تحدث امام جامع براثا سماحة الشيخ جلال الدين الصغير خلال خطبة صلاة الجمعة عن البيان الصادر عن مكتب الامام المفدى السيد علي السيستاني والموجه الى ابطال الجهاد الكفائي في وقت اتسعت فيه الهجمة الشرسة على الحشد الشعبي للتقليل من شانه ولعرقلة جهاده ولتشويه صورته امام العالم .
مشيرا الى هناك عدة اتجاهات يمكن يقرا هذا البيان احداهما ان هذا البيان يبين الفرق الكبير بين بيانات الارهابيين والتكفيريين والتي تدعو الى الحقد والكراهية والقتل والتهجير والسبي وبيان الامام المفدى الذي يحمل السلام والمحبة والاخلاص والتعاون لم يفرق بين احد من الناس ابدا بل ساوى بين الجميع بعيدا عن العقيدة والدين والمذهب
داعيا وزارة الخارجية العراقية الى ارسال هذا البيان الى كل المحافل الدولية لكي يرى وجه العراق الحقيقي امام ثقافة الارهاب وامام ثقافة التحريض وامام ثقافة الاعتداء يجب ان يجد العالم ان ثمة ثقافة اخرى تنساب على لسان اكبر شخصية معنوية ووجدانية لدى على اقل التقادير طائفة من المسلمين ابتليت بكل الجرائم لكن خطابها لازال خطاب الرحمة والعطف والحنان رغم اننا نحن من نذبح رغم من اننا نفجر , رغم اننا نحن من يبتدا بالعدوان علينا مع ذلك لازال خطابنا هو خطاب الرحمة .
وانتقل سماحته الى موضوع الموازنة وكيف ان بعض المحافظات قد ظلمت ولم يعطى حقها بصورة صحيحة كالنجف وكربلاء والكاظمية التي عليهم الضغط الكبير في كل اسبوع من زوار المراقد المقدسة داعيا الى ايلاء هذه المحافظات اهتماما اكبر .
والامر الاخير الذي تحدث به هو كيف ان اخواننا في حزب الله حولوا اطار المعركة في سوريا بشكل مرعب جدا لاسرائيل , فاسرائيل خلال هذه الفترة حاولت ان تصنع لها حدودا امنة وضعت تكفيريي سوريا على الجولان فامنت لحدودها الشمالية جيش عميل يساعدها وتساعده وامنت في رفح اي الحدود الجنوبية في قبال مصر العصابات التكفيرية وامثالها بالشكل الذي اصبحت هذه المنطقة مسيطر عليها من قبل هذه العصابات قبل هذه الفترة كان حزب الله قتاله في بقية المناطق لكن حينما حاولت اسرائيل ان تؤثر على طبيعة سير المعارك واستهدفت مجاهدي حزب الله في القنيطرة عند ذلك نقل الحزب معاركه ومعهم قيادات ايرانية مهمة اشرفت على العمليات حولت المعارك الى درعا والى قريب من القنيطرة بالشكل الذي ستفهمه اسرائيل بمرارة ففي منطق المعارك هناك اشتراطات جديدة حصلت وهذا الامر يجعلنا امام هذا السؤال لماذا يخضع الجميع لاسرائيل الا ابناء المرجعية ؟؟؟!!
مشيرا الى انه نرى الامور كيف تجري اذا حزب الله بدا يهدد تجد ان اسرائيل تقف بحذر لان التهديد هو كلام جاد وليس اجوف مثل الطريقة التي كنا نسمع بالانظمة السابقة كيف تهدد وكيف كانت تتوعد رضوان الله تعالى على الامام الخميني في مثل هذه الايام صنع مجده ومجد شيعة اهل البيت ومجد الارادة المقاومة الارادة المتابية والممانعة لاعداء هذه الامة نعم تكبد الكثير ولكنه صبر وظفر وها هي اليوم الامور تجري بطريقتهم كيف نرى كل هذه السنوات ارادوا ان يحاصروها في داخل حدودها وهي بدات تحاصرهم في داخل حدودهم اليوم ينتشرون في اماكن متعددة نفوذا ووجودا لارادة هذه الثورة ولارادة هذا الخط الذي ابى ان يكون خانعا امام انظمة الاستعمار وامام ارادة الاستعمار وامام ارادة الصهاينة وها نحن اليوم نجد ان كل قطارات الاخرين نازلة وكيف ان قطار شيعة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم رغم كل المرارات هو الوحيد بفضل هاتين المرجعيتين الكبيرتين في العراق وفي ايران نحن نسجل الانجاز من بعد الانجاز والتقدم من بعد التقدم نعم هناك تفاصيل يمكن ان يتم التحدث عنها باشكال متعددة ولكن لاشك ولاريب يبقى للامام الخميني وما صنعه وطبيعة الاخلاص الذي اداه الشعب الايراني وطبيعة التزامه بالمرجعية وطبيعة طاعته للمرجعية كيف حول الالم الى امن ثم الامل الى انتصار والى واقع يتحرك والى تقدم فاليوم نحن نتحدث عن ايران النووية بعد ان كنا نتحدث عن ايران المحاصرة فمن الذي نقل ذاك الواقع الى هذا الواقع هي هذه قيادة امينة مع شعب مطيع ومع ارادة لا تتزحزح عند ذلك سيكون لدينا نموذج كنموذج الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه
وفيما يلي النص الكامل لخطبة سماحته :
يوم امس اصدر مكتب سماحة الامام المفدى السيد علي السيستاني بيانا في غاية الاهمية لابطال الجهاد الكفائي , البيان وُقت او صادف اصداره في الوقت الذي اتسعت فيه الهجمة على الحشد الشعبي , هجمة سياسية , هجمة اعلامية , هجمة تحاول ان تعرقل , هجمة تحاول ان تشوه , هجمة تحاول ان تحجم اطرافها متعددة لكن الكل يريد ان ينال مما يجري بسواعد مجاهدينا الابطال ان ينال منهم نيلا ويعرقل لهم جهدا .
هذا البيان كم اتمنى ان يُقرأ باتجاهين :
الاتجاه الاول ان يوضع امام بيانات جماعات الشر واوكار الشياطين من اي فصيل جاء ومن اي ملة خرج يوضع لكي يقارن ما بين اناءنا وما بين أنيتهم فالانباء ينضح بما فيه , رسالة الامام المفدى عظيمة المداليل لا تجد ان الرحمة تفارقها طرفة عين ولا تجد في القسوة اي مجال فيها لا تجد لحن التمييز اطلاقا لاتجد فيها تقسيم البشر الى اصحاب دماء زرق واصحاب دماء حمر لايوجد فيها شعب الله المختار وشعب الله المحتار لايوجد فيها كل هذه المسميات .رسالة تنضح بالسلام والرحمة التي تعلمناها من منهج اهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم
والرسالة الاخرى التي ما وجدنا فيها اي شفقة واي رحمة واي حساب لكرامة اي انسان لا اتحدث في بياناتهم عنا رغم ان بيانات سماحة الامام المفدى مؤادها العملي يصب في اجنحة اخوتنا , لكن لو قرانا بياناتهم ضد بعضهم لوجدنا ان الحقد والكراهية والبغضاء والغل والتحريض على القتل والتحريض على القسوة هي ابسط مقومات هذه البيانات .
أنقول وحسبك هذا التفاوت بيننا ؟؟ الوضع اكبر بكثير من مسئلة تفاوت هناك منهجين مختلفين منهج يدفع باتجاه الرحمة ومنهج يدفع باتجاه القسوة والغل , وسماحة السيد دام ظله الشريف كما بقية مراجعنا العظام لاتوجد لديهم اجهزة تنفيذية لايوجد لديهم شرطة او جيش او دولة ولاهم يحزنون لكن توجيهاتهم تبلغ شغاف القلوب وتطبق بحذافيرها مع امتنان بل مع فرحة من قبل المجاهدين من ان الامام المفدى يخاطبهم مباشرة .
طبعا لاشك ولاريب تحمل الرسالة مضامين متعددة فيها من التوجيه الاخلاقي فيها من التوجيه العملي وفيها معالجة مشكلات فقهية موجودة لدى المجاهدين وفيها فرز ما بين من يذهب للجهاد بعنوان جهادا وما بين من يعبث تحت اسم الجهاد لذلك اعتقد ان المعنيين بالحشد الشعبي معنيون مباشرة بايجاد الاليات التي تطبق وتنفذ هذه التعليمات التي صدرت عبر بيان مكتب سماحة السيد ولعل واحدة من ابسط الامور واتمنى ان تكون هيئة الحشد الشعبي قد فعلت ذلك في ان يطبع هذا البيان ويوزع مباشرة على كل الفعاليات المجاهدة وبشكل سريع . هذا اولا
الامر الثاني : اعتقد ان وزارة الخارجية معنية بارسال هذا البيان الى كل المحافل الدولية لكي يرى وجه العراق الحقيقي امام ثقافة الارهاب وامام ثقافة التحريض وامام ثقافة الاعتداء يجب ان يجد العالم ان ثمة ثقافة اخرى تنساب على لسان اكبر شخصية معنوية ووجدانية لدى على اقل التقادير طائفة من المسلمين ابتليت بكل الجرائم لكن خطابها لازال خطاب الرحمة والعطف والحنان رغم اننا نحن من نذبح رغم من اننا نفجر , رغم اننا نحن من يبتدا بالعدوان علينا مع ذلك لازال خطابنا هو خطاب الرحمة .
لاشك من لديه انصار كابطال الحشد الشعبي ليس ضعيفا لكن طبيعة القوي ان لم يكن عطوفا وحنونا وكريما لن يكون فارسا ولكنه سيكون مجرد محاربا كبقية المحاربين لا يزيد عليهم ان زاد عليهم شيئا قليلا او ينقص عنهم شيئا اخر , اما ان يكون فارسا شهما ذا مروءة وذا رحمة كما فعل امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه رغم كل القسوة التي سلطت عليهم من جيش معاوية الا انه بمجرد ان يستلم المقادير كنا نراه كيف يتصرف بمعدن الرحمة ويبعد عنهم صفحات القسوة والغلظة التي عرف بها امير المؤمنين حينما يبرز الى ساحات القتال , اتمنى من وزارة الخارجية ان تعنون هذا البيان الذي ياتي في وقت يصخب العالم بضجيج القتال في كل مكان وليوضع امام اعين من يتبجحون بالديمقراطية والحرية ليعرفوا كيف تعاملنا مع القضايا . هذا التعامل الذي يمكن لنا ان نراه ببساطة قتل قليل من الفرنسيين بايدي اوباش داعش العالم كله انتفض وهذا امر جيد وليس فيه مشكلة لكن يقتل بعض المسلمين اول امس في امريكا بايدي داعش غربي بايدي داعش من جهة اخرى فداعش هو كل مجرم على وجه الارض سواء كان يهوديا او مسيحيين او يسمى مسلما وما الى ذلك وبالنتيجة كل من يعتدي على الاخرين فانه ينتمي الى فكر داعش وان كان يبغض داعش هذه ثلاثة من المسلمين يقتلون والامر يجري بكل هدوء وكان شيئا لم يكن هذا امر اول يجب ان نتعامل معه بمنتهى الجدية
الامر الثانية صدرت الموازنة ومع صدور الموازنة لازلنا للاسف الشديد مظلومية المحافظات يمكن لي ان اعذر الحكومة في انها جاءت بظرف استثنائي وان القوانين التي تخلفت من الحكومة السابقة لازالت تكبلها وهذا حق ولكن اثناء التطبيق لايمكن لي ان اقنع بان تعطى المحافظات بشكل غير متساوي وبشكل لا يعبر عن العدالة ولا يعبر عن التعامل الموضوعي مع هذه المحافظات فعلى سبيل المثال لايمكن لي ان اضع النجف وكربلاء اللتين تشهدا في كل اسبوع ضغط هائل من قبل الزوار بما يكلفه هؤلاء من اعباء على البلدية وما الى ذلك وعلى الخدمات لا يمكن لي ان لا اراعيها واقول ان النجف مثل البقية فلابد لي ان انظر بعين اخرى الى الامور من خلال الواقع الذي ابتليت به هذه المحافظات .
عندما اتحدث عن النجف فمن الجائز ان بقية المحافظات لديها بلاءات اخرى لكن في نفس السياق يجب علينا ان ننظر بعين الدقة ان الامور لا يجب ان تكرر الفشل السابق فالامور يجب ان تجري بطريقة تكون فيها معالجات رغم الظروف الصعبة ورغم ان الميزانية مبتلية بلاءات كبيرة ولكن هذا لا يبرر من تعليمات سريعة تعالج بعض هذه الاخطاء ومن بعض هذه الهفوات
القضية الثالثة راينا كيف ان اخواننا في حزب الله حولوا اطار المعركة في سوريا بشكل مرعب جدا لاسرائيل , فاسرائيل خلال هذه الفترة حاولت ان تصنع لها حدودا امنة وضعت تكفيريي سوريا على الجولان فامنت لحدودها الشمالية جيش عميل يساعدها وتساعده وامنت في رفح اي الحدود الجنوبية في قبال مصر العصابات التكفيرية وامثالها بالشكل الذي اصبحت هذه المنطقة مسيطر عليها من قبل هذه العصابات قبل هذه الفترة كان حزب الله قتاله في بقية المناطق لكن حينما حاولت اسرائيل ان تؤثر على طبيعة سير المعارك واستهدفت مجاهدي حزب الله في القنيطرة عند ذلك نقل الحزب معاركه ومعهم قيادات ايرانية مهمة اشرفت على العمليات حولت المعارك الى درعا والى قريب من القنيطرة بالشكل الذي ستفهمه اسرائيل بمرارة ففي منطق المعارك هناك اشتراطات جديدة حصلت وهذا الامر يجعلنا امام هذا السؤال لماذا يخضع الجميع لاسرائيل الا ابناء المرجعية ؟؟؟!! ولماذا يلبى لاسرائيل كل اغراضها من قبل حكومات الذل والخنوع حكومات الخيانة والغدر ولاتجد الا الحكومات التي تتبع المرجعية او تطيع المرجعية تجدها هي في مقدمة المواجهة مع اسرائيل ؟؟ لذلك لا اجد في الذكرى السنوية لانتصار الثورة الاسلامية المباركة في ايران لا اجد مجالا للثناء على قائدها رضوان الله تعالى عليه واعنى الامام الخميني قدس الله روحه الزكية لا اجد مجالا للمدح الا ان اقدم هذه الاوراق الثبوتية هذه الشهادات من واقعنا المعاصر لولا الثورة الاسلامية ماذا كان يمكن لاسرائيل ان تصنع في المنطقة فليس خفيا ان حزب الله وليد هذه الثورة فمحور المقاومة كان محور مُشترى من قبل البعثيين يلعبون به كيفما ارادوا ومن قبل القذافي كيفما اراد ومن قبل السعودية تعبث به كما تريد لكن عندما جاء خط الامام الخميني بدات اسرائيل تذوق اللوعة من بعد اللوعة وبدات تحذر كل الحذر من ان تمارس شيئا مما كانت تفعله سابقا واليوم نحن امام حالة حقيقية ليست حالة مصطنعة العرب وجيوشهم وقواتهم والاموال التي صرفوها على القتال لم يستطيعوا ان يربحوا حربا واحدة واتت اسرائيل بقضها وقضيضها وبكل اموال الخليج وهنا انا اعني ما اقول كل اموال الخليج باعتبار حرب تموز كانت ممولة بشكل كامل من حكومات الخليج فدمرت عشرات الالاف من الابنية وحاولت ان تجتاح ولكن ما كان لها الا الذل كما حصل في سنة 2006
واليوم نحن نرى الامور كيف تجري اذا حزب الله بدا يهدد تجد ان اسرائيل تقف بحذر لان التهديد هو كلام جاد وليس اجوف مثل الطريقة التي كنا نسمع بالانظمة السابقة كيف تهدد وكيف كانت تتوعد رضوان الله تعالى على الامام الخميني في مثل هذه الايام صنع مجده ومجد شيعة اهل البيت ومجد الارادة المقاومة الارادة المتابية والممانعة لاعداء هذه الامة نعم تكبد الكثير ولكنه صبر وظفر وها هي اليوم الامور تجري بطريقتهم كيف نرى كل هذه السنوات ارادوا ان يحاصروها في داخل حدودها وهي بدات تحاصرهم في داخل حدودهم اليوم ينتشرون في اماكن متعددة نفوذا ووجودا لارادة هذه الثورة ولارادة هذا الخط الذي ابى ان يكون خانعا امام انظمة الاستعمار وامام ارادة الاستعمار وامام ارادة الصهاينة وها نحن اليوم نجد ان كل قطارات الاخرين نازلة وكيف ان قطار شيعة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم رغم كل المرارات هو الوحيد الصعيد بفضل هاتين المرجعيتين الكبيرتين في العراق وفي ايران نحن نسجل الانجاز من بعد الانجاز والتقدم من بعد التقدم نعم هناك تفاصيل يمكن ان يتم التحدث عنها باشكال متعددة ولكن لاشك ولاريب يبقى للامام الخميني وما صنعه وطبيعة الاخلاص الذي اداه الشعب الايراني وطبيعة التزامه بالمرجعية وطبيعة طاعته للمرجعية كيف حول الالم الى امن ثم الامل الى انتصار والى واقع يتحرك والى تقدم فاليوم نحن نتحدث عن ايران النووية بعد ان كنا نتحدث عن ايران المحاصرة فمن الذي نقل ذاك الواقع الى هذا الواقع هي هذه قيادة امينة مع شعب مطيع ومع ارادة لا تتزحزح عند ذلك سيكون لدينا نموذج كنموذج الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه
اسال الله العلي القدير ان يديم لشيعة اهل البيت هذا العز وان يمتعنا واياكم بطول بقاء مراجعنا العظام وان يحفظ العراق واهله من شر الاشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار .
https://telegram.me/buratha