أكد سماحة السيد الحكيم (مد ظله) على أن سيرة الأئمة الطاهرين عليهم السلام قد أوجدت منهجاً واضحاً يدعو إلى تثبيت الحقيقة ودرء الظلم، منبها سماحته إلى أن المرجعية الدينية قد تبنت هذا المنهج القويم بسعيها لصهر مختلف الاتجاهات داخل مجموعة واحدة من أجل أعادة تثبيت الصورة الحقيقية للشعب والمحافظة على هويته الإسلامية.وأضاف سماحته بأن الظروف المعقدة الحالية من الطبيعي أن لا تفسح للكفاءات المجال في أخذ دورها الحقيقي.جاء ذلك خلال استقبال سماحته لوفد أساتذة وطلبة الجامعة المستنصرية بمكتبه في النجف الأشرف
ودعا سماحته إلى التعاطي مع الأمر الواقع وعدم التشبث بالطموحات والخيالات لأن البلاد تتقاذفها المصالح المتناقضة. وحث سماحته المؤمنين على إشاعة ثقافة المطالبة بالحقوق بالحكمة والهدوء والابتعاد عن كل مظاهر العنف، محذراً سماحته من أن العنف يهدد المؤمنين بالتشرذم ويوقع الضحايا بين الأبرياء، وغالباً ما تكون الطبقة المستضعفة ضحية العنف.
وأشاد سماحته بما حققه المؤمنون من إنجازات كبيرة في المجالات السياسية والاجتماعية، مؤكداً سماحته ( ولو لم تكن للمؤمنين من مكاسب، إلا فرض احترامهم أمام العالم وإظهار قضيتهم الناصعة بمبادئها ومفاهيمها المتقدمة أمامه ، لهو محل فخر واعتزاز).كما حث سماحته الأساتذة والطلبة والمثقفين إلى استثمار الفرصة السانحة لبيان تراث أهل البيت عليهم السلام وما يتضمنه من كنوز تغني المعرفة الإنسانية في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مضيفاً سماحته بأن مراكز البحوث العالمية المتقدمة قد أكدت صحة وصدق تلك الحقائق المغفول عنها.
ورد على مداخلة من أحد الحضور حول المستوى التعليمي، دعا سماحته إلى تشجيع الجهود الفردية في مختلف المجالات وعدم التعويل كلياً على المؤسسات التي تخضع عادة لقيود متعددة، مبيناً بأن الجهود الفردية المخلصة والنابعة عن القناعة بما تؤديه تحقق إنجازات كبيرة وعظيمة، مذكراً سماحته بنجاح المسيرات الحسينية التي أدّاها المؤمنون عن قناعة وإخلاص وأصبحت بشكل مذهل دون أن يكون للمؤسسات دور يذكر في ذلك.
واستطرد سماحته مؤكداً بأن القناعة التامة والتصميم الراسخ تخلق المعجزات، وأن الجهود الفردية بمجموعها توصل إلى الحالة المثلى، مشيراً سماحته إلى أن الحوزة العلمية بكيانها الضخم لم تعتمد على جهد مؤسساتي، بل اعتمدت على جهود العلماء الماضين الفردية وتوجهاتهم الخيرة، مؤكداً سماحته على أن جيل العباقرة عبر التأريخ ليس نتاج مؤسساتي وإنما نتيجة جهود فردية مضنية.
وخلص سماحته إلى القول، بأن التأكيد على الجهود الفردية لا يعني بالضرورة ترك العمل المؤسساتي وإنما ينبغي أن يكون بينهما جهداً مشتركاً للخروج بنتيجة تكاملية تخدم القضية.
مكتب سماحة اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
https://telegram.me/buratha