تحت شعار «العراق لكل العراقيين» عقد مؤتمر في مقر الأمم المتحدة نظمه مركز الحوار التابع لجامعة نيويورك وبالاشتراك مع مؤسسة الحكيم ومنظمة «الأديان من أجل السلام» التي تتخذ من نيويورك مقرا لها. والمؤتمر الذي استمر يومين شارك فيه عدد من الشخصيات الدينية العراقية من الشيعة والسنة على رأسهم نجل المرجع الديني الكبير محمد سعيد الحكيم السيد محمد حسين الحكيم ، ونجل رئيس المجلس الأعلى الإسلامي السيد عمار الحكيم، إضافة إلى السيد محمد رضا الغريفي. كما حضره الشيخ خالد الملا رئيس حركة هيئة علماء السنة في البصرة، والشيخ مجيد الحفيظ من علماء السنة من مدينة السليمانية، والشيخ مراد العيساوي من علماء السنة أيضا.
وشارك ايضا الصحافي الأميركي روبرت داريفوس والدكتور بول وي من كلية إليوت للشؤون الدولية بواشنطن. وحضر جلسة الافتتاح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وسفير العراق لدى الأمم المتحدة حامد البياتي ورندا الرحيم من معهد الولايات المتحدة للسلام في واشنطن. وقد ركزت مداخلات الجلسة الأولى من المؤتمر على قضايا تخص المصالحة الوطنية وإحياء التعايش بين مختلف الطوائف العراقية في إطار وطن واحد.
وقال القائم بأعمال البعثة العراقية السفير فيصل الاستربادي ان اللقاء «يهدف إلى مناقشة القضايا الحيوية التي تمس المصالحة الوطنية ولتعزيز العلاقات الأخوية الموجودة تاريخيا بين العراقيين». وأكد التونسي مصطفى الطليلي من جامعة نيويورك من منظمي لقاء نيويورك «إن المصالحة الوطنية تأثرت بالعنف وان الاجتماع يسعى إلى إحيائها على أساس الاشتراك بالقيم والأهداف والمصالح والهوية الواحدة وبالالتزام القوي بالبلاد». وقد اتفق المشاركون من رجال الدين السنة والشيعة على نبذ العنف الطائفي وعلى إدانة تنظيم «القاعدة»، وقد وصفه المشاركون بالجسم الغريب في بنية المجتمع العراقي. وفي كلمته أكد الشيخ خالد الملا من هيئة علماء السنة من مدينة البصرة قائلا «إن تنظيم القاعدة ليس خطرا على العراق وحده وإنما هو خطر على عموم المنطقة والعالم» وشدد على ضرورة شراكة جميع العراقيين في بناء العراق الجديد.
من جهته، طرح السيد عمار الحكيم أجندة من عدة نقاط تستهدف تعزيز المصالحة الوطنية وبناء العراق الجديد وطالب باستكمال بناء النظام الجديد من خلال إقامة حكومة وطنية ناضجة ومن خلال استكمال سيادة العراق وتعزيز استقلاله. وأكد ضرورة رفض الحرب الأهلية وإعادة الوحدة بين الشيعة والسنة، ودعا إلى الحوار الجاد والبناء بين جميع مكونات العراقيين وإلى مواصلة العمل على إنهاء العنف والعمل المسلح وإلى فرض السلطة والنظام. وأشار إلى أهمية العمل على حل القضايا العالقة كقضية الدستور واهمية تحديد العلاقة الواضحة بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية بعد إقرار النظام الفيدرالي، وأكد أيضا أهمية حل مشكلة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها.
ولاحظت رندا الرحيم غياب أطراف مهمة من اجتماع نيويورك حيث غاب عن اللقاء رجال الدين المسيحيين والصابئة والازيدية. وقد القت المواجهات الدائرة بين سنة الأنبار وتنظيم «القاعدة» بظلالها على أعمال لقاء نيويورك حيث رحب المشاركون بهذا التطور المهم من أجل تقليص نفوذ تنظيم «القاعدة» في العراق.
ودعا السيد محمد رضا الغريفي، ممثل آية الله العظمى السيد علي السيستاني، إلى أهمية فهم مكونات الشعب العراقي وقال «إن بحيرة الدم التي تغرق العراق هي استيراد من الخارج» وشدد على أهمية إعادة الوحدة بين أطياف المجتمع العراقي خصوصا بين الشيعة والسنة والأكراد والتركمان والمسيحيين والصابئة وغيرهم من مكونات المجتمع.
وانتقد الشيح مراد العيساوي من علماء السنة الغطرسة الأميركية بالقول «إن ما يجري في العراق ليس خافيا على أحد وأن خروج المحتل هو مطلب جميع العراقيين وليس مطلب تنظيم القاعدة وأن العراقيين هم من تمرد على الأميركيين».
https://telegram.me/buratha