"تستعد العوائل العراقية للعيد من خلال عمل المعجنات والحلوى وتهيئة مستلزمات العيد من ملابس ، أنا شخصياً وضعت برنامج في العيد حيث سأقوم في يومه الأول باستقبال الزائرين من الأصدقاء من خلال بقائي في البيت فيما أقوم في اليوم الثاني بزيارة الأقرباء أما اليوم الثالث فسأخصصه لعائلتي حيث نذهب لتناول الغداء في أحد المطاعم أو الذهاب إلى الحدائق العامة ومدينة الألعاب لترفيه الأطفال".
أما الآنسة بيداء فلها رأي آخر حيث ترى أن طعم العيد قد تغير على الرغم من إتمام عائلتها الاستعداد لأنشطته التقليدية: "عن نفسي أنا غير مستعدة للعيد ولا أجد هنالك فرق بين الأيام الاعتيادية وأيام العيد وأحسها نفس الأيام. لم أشتر ملابس، طعم العيد قد تغير أما على صعيد العائلة هنالك استعدادات من عمل "الكليجة" والحلويات والتنظيف".
الآنسة بيرق وزميلة لها أكدتا عدم اكتراثهما بالعيد بسبب الظروف التي أحاطت بهما: وقالت بيرق وهي موظفة في جامعة بغداد:
"قبل كانت استعداداتنا أكبر ، الآن أكثر من نصف طقوس العيد ألغيت ولم تمارس وكل شخص حسب الظروف التي مرت به هنالك من لم يعان ِمن ظروف صعبة ولذلك حافظوا على الطقوس والاستعدادات وهنالك من ألغى بعض الطقوس وهنالك من ألغيت عنده بالكامل".
أما شريف وهو أستاذ جامعي فإنه يرى أن العائلة العراقية ظلت ملتزمة بطقوس العيد على الرغم من فقدانه لبعض الخصائص الاجتماعية الأخرى:
"نحن من الذين أعمارهم بالأربعينيات شهدنا العيد في الماضي كيف كان جميلا والأيام الجميلة ولكن بالحقيقة العيد في الوقت الحاضر . في السابق كان الناس أكثر تكاتفاً وتقارباً والآن العيد فقد خصائصه وفقد طبيعته ، الطقوس تقريباً باقية مثل عمل "الكليجة" وإعطاء "العيدية" للأطفال".
الحاجة أم عادل تحدثت عن العيد بين الأمس واليوم: "العيد في السابق كانت الناس تعيش بفرح وكانت الناس مرتاحة وتعيش بخير وإيمان والنفوس شبعانة وما يريده الإنسان متوفر وتأكل وتشرب ما تريد وتلبس ما تريد وإن خرجنا نخرج براحة وإن بقينا في البيت نحن بنفس الحال حتى النفوس كانت مرتاحة ، الآن العيد يختلف عن عيد السابق عندما كنا نعيش في العشائر في الأيام السابقة في ستينيات القرن الماضي الآن يأتي العيد ويذهب ولا توجد نفس النفسية المرتاحة ولا هنالك فرح ولا نهتم للعيد كما في السابق".
الذهاب إلى المقبرة لزيارة الموتى طقس يمارسه العراقيون في العيد وبالتحديد في أول أيامه ويحدثنا كل من حسين الزويني وخليل فاخر عن استمرار العراقيين بالالتزام بهذا الطقس: وقال المواطن حسين الزويني:
"نذهب أول أيام العيد إلى المقبرة لزيارة الموتى وهذا الطقس متعارف عليه وخاصة في المناطق الشعبية حيث تتوافد أعداد هائلة إلى المقابر أول أيام العيد".
المواطن خليل فاخر أشار إلى زيارة الموتى في أول أيام العيد بقوله: "هو تقليد توارثناه يعبر عن حالة من الوفاء مع الراحلين".
وبعيداً عن وجهات النظر السابقة يبقى الأطفال يتحدثون عن العيد ببراءة فهم لا يعرفون من العيد إلا شراء الملابس الجديدة وارتدائها ومن ثم الذهاب إلى مدينة الألعاب في صبيحة يوم العيد بعد إستحصالهم مبالغ من النقود تعرف بالعيدية.
مع حلول العيد تظل أمنية الكبار هي تحقيق الأمن والاستقرار فيما يترقب الأطفال يوم غد ليلبسوا ملابسهم الجديدة ويأخذوا عيديات تمكنهم من شراء الألعاب والحلوى.
https://telegram.me/buratha