انّ بعض البعثيين لازالوا يفكرون بعقلية الانقلاب ويتصورون ان من الممكن أن يحكمون العراق كما في السابق
اجرت صحيفة( ايران ) الايرانية لقاءاً امس الجمعة 15 /6/ 2007 م مع سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم الائتلاف العراقي الموحد .وطرحت الوكالة مجموعة من الاسئلة على سماحته وفي مايلي نصها مع اجابات سماحته ...
س1: هل يمكن أن تطلعونا على آخر مستجدات وضعكم الصحي؟ ج1: الحمد لله على ألطافه ونعمه الكبيرة على عباده، وببركة المحبة التي غمرني بها أبناء الشعب والأحبة والأصدقاء، كما انّ الشعب الايراني العزيز والقيادة الحكيمة للثورة الاسلامية المتمثلة بسماحة آية الله السيد علي الخامنئي (دام ظلّه العالي) وكذلك السيد رئيس الجمهورية، وكل الأخوة المسؤولين الكرام في الدولة الاسلامية ينظرون بعين الاعتبار إلى آمال وآلام الشعب العراقي، كما انهم يغمرونني بمحبة وود خاصين، إنّ الدنيا دار بلاء، أما من جانب آخر فانّ الأطباء قد أبدوا رضاهم عن نتائج العلاج لحد الآن ويأملون أن تستمر وتيرة هذا العلاج بهذا النحو، وبالتالي إمكان السيطرة على المرض بشكل كامل.
س2: هل لكم أن تحدثونا عن آخر الأوضاع في العراق وخاصة العمليات التي يقوم بها الارهابيون في هذا البلد، وما هي نتائج الخطة الأمنية التي وضعتها حكومة المالكي في بغداد؟ج2: أولاً، كما هو واضح أنّ حرباً شاملة وعامة تشن اليوم من قبل القاعدة وحلفاءها من الصداميين وتستهدف بالدرجة الأولى أتباع أهل البيت (ع) وكذلك تستهدف العملية السياسية وبناء الدولة الجديدة في العراق، والتي تبتنـي على الرجوع إلى الشعب ومن خلال الانتخابات في تعيين شكل الحكم والحكام، وهذه الحرب لا زالت مستمرة، لكن في الفترة الأخيرة حصلت مجموعة من المتغيرات التي لا تصب في مصلحة القاعدة في العراق، وهي:1ـ انّ عشائر المناطق السنية في العراق والتي للقاعدة تواجد فيها مثل الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى قد أعلنت حرباً شاملة ضد القاعدة وبدأت بمحاصرتها، وهذا الأمر يعتبر تقدماً مهماً، ذلك انّ هذه العشائر قد وصلت إلى نتيجة هي انّ القاعدة في عملياتها لا تستهدف خروج القوات متعددة الجنسية من العراق، وإنّما تهدف إلى التسلّط والهيمنة الكاملة على العراق والتحرك منه إلى الدول الأخرى في المنطقة.2ـ الموقف الذي اتخذه علماء السنة في العراق، ولأول مرة، ضد التكفيريين، والذي يمكن لمسه في مؤتمر علماء أهل السنة الذي عقد مؤخرا في الأردن.3ـ انّ هناك أحزاباً سياسية سنية مثل الحزب الاسلامي قد اتخذت ولأول مرة موقفاً واضحاً ضد القاعدة.ولهذا يمكن القول أنّ الأكثرية الساحقة من الشعب العراقي تقف ضد القاعدة وضد التكفيريين والصداميين والبعثيين وتسند الخطط الأمنية التي وضعت لمواجهة هؤلاء، ونحن نعتقد انّ الجمهورية الاسلامية الايرانية يمكنها وبالتنسيق مع القوى المؤثرة الأخرى في العراق أن تلعب دوراً مؤثراً في ايجاد الأمن والاستقرار في العراق.
أما بالنسبة للخطة الأمنية في بغداد فانها لازالت مستمرة، وقد حقق انتصارات ولابد من استمرار السعي نحو تحقيق سائر أهداف هذه الخطة.
س3: ماهي آخر المعلومات المتوفرة لديكم حول المحاولات التي يقوم بها البعض للانقلاب على حكومة المالكي؟ج3: انّ السيد المالكي قد أشار إلى هذا الموضوع أكثر من مرة، وقد اطلعني شخصياً على بعض المعلومات بهذا الشأن، وقد بحثنا الموضوع معاً. انّ بعض البعثيين الذين لازالوا يفكرون بعقلية الانقلاب ويتصورون ان من الممكن أن يحكم العراق كما في السابق (في زمان الطاغية صدام)، ولذلك يسعون لهذا الأمر، ولكن لابد من القول بصراحة انّ هذا الموضوع صعب التحقيق، ولو حصل فانّ الحرب الأهلية ستقع في العراق.
لقد اجتمعت أجهزة محابرات ست دول في المنطقة فيما بينها وقامت بدراسة الوضع في العراق، ومما يؤسف له انّ بعض هذه الأجهزة المحابراتية قد وضعت خطة تستهدف حكومة السيد المالكي، وقامت بالاتصال مع مجموعة من القوى السياسية العراقية الداخلة في العملية السياسية أو التي لم تشترك فيها وشكلوا في شهر نيسان الماضي جبهة في القاهرة، وخصصوا ملايين الدولارات لدعم هذه الجبهة، لكن هذه الخطة واجهت رد فعل مقابل أدى إلى فشلها وبالتالي فشل هذه الدول، ذلك انّ هؤلاء المتآمرين لا يحظون بالشرعية ولا يتمتعون بأكثرية برلمانية، كما انهم يفتقدون للقاعدة الشعبية، وانّ الجهود مستمرة لإفشال ومحاصرة هذه الخطة.
س4: ما هو الموقف من قضية اجتثاث البعث؟ج4: قضية حزب البعث والبعثيين تم وضع حل واضح لها في الدستور العراقي، ذلك انّ حزب البعث قد مُنع في الدستور من القيام بأي فعالية، والسبب في ذلك انّ حزب البعث هو المسؤول الأول عن الجرائم التي تم ارتكابها بحق الشعب العراقي، وهذا الحزب هو العدو الأول للشعب العراقي في الماضي, وعدو الشعب في الوقت الحاضر أيضاً، لأنه يقوم بالتآمر على الشعب العراقي، وهو العدو المستقبلي أيضاً للشعب العراقي.نعم هناك الكثير من أبناء الشعب قد انتموا إلى حزب البعث مضطرين، وهؤلاء لابد من النظر إليهم بعين الانسانية بشرط عدم إرتكابهم جرائم بحق الشعب العراقي، فهؤلاء يمكنهم العودة إلى وظائفهم المدنية وغير الحساسة، طبعاً إذا لم يكونوا في زمرة القيادات العليا للحزب، وعليهم القبول بالمحاكمات الصالحة للدعاوى والشكاوى التي تسجل ضد كوادر الحزب والتعويض عن الخسائر الناجمة عن تلك الدعاوى، هذه الموضوعات تم ادراجها في مسودة قانون المصالحة والمساءلة المقدم إلى البرلمان العراقي.
س5: حول المباحثات الايرانية ـ الأمريكية، إلى أين وصلت وماهي نتائجها؟ج5: كما هو معلوم انّ هذه الاجتماعات قد أوليت اهتماماً من قبل أعلى المستويات في الحكومة العراقية، وانّ شخص السيد المالكي الذي يتولى أعلى منصب حكومي في العراق قد اشترك شخصياً في هذا الاجتماع، وانّ هذه المباحثات تلقى دعماً من الأكثرية الساحقة للقوى السياسية العراقية (الائتلاف العراقي الموحد، التحالف الكردستاني، والأحزاب العراقية الأخرى)، كما انّ هناك رغبة واقبالاً شديداً من العراقيين لإستمرار هذه المباحثات حتى تكون مصدر تأثير في حل مشكلات الشعب العراقي، فانّ للجمهورية الاسلامية الايرانية دور ايجابي كبير ومهم في العراق، كما انّ الولايات المتحدة أيضاً دولة كبرى وقواتها موجودة حالياً في العراق، ولذلك فانّ من المهم وجود تنسيق ايجابي في سياق الدفاع عن الشعب العراقي والحكومة العراقية المنتخبة حتى يشهد العراق استقراراً وأمناً ويعود إلى موقعه الطبيعي.
س6: ماهي آخر المعلومات التي لديكم حول الدبلوماسيين الايرانيين الذين احتجزتهم القوات الأمريكية في العراق؟
ج6: انّ هذا الأمر مؤسف ومؤثر، وانّ جميع قادة العراق حسب علمي قد سعوا إلى اطلاق سراح هؤلاء الأعزاء، وانّ مساعينا لازالت مستمرة في هذا السياق، ونعتقد انّ هؤلاء ينبغي إطلاق سراحهم، فهم ضيوف الشعب العراقي.
https://telegram.me/buratha