في خضم التصعيد الامني الذي تشهده مناطق شمال بابل، وثبوت عجز الاجهزة الامنية عن مسك زمام الامور هناك، فان ثمة خطوات بدات تتبلور على صعيد زيادة عدد القوات وتحسين عتادها وتجهيزها وقبل كل ذلك تكثيف تدريبها وتطويره لتكون قادرة على مواجهة التحديات الامنية في المنطقة. ولعل ابرز هذه الخطوات هو الاعلان عن تشكيل فوج للطواري يتبع الى مديرية شرطة بابل، وهذا الفوج الذي من المقرر تشكيله في غضون اسابيع قليلة سيتمتع بنفس الكفاءة التي تتمتع بها قوة(العقرب) التي تمكنت خلال اكثر من خمسة اعوام ان توجه ضربات موجعة للمجاميع الارهابية المسلحة والمليشيات وكذلك ان تترك بصمات لها في مناطق خارج بابل مثلما حدث في معركة (الزركة) ضد تنظيم جند السماء. الجهات المسؤولة عن تشكيل الفوج الجديد العراقية منها والاميركية اكملت اغلب الاستعدادت والمستلزمات المطلوبة لادخال الفوج الى الخدمة، غير ان ثمة مشكلة يواجهها المسؤولون تتمثل بعدم توفر الاماكن والبنايات اللازمة لتمركز الفوج في شمال بابل ،والتي بدونها سيبقى في العراء عرضة للقصف والضربات الصاروخية المعادية التي تبرع فيها الجماعات المسلحة هناك. وانطلاقا من هذه الحاجة فان اللواء قيس المعموري مدير شرطة بابل طالب مجلس المحافظة والمحافظ بتخصيص عدد من البنايات التي كانت تابعة لحزب البعث المنحل ليتم استغلالها من قبل الفوج.وذكرت مصادر حليّة "انها حضرت اجتماعا امنيا جمع المعموري برئيس واعضاء مجلس المحافظة والمحافظ تم خلاله مناقشة عدد من القضايا الامنية كان من بينها قضية الفوج واشكالية عدم توفر المقرات المناسبة له في شمال بابل".وبينت المصادر "ان المعموري اعترف صراحة بان الجماعات المسلحة في مناطق البحيرات وجرف الصخر ومويلحة متمركزة بشكل جيد وهي تتخذ من منازل المهجرين قواعد ومقرات لها لتنفيذ عملياتها المسلحة في سياق ما تسمى بدولة العراق الاسلامية"، كما بينت "ان مدير الشرطة طالب المجلس والمحافظ بضرورة الاسراع في تهيئة البنايات اللازمة لانتشار الفوج الجديد الذي قال عنه المعموري انه سيخوض معركة طويلة وصعبة ضد المسلحين".واللافت للنظر وبحسب المصادر نفسها نقلت عن المعموري قوله "ان التفجير الاخير الذي طال مقر الحزب الاسلامي في ناحية الاسكندرية كان متعمدا ويندرج ضمن محاولات هدم مقرات الحزب السابق للحيلولة دون استفادة قوات الامن العراقية منها"، غير ان المصادر لم تنقل عن مدير الشرطة اتهامه لطرف معين في ذلك.من جانبهما وعد محمد المسعودي رئيس مجلس المحافظة والمحافظ سالم المسلماوي اللواء المعموري باتخاذ ما يلزم لتوفير البنايات المطلوبة خلال وقت قصير ليتسنى نشر الفوج الجديد.وعلى هامش الحديث عن تجهيز الفوج الجديد ، اوضحت المصادر ان اللواء قيس اكد "بان وزارة الداخلية تعهدت بتجهيز وتسليح 30% من عناصر فوج الطواريء الجديد بالاسلحة والملابس تاركة امر تجهيز باقي عناصر الفوج للمسؤولين في شرطة المحافظة والحكومة المحلية في بابل". تجدر الاشارة الى ان مسؤولي الحكومة المحلية في المحافظة شددوا في مناسبات وتصريحات سابقة على ضرورة تطوير وتوسيع قاعدة الاجهزة الامنية في محافظة بابل كونها تحادد عدد من المناطق الساخنة على طول 250 كم تقريبا مما يسمح بتسلل المجاميع الارهابية الى اراضيها. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي وافق على تشكيل فوجين عسكريين اضافة الى فوج الطواريء الذي سيتبع الى مديرية الشرطة ليتم نشرها في مناطق شمال بابل التي تعد من المناطق الساخنة والمضطربة امنيا منذ سقوط النظام السابق.
الملف برس
https://telegram.me/buratha