قدموه على طبق مشوياُ الى امه
الاخبار" مكتب بغداد - علي احمد جعفر طفل يبلغ من العمر 4 سنوات و5 اشهر , له اخت واحدة هي مروة لها من العمرعام واحد وكم شهر , يتيم الاب ,كان يسكن في حي التحرير بمدينة بعقوبة . كان ذكيا محبوبا ,وكانت امه تشم فيه رائحة الزوج الحبيب الذي خطفه مرض السرطان الخبيث وحول ربيع ايامها الى خريف تساقطت فيه احلامها الوردية التي خططا لها سوية ايام الدراسة الجامعية , كانت السيدة ام علي ترى فية قرة عين وسلوى بعد فقد الحبيب ,كانت تداعب ابنتها مروة التي لم تبلغ من العمر عام واحد " لاتهتمي يا ابنتي ان كان المرض قد خطف اباك وانت مازلت جنين في احشاءي ,فان اخاك علاوي بالتاكيد سيكون ابوك واخوك,وانه رغم عدم احساسك بما اقول فانه اخ ودود و متفاني ويؤثرك على نفسه ,وها هو اليوم قد رفض الاكل لانك مريضة ولاترضعين". كانت السيدة ام علي ورغم انطفاء النور ومغادرة الفرح من عشها الصغير بعد وفاة حبيبها وزجها ابو علي اثر مرض عضال لم يمهله طويلا , حريصة جدا على ان تخفي حزنها عن ابنها علي البالغ من العمر 4 سنوات و5 اشهر ,وتؤمن له كل وسائل اللعب التي من شانها ادخال البهجة الى نفسه, والحيلولة دون شعوره باليتم المبكر ,كانت تتحاشى الزيارات المتكررة لاقرباءها كي تمنع ابنها من سماع كلمة بابا التي ينادي بها اقرانه اباءهم .
كانت ترى المستقبل المشرق فيه , وكانت تفكر بان تدخله الى الروضة والابتدائية ثم الجامعة وان تدخله نفس الكلية التي درسا فيها , وتامل نفسها ان يحقق علاوي لها ما عجز عنها الزوج ,ولم يدر بخلدها ابدا ,بانها تحلم مرة اخرى ,وان مجرد احلامها هذه غير مسموحة عند الجانب الاخر الذي يتسيد مدينة بعقوبة ولاسيما حي التحرير الذي تسكنه . كانت السيدة ام علي حريصة على اقامة الشعائر الدينية شانها شان الاسر الشيعية ,وخاصة في شهر محرم الحرام ,واعتادت ومنذ زواجها ان تقيم ( الهريسة ) وتوزعها على الجيران في اليوم العاشر من محرم ,وكان الجيران يعاونونها حتى في ايام المقبور,والكل يهرول الى بيتها حيث نكهتها الخاصة في اعداد الهريسة ,لم تبالي السيدة ام علي بالظروف والاجواء الجديدة التي طرأت على مدينة بعقوبة منذ العام الماضي ,وما ان جاء شهر محرم لهذا العام حتى اعدت العدة لعمل الهريسة وكان لها ذلك ,لكن الاوباش واولاد الزنا الذين يزعمون بانهم جنود دولة اسلامية في بعقوبة كان لهم رائ اخر ,فقد اجتموا في احدى اوكارهم النتنة وبعد مزاولة الرذيلة قرروا تلقين درس قاس لهذه السيدة الارملة( تصور شجاعتهم وبسالتهم التي وثوها عن الصنم المتهاوي ). واخيرا جاء العاشر من محرم وانهت السيدة عمل وتوزيع هريستها ,و رغم خشيتها الا ان الامر مر بسلام , وانشغلت السيدة بتنظيف الاواني والقدور الكبيرة ,وومن شدة التعب والارهاق ذهبت مبكرة على غير عادتها للنوم, ولم تدر هذه السيدة بالقرار والحكم الجائر الذي اتخذه ابناء البعثووهابية بحقها .
جاء مساء ذلك اليوم ,ويا ليته لم يأت , انها نسخة مكررة من ذات الليلة في كربلاء 61 للهجرة بل كانت اكثر قساوة ومأساوية ,اقتحم الباب 4 مسلحون ملثمون ,كسروا الابواب ,لم يكن هناك رجل او شاب في البيت,فعن ماذا يبحث هولاء الافاقين ؟ بعثروا الاثاث وكسروا البعض الاخر وسط سيل من الشتائم والكلام البذئ ,كان علاوي هو الاخر نائما فاستيقظ مذعورا ,فاشار احدهم اليه وتحرك اثنان تجاه وبحركة سريعة تم لفلفته مع بطانيته والخروج به الى خارج المنزل,لم تجدي توسلاتها ودموعها نفعا مع هولاء غلاظ القلوب ,خذو كل شيئ واتركوا علاوي ,ماعندي غيره ,قالتها السيدة للمجرمين , ( غدا سنعيده لك) كان جوابهم.
كانت تتصور السيدة ان المجرمين يساومونها بالاموال ,فراحت تجمع ما تبقى من مخشلاتها الذهبية والاموال التي صرفت الجزء الاكبر منها على مرض زوجها ,وتوجهت الى كتاب الله والادعية المتوفرة في مكتبتها وسهرت حتى الصباح على امل ان يعودوا بعلاوي , ولكن متى ينبلج الصباح من هذه الليلة الكانونية .
كانت مستغرقة في صلاة الفجر عندما سمعت السيدة ام علي طرقا خفيفا على الباب ,اكملت صلاتها وذهبت الى الباب ,ويا هول ما شاهدت عند الباب ... الله اكبر الله اكبر .... ابنها علاوي مشويا مع الطماطة والبصل والبهارات في احدى صينياتها التي فقدت يوم امس.... الله اكبر الله اكبر صاحت باعلى صوتها,,, على الدنيا بعدك العفا يا علاوي .... الحمد لله ...,,,,,.انا لله وانا اليه راجعون ,وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون , ان كان هذا يرضيك فلا اعتراض ...... يا ربي تقبل هذا القربان بقبول حسن ,قالتها السيدة المنكوبة المفجوعة بابنها الوحيد.
هذه الفاجعة هل سمع بها المشهداني والعطية عندما كانا يتبادلان الضحك بينما كانت بشرى الكناني تسردها ,وهل يدرك السيد هادي العامري حجم ماساة هذه السيدة عندما يحاول هو الاخر تهميش قضية ديالى من خلال تعميم الطرح وتسويفه ؟ ترى لمن تشكي هذه السيدة اذا كان اولي الامر من امثال المشهداني والعطية !!. انا لا اعاتب المشهداني ,لكني عتبي على العطية الذي يعتمر العمامة ويرتدي زي رجال الدين ويقال بانه بروفيسور ,الم يقرأ في دراسته الاولى فاجعة عبد الله الرضيع .بربكم ايهما اكثر جريمة وايلاما ,توجيه سهم الى نحر الرضيع ام شوي وسكف علي احمد , كما كان الشواءون في شارع ابي نؤاس يفعلون ؟ وهل يقل صبر هذه السيدة عن صبر زينب؟ ادركوا ايها السادة انكم راع وكل مسؤول عن رعيته,ولسوف تسئلون ان اجلا ام عاجلا ,وما صدام عنكم ببعيد .
اللهم رغم اداركي ان الشكوى لغيرك مذلة ,الا اني اشهدك باني بلغت,وتواصل بلاغي منذ اكثر من 3 سنوات و كلما كنت ادعوهم كانوا يضعون اصابعهم في اذانهم !!!!!.
https://telegram.me/buratha