تطرق سماحة السيد أحمد الصافي ممثل المرجعية الدينية العليا في خطبة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 23 ربيع الثاني 1428هـ الموافق 11//5/2007م عن الأحداث الإرهابية التي شهدتها مدينة كربلاء في الآونة الأخيرة قائلا: إن مجموعة من المقدسات مع اعتزازنا لجميع المحافظات، أمام استحقاقات وينبغي أن تصان وتتوفر لها كل الإمكانات، لاسيما أن كربلاء تمثل لنا كمسلمين وأتباع لأهل البيت عليهم السلام، منطقة مقدسة وهي محطة انطلاق حضاري للعراق بل للعالم برمته. والذي حدث في هذه المدينة المقدسة من انتهاكات هو ناشئ من تقصير سواء من الحكومة المركزية أم المحلية، المهم أن ثمة تقصير في البين يجب أن يكافح بشتى الطرق. وناشد سماحته الأخوة في مجلس محافظة كربلاء بقوله: لابد أن تأخذوا مساحة محددة في مواقعكم وإشغالها بما ينفع المدينة، والتشخيص في بعض الأحيان قاس، بالرغم من ذلك فأنه ينبغي التصدي لقوى الإرهاب بكل صرامة، إذ لا يمكن تكميم أفواه الجماهير التي سأمت من الحالة الأمنية والخدمية المتردية، وإذا تقاعستم في ذلك فأن تأريخ هذه المدينة لا يمكن أن يرحم أحدا منكم. هناك معلومات استخباراتية خطيرة جدا تؤكد على أن الأعداء يخططون للمدينة سوءا، لابد أن تشخصوا الأخطاء لتفاديها، الأخوة إما أن يتحملوا المسؤولية كاملة بلا مؤاربة أو أن يتركوا مواقعهم لغيرهم من الأكفاء، فالمدينة بحاجة إلى وقفة شجاعة على جميع الأصعدة. وفي هذا الصدد أوعز سماحته تردي الوضع الأمني بشكل عام إلى ضعف الدولة العراقية وقال متسائلا: نحن في أحلك الظروف سمحنا بدخول المفخخات والتكفيريين، ولا زلنا نجامل الدول التي تدعم الإرهاب، بل وما زلنا نقدم لهم التسهيلات ونعطيهم النفط والأموال!! وذكر بأن الدولة يجب أن تكون حازمة حاسمة، وأن تضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن المواطن وكرامته، وطالبها أن تكون المبادرة بيدها وهي التي ينبغي أن تهاجم أوكار الإرهاب لا أن تبقى في حالة الدفاع التي طالما يلجأ إليها الضعفاء وليست الدول. وتابع حديثه قائلا: إن ضعف الدولة هو الذي حدى ببعض الفضائيات من التطاول على المرجعيات الدينية والوطنية، وقال في هذا الشأن أن الدولة إذا كانت قوية لم يتجرأ أحد أن ينبس ببنت شفة ويتطاول على العراقيين ومعتقداتهم وشرفهم وكرامتهم. علاوة على ذلك أرجع سماحته سبب تردي الأوضاع الأمنية والخدمية إلى: *ضعف الخطاب الحكومي الموحد من قبل المسؤولين لاسيما أولئك الذين يسافرون خارج البلاد، فإن خطاب بعضهم يخدم كيانه السياسي وليس البلد، ومن أجل النهوض لابد من توحيد الخطاب في كافة الصعد. *واقع الخدمات المتردي ونحن أشرفنا على النصف الثاني من السنة المالية الجديدة، والمشاريع لا تتناسب مع تخصيصات هذه السنة، ينبغي العمل بكل شفافية في هذا الميدان، وأن ينأى المسؤول بنفسه عن دوامة الاتهام والمجهولية وسوء الصرف. *مشاهدات كثيرة تؤكد ثمة حمايات من قوات الاحتلال لعناصر إرهابية، أنا لا أتبنى رأيا في هذه المسألة ، فهي أسئلة بحاجة إلى أجوبة شافية، هل هي أخبار صحيحة أم دعاية؟ فليخرج أي مسؤول وليوضح للجماهير وليضع النقاط على الحروف في هذا الشأن، فالوضع الأمني يجب أن يكون فيه مصداقية، فإذا لم يستطع ذلك فليتنحى من منصبه، هذه المصارحة أفضل من أن تخرج الفضائح ولو بعد حين.