أكد عضو مجلس النواب، حيدر السلامي، اليوم الاربعاء (4 أيلول 2024)، تشكيل لجنة مشتركة لحسم قائمة أسماء 80 سفيرا عراقيا.
وقال السلامي في حديث صحفي إن "رئيس مجلس الوزراء شكل لجنة مشتركة من وزارة الخارجية بالإضافة الى ثلاثة من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب للنظر في قائمة المرشحين لتولي منصب سفير".
وأضاف، أنه "وفق المعلومات، فإن العراق بحاجة الى قرابة 80 سفيرا في مختلف البلدان"، مؤكدا، أن "الآلية المتبعة في اختيارهم تتضمن مخالفة لقانون الخدمة الخارجية وتحديدا المادة 9/ثالثا، التي تؤكد على تعيين سفراء من خارج السلك الدبلوماسي بما لا يزيد عن 25%، في حين، أن المتبع حاليا هو 50% لوزارة الخارجية و50% للقوى السياسية".
وأشار الى أن "عملية تدقيق الاسماء المرشحة ستأخذ بعض الوقت وكل ما يطرح من اسماء حاليا، غير دقيق"، مؤكدا، أن "اللجنة مستمرة بأداء عملها في تحديد الاسماء وفق قاعدة نقاط محددة بالإضافة الى طرح اسماء احتياط للحالات الطارئة، وهو اجراء معمول به وفق الاعراف الدبلوماسية".
سفراء العراق هم الممثلون الدبلوماسيون الذين تعينهم الحكومة العراقية لتمثيل مصالح البلاد في دول أخرى أو لدى المنظمات الدولية. يتم تعيين السفراء من قبل رئيس الجمهورية، بناء على ترشيح من وزير الخارجية وموافقة مجلس الوزراء.
جدلية تعيين السفراء العراقيين تعكس التوترات والتحديات السياسية التي تواجهها الدولة العراقية في مرحلة ما بعد عام 2003، حيث باتت عملية تعيين السفراء مرتبطة بمجموعة من العوامل المعقدة، منها المحاصصة السياسية، وتأثير الأحزاب السياسية، والكفاءة المهنية.
ومع مرور الوقت، ظهرت دعوات لإصلاح نظام تعيين السفراء لضمان أن يتم اختيارهم بناءً على معايير مهنية بحتة بعيدًا عن تأثيرات المحاصصة السياسية. تشمل هذه الإصلاحات المقترحة اعتماد معايير واضحة وشفافة لاختيار السفراء، وتفعيل دور وزارة الخارجية بشكل أكبر في عملية الترشيح والتعيين.
المحاصصة السياسية
منذ سقوط النظام السابق في عام 2003، أصبحت عملية تعيين السفراء في العراق تخضع لنظام المحاصصة الطائفية والعرقية، حيث يتم تقسيم المناصب الدبلوماسية بين مختلف المكونات السياسية والطائفية، وهذا الأمر أدى إلى تعيين بعض السفراء بناء على الانتماءات السياسية أو الطائفية، بدلا من الكفاءة والخبرة.
الكفاءة المهنية
واحدة من أبرز الانتقادات الموجهة لعملية تعيين السفراء في العراق هي تفضيل الولاءات الحزبية على حساب الكفاءة المهنية. في بعض الحالات، يتم تعيين أشخاص يفتقرون إلى الخبرة الدبلوماسية أو المعرفة العميقة بالشؤون الدولية في مناصب سفير، مما يثير تساؤلات حول قدرة هؤلاء الأفراد على تمثيل العراق بفعالية.
في النهاية، تبقى جدلية تعيين السفراء العراقيين قضية معقدة تعكس الصراعات السياسية الداخلية في البلاد، وتؤثر على الأداء الدبلوماسي للعراق على الساحة الدولية.
https://telegram.me/buratha