ديالى تدخل مجلس النواب وتنتظر الحكومة
يعاود مجلس النواب اليوم مناقشة الوضع المأساوي لمحافظة ديالى التي ألهبت مشاعر الأعضاء في جلسته الخميس دون الاتفاق على حل. وفيما تزداد اعداد الضحايا والنازحين الى كربلاء والهاربين من الخوف فان عيون اهالي هذه المدينة المنكوبة تنتظر من الحكومة اجراء سريعا يوقف زحف الموت المشاع على ايدي ارهابيين لا يملكون الا لغة الدم. وتختفي في ديالى ملامح الحياة الطبيعية تحت سطوة عناصر ما يسمى بدولة العراق الاسلامية التي تفرض هيمنة واضحة بحسب التقارير وشهود العيان، ويقول مسؤولون محليون: ان”القاعدة “ استطاعت ان تشعل عنفا طائفيا حجب على قادة المجتمع المدني وزعماء العشائر ان يندمجوا على غرار انقاذ الانبار لحماية محافظتهم. وتشير المعلومات بحسب النائب عن ديالى طه درع الى ارقام مخيفة، فالشهداء احد عشر الفا ومائتان وتسعة الاف وخمسمائة عائلة مهجرة وثمانية الاف ومئتان وخمسون ارملة وستة عشر الفا وخمسمائة يتيم، وستة وستون مسجدا مهدما وثلاثمائة وخمسون بستانا مغتصبا وحرق اربعمائة وخمسين بستانا اخر. وكانت هذه الارقام قد اثارت الفزع حين تلتها النائبة بشرى الكناني في جلسة البرلمان المفتوحة على الشعب عبر قناة العراقية، وتوقع مواطنون ان يتخذ مجلس النواب موقفا حازما الا ان سجالات بين عدد من الاعضاء ادت الى تأجيل”الموقف“ الى هذا اليوم السبت. وقد انتقدت النائبة شذى الموسوي في حديث هاتفي مع”الصباح“ ما اسمته بتهميش الموضوع، ووصفت تقرير الكناني بانه مأساوي. وادت الاوضاع الصعبة الى نزوح اعداد كبيرة من المواطنين الى محافظة كربلاء وبدأوا اعتصاما مفتوحا منذ الثاني والعشرين من نيسان في محاولة للفت الانتباه، ويقول النائب طه درع: ان وفدا من مجلس النواب استقصى احوال هؤلاء النازحين وخرج بالمعلومات المار ذكرها. ويبدو من حديث درع لـ”الصباح“ ان صورة الهاربين الى كربلاء ليست الا جزءا من الوان قاتمة يتضمنها مشهد المحافظة الذي يتألف من القتل والسلب والترويع واغتصاب الممتلكات والتهجير واكراه الناس على فتاوى غريبة. ونبه النائب طه درع وهو من اكثر المتحمسين لهذه القضية على ان القاعدة تمتد في مناطق بعقوبة وبلدروز والمقدادية وبعض قرى الخالص وخانقين، ويذكر أن الذين آثروا البقاء دفعوا ثمنا باهظا فإما ان تهب العائلة احدى بناتها للزواج من ارهابي، او يتطوع ابناؤها في صفوف القاعدة او ان تدفع جزية شهرية. وقبل ذلك كانت الانباء تشير الى استحضارات عسكرية لشن هجوم واسع النطاق على مظاهر الارهاب في ديالى، وتم تشكيل مكتب يضم عددا من النواب ورؤساء العشائر وقادة عسكريين لترتيب مقتضيات الهجوم ومده بالمستلزمات الضرورية. وظهر ان الارهابيين الذين فروا من بغداد بسبب فرض القانون ومن الانبار بسبب صحوة العشائر صاروا ينظمون صفوفهم في ديالى، وقامت القوات الاميركية بتدمير ما سمي بعاصمة دولتهم الاسلامية في قرية”التركي “ الواقعة على بعد 25 كيلو مترا جنوب ناحية بلدروز، الا ان ذلك لم يمنع هؤلاء الارهابيين من اعادة الانتشار وتنظيم الصفوف بين وهلة واخرى. وقال مواطنون برسالة الكترونية تلقتها”الصباح“: ان اهالي منطقة الكاطون والمجمع الصناعي وغيرهما من الاحياء اصبحت بؤرا للارهاب، وتقول الرسالة التي وجهت صرخة الى الحكومة لانقاذ المواطنين: ان الارهابيين يصولون ويجولون حسب وصفها، وذكرت اسماء عدد ممن قالت انهم يقودون”الدولة الاسلامية“ في المنطقة والذين يدفعون الناس الى محاربة الاجهزة الرسمية وقتل كل من لا يأتمر بأوامرهم. ويلتمس مواطنون في انحاء مختلفة من المحافظة التقاهم مراسل”الصباح“ من الحكومة الاسراع الى ايجاد الحل، واقترحوا اعداد معركة شاملة لاسقاط رهان القاعدة محذرين من مغبة التأخر لانه كما قالوا سيزيد من قوة القاعدة ويزيد من ضعف الرد الحكومي. وينتظر مراقبون ان تتجه القضية من قبة البرلمان اليوم الى اجراء من شأنه انقاذ الاوضاع في المحافظة ومنع اشعال الفتنة التي أدت وتؤدي الى سيل عارم ومستمر من الضحايا والايتام والمهجرين.
https://telegram.me/buratha