الداخلية تمهد لعفو عام بدعوة المسلحين في الأنبار لإلقاء السلاح
بدأت الاشارات التي تلت مؤتمر شرم الشيخ تقدم انطباعات عملية على النتائج الناجحة التي خرج بها. فبعد أقل من يوم واحد دعت وزارة الداخلية المسلحين في محافظة الانبار الى القاء اسلحتهم مقابل محاكمة عادلة للملطخة ايديهم وعفو عن الذين لم يتورطوا. وتأتي هذه الدعوة وسط تسريبات عن عفو عام تصدره الحكومة في وقت قريب. توفرت معلومات بان مجموعة فصائل مسلحة ايدت البيان الختامي للمؤتمر ورحبت بالدعوة الى المصالحة.وتضع هذه المعطيات نتائج شرم الشيخ في خانة المسعى الجاد الذي تبذله حكومة المالكي لايجاد حلول للازمة العراقية، وعزز ذلك ما قاله مراقبون: ان هذا النجاح يؤكد مقدرة رئيس الوزراء على احتواء المشكلة وتوفير اسباب العلاج لها.الانظار تتجه الى الحيثيات التي ستجري عليها حكومة الوحدة الوطنية لتفعيل المصالحة وتطوير آلياتها واستقطاب الفصائل التي ستدفع بها مقررات شرم الشيخ الى التفكير بواقعية والالتحاق بركب المالكي لبناء العراق.وقد حرك الاحساس بنجاح المؤتمر الى توقع ان يبادر السيد المالكي لاصدار عفو عام عن المسلحين والمطلوبين الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين، واصدار تشريعات ضرورية للتعجيل بالمصالحة.ومن المعقول ان يجد هذا التوقع مساحة من الجدية بموازاة الدعوة التي اطلقتها وزارة الداخلية الى المسلحين في محافظة الانبار لالقاء اسلحتهم بضمان محاكمة عادلة للمتورطين بالدم والعفو عن غير المتورطين.وقال العميد عبد الكريم خلف مدير مركز القيادة الوطنية في الداخلية ان الارهاب في الانبار قد تهاوى، وان المحافظة تحقق تطورا امنيا كبيرا تمثل في دحر رؤوس القاعدة، لافتا في مؤتمر صحفي مع فرقة الخليج الاميركية لاعادة اعمار الانبارالى ان هذا القرار يصدر لأول مرة منذ اربع سنوات. وتبدو اشارات العميد خلف قد استندت الى تاسيسات ربما تبرز فيها قرارات جديدة تتماشى مع التطورات الايجابية التي تحققها الحكومة على ارض الواقع. وبرغم ان الفترة التي تفصل نهاية المؤتمر عن العفو لا تعدو ان تكون اربعا وعشرين ساعة الا ان في افق شرم الشيخ الكثير من المنافذ التي تعبر عن نتائجه. وكان موضوع المصالحة قد استأثر كثيرا بمباحثات الوفود وتصدر توصيات البيان الختامي ووصفها رئيس الوزراء نوري المالكي بانها قارب النجاة للعراقيين كافة، لكن المراقبين يختلفون في تصويب معنى المصالحة وتقدير ابعادها كاملة، ويقولون: انها تعني في النهاية توسيع اطار المشاركة السياسية وردم الفجوات الطائفية والالتقاء على مشروع الوطن مؤكدين ان هذه النتائج تحتاج الى مجهودات واسعة اوجزتها الالتزامات المتبادلة بين العراق والمجتمع الدولي في شرم الشيخ. وقد صدرت اشارات تقول: ان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اقترح تبني اعلان هدنة بين الاطراف المتقاتلة في العراق لفسح المجال امام رعاة المصالحة للتحرك وكسب مزيد من النتائج التي اوصى بها المؤتمر، وتقول مصادر: ان اطرافا عديدة رفضت هذا خشية ان تستفيد منه القاعدة غير المشمولة بكل اجراءات العفو والمصالحة. وبرغم ذلك افادت مصادر من مناطق غرب العراق ان مجموعة فصائل مسلحة رحبت بنتائج المؤتمر واعلنت انها تبارك البيان الختامي ما يعني استعدادها للمصالحة وربما الافادة من العفو الذي اطلقته الداخلية ولم تتيسر معلومات اضافية عن هذه الفصائل ولكن قيل ان عددها ثمانية. وفور اذاعة البيان الختامي لمؤتمر جوار العراق اعرب المواطنون عن ثقتهم بان النتائج ستكون كبيرة لصالح العراق وقال سياسيون ومواطنون انهم ينتظرون خطوات جادة على طريق رؤية النتائج على الارض. ويتسنى للمتابع وفق هذه المعطيات ان يتوقع مزيدا من التطور في الايام المقبلة خاصة فيما يتعلق باجراءات المصالحة، الى ذلك بدأت وسائل الاعلام الغربية لاسيما الاميركية تتحدث عن الطريقة التي سيتحقق فيها الانتصار وهي دعم القوات العراقية وتأهيلها وصد تدفق عناصر القاعدة الى العراق، ومعروف ان جدولة انسحاب القوات الاجنبية ترك لتقديرات العراقيين انفسهم ولمدى اهلية قواتهم في تسلم المسؤولية. وقال سياسيون: ان الجدولة الزمنية هي لتأهيل الجيش العراقي اذ حين يكون مؤهلا سيصبح بوسع الحكومة العراقية عدم تجديد البقاء للقوات الاجنبية. ويتطلع الشارع الى ضرورة ان يتقيد الجميع مواطنين ومسؤولين بوحدة الدم والخطاب الاعلامي، وان يكف السياسيون عن التصريحات المحرقة كما يتعين على الحكومة ان تفرض القانون بحزم اقوى وتسارع باقصى ما تستطيع الى معالجة مشكلة الميليشيات والمجموعات المسلحة التي قالوا انها: اذا ظلت ستبقى هي الزيت الذي يزيد من وهج النار.الصباحاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha