اثار اعلان وزارة الكهرباء بشأن تجربة تجهيز المواطنين (بعشرة أمبيرات) جدلا واسعا وردود افعال متباينة لدى أوساط اختصاصية واخرى شعبية بين مؤيد ومعارض في ظل تدني مستوى انتاج الطاقة الكهربائية. حيثيات وزارة الكهرباء تقول: ان الطاقة الانتاجية المتاحة بحدود 11700 ميكاواط في حين ان الانتاج الفعلي بحدود 3600 ميكاواط وحاجة العراق الفعلية من الطاقة الكهربائية تتجاوز 12000 ميكاواط اي ان الواقع يكشف عن نقص حاد في الانتاج. مسؤولون في الوزارة أكدوا لـ (الصباح) ان تداعيات الوضع الأمني وعمليات التخريب وقلة التخصيصات المالية كانت وراء عدم تأهيل البنية التحتية والنهوض بواقع الانتاج في قطاع الكهرباء. ولم يلتفت هؤلاء المسؤولون الى الفساد المالي المستشري في البيت الكهربائي طيلة ثلاث وزارات ماضية.
المستشار لشؤون الطاقة في الوزارة حسن كاظم قال لـ (الصباح): ان وزارته اتجهت الى تجربة (العشرة أمبيرات) كأحد الحلول المتاحة للوضع المتأزم للكهرباء فضلا عن امكانية ترشيد الاستهلاك. وأضاف: ان هذه التجربة تبدأ بتجهيز العوائل 10 أمبيرات لكل عائلة وقد تصل الى 20 أمبيرا للمسكن الذي يحتوي على عوائل عديدة بعد تأييد من المجلس البلدي لكل منطقة سكنية.
وأوضح كاظم الى ان دوائر الوزارة شرعت بتوزيع استمارات استبيان على المواطنين لشرح ابعاد هذه التجربة وتوعية المواطنين لجدواها الاقتصادية والخدمية واستكشاف مدى موافقة او معارضة المواطنين لهذه التجربة ملمحا الى انها طبقت في محلة 405 من منطقة الشالجية في جانب الكرخ. وتابع كاظم ان مديريات توزيع الطاقة الكهربائية المنتشرة في عموم مناطق بغداد والمحافظات ستعمد بعد استكمال حصر عدد المشتركين الى تحديد مصادر التغذية الكهربائية لكل منطقة وبما لا يسبب حدوث تجاوزات من مناطق اخرى مجاورة. وربط نجاح هذه التجربة بمدى فهم ووعي المواطن لأبعاد هذه التجربة الساعية الى توزيع الانتاج الفعلي من الطاقة الكهربائية بشكل متساو بين المواطنين وفي جميع المحافظات داعيا الحكومة في الوقت ذاته الى ضرورة اتخاذ اجراءات حازمة للحد من معارضة بعض المحافظات لتوزيع الطاقة الكهربائية على الجميع وبما يحقق العدالة لجميع المواطنين وفي جميع مناطق بغداد والمحافظات الاخرى. وبيّن ان الوزارة ستعمد من خلال امكانية تنفيذها لمشاريعها الاستثمارية المحددة ضمن موازنة عام 2007، الى رفع سقف الانتاج الفعلي في محطات التوليد الحالية. الى ذلك تباينت ردود افعال المواطنين بشأن هذه التجربة بين مؤيدين ومعارضين في وقت أجمعوا على ضرورة اتخاذ اجراءات جدية من قبل وزارة الكهرباء لتحسين مستوى الانتاج يرافقه البدء بانشاء محطات توليد عملاقة وصولا الى حل أمثل لأزمة الكهرباء التي اصبحت هاجس المواطنين منذ اكثرمن عقد.
https://telegram.me/buratha