الجمعة/ 19-9-208م
دعا إمام جمعة النجف الأشرف سماحة المفكر الإسلامي السيد صدر الدين القبانجي الشيخ القرضاوي لان يكون بطلا فكريا لإجراء حوار فكري وعلمي موضوعي مباشر ومفتوح مع أي عالم شيعي هو يختاره ولمرة واحدة.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة السياسية التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف بحضور أمين عام منظمة بدر الظافرة وجمع غفير من المؤمنين والمؤمنات، في النجف الأشرف.
يأتي ذلك خلال كلمته في المحور الأول الموسوم (الحرب على الشيعة) والذي أبدى فيه استغرابه الشديد من تصريحات الأمين العام لإتحاد العلماء المسلمين الشيخ القرضاوي في الأسبوع المنصرم لصحيفة (المصري اليوم) والتي ندد فيها بالشيعة وحذر من انتشار مذهبهم في العالم الإسلامي، وأضاف سماحته: من الغريب ان يصدر مثل هذا التصريح الخطير من شخصية معروفة نقيم لها الاحترام ويعد من دعاة التقريب بين المذاهب وليس من دعاة الحرب الطائفية.
وبعد ان قرأ سماحة إمام جمعة النجف الأشرف جزءاً من ذلك التصريح علق قائلا: ان تصريح الشيخ القرضاوي إعلان هزيمة فكرية ،وأضاف: لنفترض ان هناك غزواً شيعياً، أين الحوار ومبدأ(وجادلهم بالتي هي أحسن) والرأي والرأي الآخر؟ وتساءل سماحته: لماذا تريدون سياسة كم الأفواه الأموية غير المقبولة بالإسلام ولا بالعالم الإسلامي ولا الدولي.
في الصعيد ذاته أكد إمام جمعة النجف الأشرف ان العالم بدأ بالتحول نحو أهل البيت(ع) منذ القرن الماضي معزيا ذلك الى مجموعة من الأسباب منها: الانفتاح الإعلامي لشيعة أهل البيت(ع) ومواقفهم الإسلامية الرائدة ومنها: تأسيس الدولة الإسلامية في إيران وطرد إسرائيل من لبنان وطرد الدكتاتورية من العراق وتأسيس العراقيين لدولة حرة مبنية على أساس الوحدة والهوية الإسلامية، وأضاف: يمثل الشيعة المواجه الأول ضد إسرائيل والقطب الأول ويؤمنون بالاستقلال السياسي المطلق عن الدول العظمى وقد رفعوا راية عز المسلمين، وشدد سماحته: انه ليس للشيعة نزول ثقافي جديد لكن الجديد التحول السياسي الجديد في العراق، وأنهم يمثلون نموذجاً رائعاً في الدفاع عن أهل البيت(ع).
على نحو متصل دعا إمام جمعة النجف الأشرف السيد صدر الدين القبانجي الشيخ القرضاوي إلى الابتعاد عن لغة التحريض الطائفي وإلى الإيمان بالتعددية المذهبية وإلى الالتزام بمقولة رسول الله(ص) الموجودة في منهجهم الفكري وهي:(أصحابي كالنجوم أيهم اقتديتم اهتديتم) وعد سماحته ذلك قائلا: بفكر أخواننا السنة سن رسول الله(ص) قانون التعددية المذهبية، داعياً سماحته الشيخ القرضاوي إلى إبعاد الجانب الفكري عن الخلافات السياسية، وقال: نحن من دعاة التعددية المذهبية ويدرس الفكر السني في مدارسنا دون اعتبار ذلك تبشير فكري.
من جانب آخر تناول سماحة إمام جمعة النجف الأشرف في المحور الثاني للخطبة والموسوم(يوم القدس) قضية رفع الحصانة عن بعض أعضاء مجلس النواب العراقي الذين زاروا إسرائيل للمرة الرابعة من قبل مجلس النواب، واصفاً موقف المجلس بالجيد وأنه يتناسب وينسجم مع البعدين السياسي والديني للعراق حول إسرائيل.
إلى ذلك شدد سماحته ان القدس وفلسطين شأن إسلامي ولا يجوز تأثر هذه القضية ببعد أقليمي أو قومي وقال: ان إسرائيل دولة غاصبة وهذه حقيقة لا تتغير، معتبراً القدس أنها تمثل قمة للمسلمين، داعياً في الوقت نفسه إلى ضرورة إحياء ذكرى القدس في ذاكرة المسلمين استناداً إلى ما أكده مفجر الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني(قده) وانتخاب الجمعة الأخيرة من رمضان لإحياء تلك الذكرى ،واضاف: يجب ان تبقى القدس حية، وان الشعب العراقي له رأيه وموقفه تجاه إسرائيل، ولا يجوز لأمريكا الضغط على الشعوب في الوقت الذي تعلن إنها على الحياد في انفتاح العراق على العالم وبناء علاقاته الدولية.
وأكد إمام جمعة النجف الأشرف ان العراق ليس ساحة لإسرائيل وليس له ارتباط معها وان الشعب العراقي يعتبرها دولة غاصبة ويجب ان تزول.
https://telegram.me/buratha