم ) وهي مبالغ بسيطة جداً نسبة للميزانية العامة للدولة لعام 2008 والتي قدرت بـ 70 مليار دولار في حين كانت ميزانية تنمية الاقاليم لكل محافظات العراق بما فيها محافظات كردستان 3 مليارات ومع هذا تحققت مشاريع مهمة وهذا يعني ان تلك المجالس بامكانها ان تحقق جزء مهماً من واجباتها ضمن الصلاحيات المحدودة المتاحة لها .
المراسل / لديكم ممثلين في مجلس النواب وكذلك مجالس المحافظات ، هل اشرتم تقصيرا في عملهم خلال الفترة الماضية ؟
السيد عمار الحكيم / لا احد يدعي الكمال من الممكن ان يكون هناك قصور او تقصير او خلل يحصل في مكان ما ، المهم ان نش خص هذا الخلل ونعالجه ، اما بخصوص مجلس النواب فدوماً يشار باكبار لكتلة المجلس وبدر والتي طالما يكثر تواجدها وحضورها بشكل منتظم في مجلس النواب ، ومن النادر ان يغيب عن المجلس من المنتمين لهذه الكتل للمتابعة الحثيثة التي تتم في هذا السياق .
اما بالنسبة للسيدات والسادة اعضاء مجالس المحافظات عن المجلس الاعلى وبدر وغيرها من مؤسسات تيار شهيد المحراب ، ايضاً نعتقد انهم استطاعوا من خلال تواجدهم في اللجان ان يحققوا مستوى مقبول من الفاعلية ، ومن الطبيعي اننا سنعيد النظر في الاداءات ونتأكد من الاداء ان كان ايجابيا من كل هؤلاء السادة والسيدات فسيؤخذ هذا كمؤشر لترشيحهم من جديد علماً ان هناك وجوه ودماء جديدة ستشهدها قوائم المجلس الاعلى في انتخابات مجالس المحافظات القادمة .
المراسل / نلاحظ في الشارع العراقي ان هناك عزوف عن المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة فضلاً عن العزوف عن انتخاب الاحزاب الاسلامية ؟ ما رأيكم ؟
السيد عمار الحكيم / هناك قضيتين في الموضوع فمسالة العزوف عن المشاركة في الانتخابات اعتقد ان هذا الامر غير صحيح ، في البداية كان هناك عزوف عن مراجعة المقرات لتحديث سجل الناخبين ولدينا راي في هذا العزوف وهو ان هناك اعداد كبيرة من المواطنين شاركت في انتخابات سابقة ولعل هناك شعور سائد لديهم بانهم حينما شاركوا في الانتخابات ووجدوا اسماءهم في السجلات وبالتالي لا حاجة لمثل هذه المراجعة من جديد لمراكز الانتخابات واعتقد اننا بحاجة الى التثقيف على هذا الموضوع ولعل التباطؤ في اقرار القانون وعدم تحديد سقف زمني واضح للانتخابات هو العامل النفسي الاخر الذي لايجعل المواطن يتحمس وهناك عدد من المؤسسات المختلفة تؤكد ان نسبة المشاركة اليوم في تدقيق سجل الناخبين في الوقت الذي لم تبدأ الحملة الانتخابية وما يتبعها من اثار نفسية تشجع المواطن على المشاركة ، اليوم النسبة 70 % وبعض الاستطلاعات تقول 66 % يرغبون في المشاركة في الانتخابات ، اما بالنسبة لموضوعة العزوف عن ترشيح القوى السياسية الاسلامية فلا اعرف مدى دقة هذا الموضوع ، من وجهتنا في المجلس الاعلى ونحن نراقب الشارع ونحن حاضرون فيه نجد ان هناك تجاوباً كبيراً من الشارع ، في الالاف من المشاريع الاجتماعية والثقافية والإنسانية والفعاليات والندوات والمهرجانات التي نقوم بها نجد ان هناك زخماً كبيراً وحضوراً واسعاً وحماساً من المواطنين في اغلب المناطق وسوف تكون الانتخابات مؤشراً لتقييم مثل هذه التكهنات .
المراسل / المجلس الاعلى متهم بانه يعتمد على الجانب العشائري في الدعاية الانتخابية ، هل لديكم دراسات في الشارع العراقي لمعرفة وجهة نظر المواطن العراقي في هذا الجانب ؟
السيد عمار الحكيم / اولاً من المعروف ان العشائر تمثل النسيج الاجتماعي العراقي وهذه العشائر تمتد لآلاف السنين في العراق ولايمكن لأي حزب او جهة او جماعة ان تستحوذ عليها وانما هي مؤسسة اجتماعية كبرى لها خصوصيتها واذا كان المجلس الاعلى وقياداته وامتدادته التاريخية بدءاً من مرجعية الامام السيد محسن الحكيم ( قدس ) والذي كان له اهتماماً خاصاً وتواصلاً مع العشائر واحترام خصوصياتها فهذا ليس معيباً ان نتعامل مع هذا الواقع العراقي ونحن فعلاً منحازون للعشائر العراقية ، في الوقت نفسه لنا صلات وثيقة مع مختلف الشرائح النخبوية وهي ايضاً ليست منفصلة عن جذورها العشائرية ، اما ما يخص التقييمات بالنسبة للشارع العراقي فمن المعروف ان هناك نقصاً في الخدمات وهناك اشكاليات اخرى ، جزء من هذا النقص قد يحتاج بطبيعته لمزيد من الوقت بسبب ان البنى التحتية في البلد واجهت الخراب والدمار على مدار عقود من الزمن اضافة لظروف الارهاب الذي عصف بالبلاد خلال السنوات الماضية وجزء من المشكلة قد يكون بسبب قصور او تقصير او تباطؤ او تعقيد وتلكؤ بسبب القوانين العراقية التي قد لاتتناسب مع العراق الجديد ومع الدستور ، اليوم هناك تقاطع بين الدستور الجديد وبين الاف القرارات التي اصدرها ما يسمى مجلس قيادة الثورة ، في الواقع الدوائر والمؤسسات لازالت تعمل بهذه القرارات وتعتمدها في مجمل اداءاتها وبالتالي هناك اكثر من مشكلة تؤدي الى ضعف الخدمات المطلوبة لتغيير هذا الواقع ، نسمع اليوم من دولة رئيس الوزراء مجموعة من القرارات المهمة وفرص استثمارية وتطور امني وهذا ما يجعلنا نأمل خيراً في المستقبل الواعد للعراق والمواطن العراقي ، لااعتقد ان المشكلة ترتبط بالاحزاب الاسلامية كونها احزاب اسلامية خصوصاً ان الحكومات المتعاقبة التي مرت خلال السنوات الخمس الماضية لم تكن كلها اسلامية وازمة الخدمات كانت حاضرة في تلك الحكومات ايضاً ، اذًا الالتزام الديني ليس هو العائق امام تقديم الخدمات للمواطن والخراب في البنى التحتية والقصور الشديد والميزانيات والشركات ذات الخبرة العالية التي يجب ان تساهم وتوفر فرص الحياة الكريمة والرفاه للمواطن هذه هي مجموعة الوسائل التي نعول عليها واعتقد اننا مقبلون على مرحلة جديدة يكون فيها التنافس على البرامج وليس على الشعارت ذات الطابع الديني او المذهبي او القومي .
المراسل / هناك من يقول بان هناك خلاف بينكم وبين حزب الدعوة على خلفية اتهامكم لهم بتشكيل مجالس الاسناد العراقية بأموال وأدوات حكومية ما حقيقة هذا الموضوع ؟
السيد عمار الحكيم / لاشك ان الأخوة في حزب الدعوة يمثلون الحليف الأساسي والستراتيجي للمجلس الأعلى وقد وقف المجلس الأعلى على مدار الأربع سنوات الماضية يقدم الدعم لحكومتين برئاسة شخصيات قيادية من حزب الدعوة ولايزال هذا التحالف قائم ولازلنا داعمين للسيد المالكي في مشواره حتى نهايتة بأذن الله تعالى ، الاختلاف حصل في وجهات النظر في بعض القضايا واعتقد انه من الطبيعي ان تختلف القوى السياسية فيما بينها في فهمهم الدستور وفي فهم توزيع الصلاحيات فالملاحظات فنية ليست ذات مغزى سياسي ولاتنطلق من اختلاف سياسي بين المجلس والدعوة فنحن في خندق واحد ونعمل مع القوى الوطنية الاخرى على بناء العراق واسعاد العراقيين .
المراسل / الا تعتقد انه بالامكان ان تكبر مثل هذه الخلافات بالتزامن مع قرب الانتخابات القادمة ؟
السيد عمار الحكيم / لا اعتقد ذلك لان هناك ارادة سياسية جادة لدى كل القوى في البلاد لتطويق أي اختلاف في وجهات النظر والاحتكام الى الدستور وهذا ما نلتزم به جميعاً مما يسهل المهمة الى حد كبير والكل يرغب في الدخول في اجواء المنافسة الشريفة والاجواء الهادئة التي تسودها المحبة والاخاء والاخلاق الاسلامية والوطنية المطلوبة ويقيم كل طرف برامجه والمواطن هو الذي يضع الثقة بمن يريد .
المراسل /هل تأخذون على حزب الدعوة دعوته المستمرة في الحكم المركزي وفي مركزية العاصمة بغداد بالذات ؟
السيد عمار الحكيم / نحن نعتقد ان العراق القوي يجب ان تكون فيه حكومة اتحادية قوية ويجب ان تكون بغداد حاضرة بقوة في ملفات العراق نحن مع هذه الرؤية ولكن نعتقد ايضاً ان محافظات العراق يجب ان تكون قوية ، ان قوة العراق بقوة مفاصله وقوة كل مؤسساته ودوائر القرار فيه نحن بحاجة لان يكون موقع رئاسة الوزراء موقعاً قوياً وموقع الرئاسة والبرلمان والقضاء والوزارات كلها في موقع قوي والحكومات المحلية ايضاً قوية ، واننا اليوم امام ضرورة احترام كل الصلاحيات واعطاء كل المفاصل والمواقع في الدولة العراقية القوة الكافية لاستيفاء صلاحياتها للوصول الى العراق القوي المقتدر .
https://telegram.me/buratha