السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في اليوم العالمي لحرية الصحافة أي في الثالت من شهر آيار الجاري و تحديدا قرابة الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر، شنت مجموعة مؤلفة من نحو ثمانين عنصرا من تنظيم القاعدة الارهابي هجوما على مقر راديو دجلة في منطقة حي الجامعة ما أسفر عن استشهاد آمر الحرس وجرح اثنين اضافة الى دمار شبه كامل في الطابق الأرضي. وقد سبق ذلك محاولة فاشلة لخطف اربعة من الموظفين في الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم نفسه.
ويقول شهود عيان ان مجموعة من المسلحين أغلقت الطرق المؤدية الى مبنى الاذاعة قبل بدء الهجوم الفعلي الذي استخدمت فيه اسلحة رشاشة عيار 500 ملم اضافة الى قذائف الار بي جي والعبوات الناسفة. وقد نجح المسلحون في اقتحام مبنى الاذاعة المؤلف من طابقين بعد قتلهم آمر الحرس الشهيد عادل البدري، الا انهم جوبهوا بمقاومة باسلة دامت نحو 45 دقيقة هي مدة الاشتباكات التي كانت تجري داخل أروقة الاذاعة. وفي الاثناء كان مدير عام راديو دجلة وكالة الزميل كريم اليوسف يجري اتصالات استغاثة بالسلطات الأمنية لانقاذ الموظفين الذين حوصروا في الطابق الأول وكان عددهم 25 شخصا بينهم نساء وطفلان كانا بصحبة ذويهم. الا انه وعلى الرغم من تكرار اتصالات الاستغاثة لم تصل قوات الحرس الوطني الى مقر الاذاعة الا بعد مرور ساعة تقريبا على بدء الهجوم الجبان، علما أن أقرب نقطة سيطرة للحرس الوطني تقع على مسافة قريبة نسبيا تقدر بنحو 500 متر.
وكانت قوة الجيش التي وصلت للمحطة بعد فرار المسلحين تتألف من أربع مركبات من نوع همر اضافة الى عربتي نقل للأفراد. وابلغ الجنود موظفينا أن أمامهم 15 دقيقة فقط لركوب العربات ومغادرة المكان لأنهم لا يتوقعون وصول أي اسناد أو مساعدة في حال اضطروا الى الاشتباك مع المسلحين. وأكد الجنود أنه في حال لم تتم عملية الاخلاء خلال الدقائق المذكورة فإنهم سوف يقومون بالانسحاب وترك الموظفين خلفهم. وبالفعل غادر الزملاء المكان على وجه السرعة وتم نقلهم الى مكان آمن في إحدى ساحات العاصمة بغداد.
بيد أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد حيث عاد الارهابيون بعد وقت قصير الى مقر الاذاعة وقاموا باحتلاله لمدة ثلاثين ساعة قبل قيامهم بإضرام النار في المبنى وتفجيره بالكامل. وقد تم ابلاغ السلطات المعنية بتواجد المسلحين في المبنى الا اننا لم نشهد اي تحرك لطردهم او القضاء عليهم بالرغم من طول المدة وتوفر معلومات كافية عن مكان تواجدهم، الأمر الذي يعد فضيحة وتقصيرا من الجهات المعنية يترتب عليه مزيدا من التراجع في ثقة المواطن على قدرة الاجهزة الأمنية في حمايته وتوفير الأمن والاستقرار المرجو.
فخامة الرئيس،
ان راديو دجلة وهو اول اذاعة عراقية مستقلة تميز بتقدير السنة والشيعة على حد سواء. وكان منذ انطلاقه صوتا للعراقيين جميعا. ورأت فيه وسائل اعلام اعلامية رمزا لحرية التعبير في العراق الجديد. وتضم قائمة شهداء دجلة شهيدا سنيا وآخر كردي واثنين من الشيعة. ولعل في هذا دليل على ان من استهدف راديو دجلة اراد استهداف وحدة العراقيين وأي مسعى لتعزيز الروح الوطنية والأخوة بين ابناء شعبنا. كما ان التقصير الذي ظهر من قبل الاجهزة الأمنية في التعاطي مع الارهابيين كان تقصيرا بحق كل مواطن عراقي سني وشيعي ومسيحي وعربي وكردي اتخذ من راديو دجلة منبرا له للتعبير عن رأيه بحرية وصراحة.
وانطلاقا من ثقتنا العالية في حرصكم على ان تقوم أجهزة الأمن بدورها على أتم وجه نتوجه الى فخامتكم بطلب للتحقيق في تهاون الأجهزة الأمنية في التعاطي مع الارهابيين الذين احتلوا مبنى اذاعتنا وعاثوا فيه فسادا رغم انهم كانوا هدفا سهلا على مدى ثلاثين ساعة. ان مثل هذا الأمر يثير استغرابنا الشديد لا سيما انه يتم في ظل خطة فرض القانون. ونحن نعتقد جازمين ان عدم التعاطي مع هذا الأمر بجدية وعدم محاسبة المقصرين سيكون تشجيعا للارهابيين على ارتكاب المزيد من الجرائم من دون رادع.
وفي الختام نتمنى لفخامتكم الصحة والتوفيق في مهمتكم الصعبة وان يكون النجاح حليف جهودكم في خدمة الشعب العراقي. وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام.
احمد الركابي
مؤسس ومدير عام راديو دجلة
https://telegram.me/buratha