لقد عودتنا قناة الجزيرة القطرية على براماجها المعادية لحركة الشارع العراقي منذ أن خرجت الى الوجود ، فمنذ زمن النظام البائد كانت برامجها داعمة للنظام الدكتاتوري المقبور ورموزه القتلة، وأجهزته القمعية ، وكانت تنصب العداء السافر لتوجهات الجمهور العراقي الرافض لذلك النظام البوليسي وحزب البعث المنحل ، وتبذل كل ما في وسعها من أجل تلميع صورته البشعة ، والنيل من سمعة المعارضة ورموزها ، فتحت اكذوبة " الرأي والرأي الآخر" ، كانت تقتل الرأي الحر ، وتشوه الحقيقة الناصعة ، أملا في إطالة عمر النظام المتهرئ ، ولكن الله شاء أن يسقط النظام شر سقوط ، فتهالكت القناة للحفاظ على حياة رموزه ، ولكن ارادة الشعب العراقي كانت اقوى من كل المؤامرات ، فأمضى ارادته في بعضهم ، وسيمضي إرادته في الباقين منهم إن شاء الله تعالى . وتحت ذريعة المنبر الحر استمرت هذه القناة في نهج معاداتها للشعب العراقي الأبي ، فاستمرت في بث سموم الكراهية بين ابناء الوطن الواحد ، ودق أسافين الفرقة بين مكوناته ، وتغذية مسالك الإرهاب الأعمى فيه ، وانتهاج سياسة الشحن الطائفي والتحريض على العنف . وفي برنامجها الاسبوعي "بلا حدود" ، أطلت علينا هذه القناة المأجورة أخيرا لتثبت ـ مرة اخرى ـ بان برنامجها هذا ـ وككل برامجها التي تتناول الشأن العراقي ـ بلا حدود أخلاقية وبلا ضوابط مهنية ، فقد أساءت فيه الى مقام المرجعية العليا للطائفة الشيعية ، المتمثلة بسماحة الإمام المفدى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) ، الذي يعترف العدو قبل الصديق بانه صمام أمان العراق . فلولا سماحته لما تحقق القليل من الإنجازات الكبرى التي تحققت في عراق اليوم ، ولولاه ( دام ظله ) لتمزق العراق واحترق في اتون حرب شاملة ، وغرق في بحور من الدماء البريئة، وبذلك أفصحت القناة عن نهجها القائم على معاداة العراق بإثارة الفتن وإذكائها ، متحدية بذلك مشاعر كل الخيرين ومحبي السلام في العالم ، فضلا عن شرفاء العراق والامة ، وكل أتباع أهل البيت (ع) في كل مكان.ومن حقنا أن نتساءل هنا : أين المهنية التي تدعيها القناة ؟ وأين الحيادية التي تتشدق بها ؟ وأين مصلحة الامة التي تلهج بذكرها ؟ وأين أدب الحوار الذي توحي بالتمسك به ؟ وأين الحقيقة التي تدعي السعي لكشفها ؟ وأين حرمة الانسان التي تزعم حفظها ؟ وأين الكلمة الصادقة التي تلاحقها ؟ وأين ... ؟ وأين .... ؟ وأين ....؟ونحن إذ نستنكر بقوة ما صدر عن هذه القناة ، بحق مرجعيتنا الرشيدة ، وندينه أشد إدانة ، نطالب كل الشرفاء مقاطعة هذه القناة مقاطعة جادة ، وعدم الإشتراك في برامجها المختلفة ، ونطالب حكومتنا الوطنية باتخاذ كل ما يلزم بِشأن هذه القناة ومكاتبها ومراسليها والمتعاونين معها ، ونحمل حكومة قطر المسؤولية الكاملة أمام الامة عن إساءات هذه القناة المتكررة للشعب العراقي كله والطائفة الشيعية جمعاء، ونحذرها من مغبة الإستمرار على سياسة غض الطرف في التعاطي مع هذا الأمر الخطير .مؤسسة الكوثر الثقافية / الهيئة الاداريةهولندا ــ لاهاي