وفي ما يلي نص المقابلة ..
س1: هل لكم أن تحدثونا عن نتائج المباحثات بين ايران وأمريكا التي جرت أخيراً في بغداد؟ج1: اليوم تعتبر المباحثات بين ايران والولايات المتحدة مطلباً وطنياً، وجميع القوى الأساسية والحكومة العراقية تولي اهتماماً خاصاً بهذا الموضوع ويدركون بشكل جيّد التأثيرات والإنعكاسات الايجابية لها في مجمل الأوضاع في العراق، خاصة بالنسبة للوضع الأمني، وعلى هذا الأساس لاحظ الجميع انّ هذا الأمر قد لقي اهتماماً من أعلى سلطة تنفيذية في العراق والمتمثلة بالسيد رئيس الوزراء، واليوم نجد انّ هناك متابعات من قبل الحكومة العراقية لتنفيذ الأشواط التالية من هذه المباحثات، حتى نشهد ثمار هذه المباحثات من خلال التوصل إلى نتائج إيجابية، طبعاً لا نستطيع القول حالياً انه قد تحققت نتائج ملموسة وعملية، إلاّ انّ نفس المباحثات وطرح القضايا المهمة خاصة تلك المتعلقة بالملف الأمني والاستقرار في العراق يُعد أمراً مهماً وقيّماً، وبالتالي فانّ الجميع يتمنى أن تكون النتائج مثمرة وايجابية، ويكون لها تأثيرها على الوضع الأمني، وكذلك ايجاد حالة من الثقة بين هاتين الدولتين، وكذلك أداء الدور الايجابي في توفير الأمن والاستقرار في العراق، الذي يعتبر هدف جميع الكيانات التي تشكل النسيج الاجتماعي للشعب العراقي، وهذا الأمر سيفضي إلى احلال الأمن في المنطقة أيضاً، كما كان لفقدان الأمن وانعدام الاستقرار تأثيره السلبي على عموم المنطقة.
س2: ماهي آثار ونتائج الخطة الأمنية على الأوضاع العامة للعراق، وهل هناك نية لجدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق؟ج2: الأوضاع بشكل عام أفضل من السابق، وإن لم تصل إلى المستوى المطلوب، ولتحقيق ذلك فاننا نشدد على تنفيذ عدة خطوات، هي:أ ـ أن تكون قيادة العمليات الأمنية بيد العراقيين.ب ـ تدريب القوات الأمنية العراقية.ج ـ تسليح الأجهزة الأمنية بشكل مناسب ورفع قدراتها ومهاراتها.
بالاضافة إلى تنظيم معاهدة أمنية بين القوات متعددة الجنسية والقوات العراقية، طبعاً في هذا المجال تم تشكيل لجنة لبحث ودراسة هذه القضايا، وفي حالة وجود حاجة لتمديد بقاء القوات متعددة الجنسية للنصف الثاني من عام 2007 فانّ على الحكومة العراقية أن تتصرف حسب هذه الاتفاقية الأمنية.
نحن نعتقد انّ الأكثرية الساحقة للشعب العراقي تدعم التحول السياسي الأخير، وتطالب باحلال الأمن والاستقرار في العراق، ونأمل أن نشهد تطوراً وتقدماً في الخطط الأمنية الأخيرة، وقد عقد في الاسبوع الماضي لقاء مهم للإئتلاف العراقي الموحد مع وزراء الداخلية والدفاع والنفط والكهرباء وأمين بغداد وغيرهم، وقد بحثنا خلاله آخر التحولات الأمنية والخدمية في العراق وبخاصة في العاصمة بغداد، واتخذت قرارات جيدة نأمل أن تنفذ بأسرع وقت ونشهد تحسناً للأوضاع الأمنية والخدمية للمواطنين.
س3: ماهي المشكلة الحقيقية التي تقف وراء الحالة الأمنيـة الراهنة في العراق؟ج3: المشكلة هي في البعثيين الصداميين والتكفيريين، فهؤلاء هم أعداء العراق ويريدون تدمير كل شيء، وكانت آخر جرائمهم انتهاك حرمة الامامين العسكريين (ع) في سامراء. انّهم يقتلون الناس، ويدمّرون البنى التحتية، ولا فرق لديهم بين قتل الصغير والكبير والأطفال والشباب والرجال والنساء والعجزة، انّهم في كثير من الأحيان يستهدفون المناطق السنية، وقد واجهوا معارضة ومقاومة واسعة من العشائر السنية.
س4: ما هو في اعتقادكم الحل الصحيح للمشكلة الأمنية في العراق؟ج4: نعتقد انّ احلال الأمن ينبغي أن يكون على يد العراقيين، وعلى القوى الأخرى ومنها القوات متعددة الجنسيات أن تدعم القوات العراقية كالشرطة والجيش والأجهزة الامنية، لابد من إعطاء الصلاحيات والمسؤوليات في التسليح والتجهيز والتدريب إلى العراقيين وبأسرع وقت ممكن حتى يتيسّر إيجاد الأرضية لإحلال الأمن والاستقرار وخروج القوات الأجنبية من العراق.
س5: هل لكم أن تعطونا صورة عن التغييرات الأخيرة التي أوجدتموها في المجلس الأعلى الاسلامي العراقي؟ج5: لقد دخل المجلس الأعلى الاسلامي العراقي ولله الحمد مرحلة جديدة، حيث تم تشكيل لجنة مركزية تتفرع عنها لجان متعددة لإعادة تنظيم وتطوير المجلس الأعلى، وذلك بعد جهود وتمهيدات استمرت مدة عام كامل، ولأول مرة يُعقد اجتماع للهيئة العامة للمجلس الأعلى في بغداد وبعدد يبلغ ثلاثة أضعاف الأعضاء السابقين، كما انّ جميع الأعضاء سواءاً القدماء منهم أو الجدد يعتبرون من أفضل وأكثر الكوادر العراقية تأثيراً، وتم تدوين مجموعة من الخطط والاطروحات الجديدة من قبل اللجان المشكلة التي صرفت مايقارب من ألف ساعة عمل من البحوث المفصلة في هذا السياق.
وخلال هذه المدة كانت للشورى المركزية للمجلس الأعلى والمكتب السياسي نشاطات كثيرة في هذا المجال، وكانت نتيجة هذه الجهود عقد اجتماع للهيئة العامة في مدينة بغداد في ظل ظروف نعرفها جميعاً، وقد استمرت هذه الاجتماعات لمدة يومين، وفيها تم تشكيل ستة لجان فرعية بحثت فيها أهم الأمور السياسية والأمنية والتنظيمية والاجتماعية والاعلامية والثقافية، وأخرجت هذه اللجان مجموعة من التوصيات والنتائج التي سوف تشخص سياسات المجلس الأعلى المستقبلية، كما تم في جوٍ من الحرية الكاملة انتخاب أعضاء الشورى المركزية للمجلس الأعلى، وهؤلاء الأعضاء انتخبوا بدورهم رئيس المجلس، وكل ذلك يعتبر من النجاحات الكبيرة والتحولات المهمة في عمل المجلس الأعلى.
س6: ماهي برأيكم عوامل انعدام الأمن في العراق، وماهي التيارات أو الوجودات التي تعتبر عقبة أمام احلال الأمن والبناء السياسي في العراق؟ج6: أهم تيارين في هذا الصدد هما: أولاً القاعدة والتكفيريون الذين يريدون فرض إرادتهم على العراقيين بالقوة، ويريدون التسلّط على رقاب أبناء الشعب العراقي، والثاني هم البعثيون الذين يريدون إعادة العراق إلى الفترة المظلمة الماضية، ويهدفون إلى فرض السياسات الظالمة السابقة المتمثلة بالدكتاتورية والعنصرية القومية ضد الكرد والتركمان والآشوريين، والطائفية ضد الشيعة، هذان التياران هم أعمدة الإرهاب في العراق.طبعاً توجد عدد من المافيات والعصابات الاجرامية التي لا تريد للبلاد أن تنعم بالاستقرار والهدوء، وهؤلاء لهم تأثير لا ينكر، وكذلك وجود بعض الدول التي لا تريد إحلال الأمن في العراق لأنها تريد إفشال العملية السياسية في العراق الجديد وبعض هذه الدول تعمل على ابقاء تسلّط الأقلية على الأكثرية في العراق، كل هذه تمثل عوامل إنعدام الأمن في العراق.
https://telegram.me/buratha