أعلنت وزيرة حقوق الإنسان فى العراق اليوم الاربعاء أن النصف الثاني من العام الحالي سيشهد عمليات تفتيش للمقابر الجماعية الموجودة فى العراق للتعرف على هويات الضحايا بطرق علمية.وقالت الوزيرة وجدان ميخائيل فى تصريح لـ (أصوات العراق) المستقلة إن "السبب فى تأخر تفتيش المقابر لحد الآن هو رفضنا للنبش العشوائي لتلك المقابر كونه يحتاج إلى طرق علمية." واستطردت الوزيرة فى تصريحها بمناسبة أول إحتفال اليوم بذكرى المقابر الجماعية " يجب أن يكون لدينا مختبر للتعرف على الهويات وعلى الرفات ، كما يجب التفكير اين ستوضع تلك الرفات." وكانت واحدة من الظواهر التي اعقبت سقوط النظام عام 2003 عمليات النبش العشوائي للمقابر الجماعية من قبل عوائل الضحايا والمنظمات غير الحكومية العاملة في المجال انذاك حتى عصفت حملة النبش العشوائي بالكثير من المقابر الجماعية وطمست خلالها الادلة التي كان من الممكن ان تقود الى هويات الرفات والجناة، الامر الذي دفع وزارة حقوق الانسان بعد تشكيلها بان تحرص على وضع تشريع قانوني يمكن ان يوفر الحماية لتلك المقابر من النبش العشوائي وينظم عملية فتحها، فكان قانون حماية المقابر الجماعية رقم (5) لسنة 2006 الذي كانت مسألة تفعيله إحدى اهم الأسباب الرئيسية التي دعت الى تأسيس اللجنة العليا للمقابر الجماعية في أمانة مجلس الوزراء لتوفر دعماً مميزاً لقسم المقابر الجماعية بخاصة، ولوزارة حقوق الانسان بعامة، لتسهيل تنفيذ بنود القانون .وقالت الوزيرة فى تصريحها اليوم " اننا في يوم 16 ايار نستذكر شهداءنا وابناء الشعب العراقي الذين ذهبوا ضحية لانتهاكات النظام السابق ،و نجعل من هذا اليوم عبرة بعدم تكرار مثل هذه المأسي مستقبلا ." وتابعت ميخائيل ان "دور الوزارة هو متابعة قضايا ذوي المقابر الجماعية، ولسنا جهة مسؤولة عن تقديم تعويضات لتلك العوائل، كما أن وزارتنا جهة تنفيذية تقوم بحماية المقابر الجماعية واسلوب النبش فيها والتعرف على الضحايا ويتم بالتعاون مع مؤسسة الشهداء التي شكلت مؤخرا لغرض اعطاء حقوق الشهداء." وأوضحت أن "قضية التعويضات المالية هي من اختصاص مؤسسة الشهداء، اما مايخص عملنا فهو تحديد مواقع المقابر والاشراف عليها خلال عملية النبش فضلا عن تحديد هوية الاشخاص المدفونين، وهذا يجعلنا نتبادل المعلومات مع مؤسسة الشهداء لاتخاذ الاجرارات اللازمة." واشارت إلى "وجود 265 مقبرة في العراق ، واكثر تلك المقابر تركزت في محافظتي الحلة والديوانية جنوب العراق، علما ان هذه المقابر لم يتم نبشها لحد الان." واعلنت الحكومة العراقية الاسبوع الماضى اختيار يوم 16 ايار مايو من كل عام ليكون ذكرى المقابر الجماعية .وجاء اختيار هذا اليوم على خلفية عثور الاهالى فى نفس اليوم عام 2003 على أكبر مقبرة جماعية في قضاء المحاويل، أحد أقضية محافظة بابل جنوبي بغداد، تضم رفات اكثر من 2000 شخص .