انطلق صباح الجمعة، الاجتماع الوزاري الموسع بين دول جوار العراق، والدول الثماني الكبرى إضافة للدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، إلى جانب مصر والبحرين، الذي يأتي ضمن مؤتمر شرم الشيخ الذي انطلق الخميس، حول العراق.ويتوقع أن ينهي الاجتماع أعماله اليوم (الجمعة) ببيان ختامي يؤكد من بين أمور أخرى، احترام دولة العراق المستقلة الديمقراطية الفيدرالية الموحدة، واحترام مبادئ حقوق المواطنة المتساوية وإدانة الإرهاب.وكان رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، قد دعا الخميس إلى شطب ديون العراق الخارجية، مشيراً إلى أن ذلك سيسهم في وقوفه على قدميه، فيما تم الإعلان عن تبني "وثيقة العهد الدولي" بهدف مساندة العراق، مع التأكيد على أهمية المصالحة الوطنية والمشاركة السياسية باعتبارها الأساس في عملية البناء الجارية هناك.وقال المالكي الذي كان يتحدث في افتتاح المؤتمر الدولي الموسع حول العراق: "نحن ندرك أن مسألتي الأمن والنمو الاقتصادي متشابكتان، ولذلك لا يمكننا الحديث عن الاستقرار الأمني دون تحقيق تقدم يمكن لكل الطبقات الاجتماعية الاستفادة منه، والذي يمكن أن يضمن التوزيع العادل للثروات بين الناس."وأضاف المالكي أن هذا الأمر سيساعد أيضاً في توفير فرص وظيفية بين العاطلين عن العمل.وفي مؤتمر صحفي ضم المالكي ووزير خارجية مصر والأمين العام للأمم المتحدة، قال المالكي إن الأمم المتحدة لعبت دوراً رئيسيا في العمل على تبني وثيقة العهد لمساعدة العراق.وأوضح وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط أن المجتمعين في شرم الشيخ تبنوا "وثيقة العهد الدولي،" وُربط تنفيذها بضرورة التزام حكومة بغداد بالبدء بالمصالحة الوطنية والمشاركة السياسية.من جانبه، أكد المالكي على أن المصالحة الوطنية هي الأساس في عملية البناء الجارية حالياً في العراق وأن استمرار عملية بناء القوات العراقية للاستغناء عن القوات الأجنبية في العراق، فيما تعهد بنزع سلاح المليشيات.وقال المالكي إن القدرات العراق الأمنية في مواجهة الإرهاب، الذي استفاد من الفراغ الأمني، "آخذة في التنامي يوماً بعد يوم، وسنكون قادرين على السيطرة على الوضع الأمني."من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي-مون أن عقد المؤتمر يأتي نتيجة جهد مستمر منذ نحو عام.وقال بان إن المجتمع الدولي وافق على تحقيق الأهداف التي أقرها العراقيون وأن وثيقة العهد الدولي تلزم الحكومة العراقية على تحقيق المصالحة الوطنية.وأوضحت الأمم المتحدة، التي تشارك في المؤتمر فكرة مؤتمر العهد الدولي بالتالي: "ستعمل الحكومة على تلبية الاحتياجات الأساسية، وتحمي حقوق كافة المواطنين وضمان الاستخدام الأفضل لموارد الدولة للصالح العام."أما وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايسن فقالت في وقت سابق الخميس إن "تنفيذ وثيقة العهد سيتضمن استشارات دورية لمراقبة التقدم الذي يحرزه العراق في تحقيق التزاماتها وأهدافها المعلنة وضمان تنفيذ المانحين لالتزاماتهم."يذكر أن أكثر من 47 دولة و30 وزيراً إضافة إلى عدد كبير من المنظمات الدولية تحضر مؤتمر شرم الشيخ حول أمن العراق، وشاركت في مؤتمر العهد الدولي لدعم العراق، والذي وصفته الأمم المتحدة بأنه "خطة تنمية وسلام خمسية."خلافات في المؤتمرتزايدت حدة الخلافات بين عدد من الأطراف المشاركة في المؤتمر الدولي حول العراق، تركزت في غالبيتها حول القضايا المطروحة على جدول الأعمال، وحول الصيغة النهائية لمشروع البيان الختامي، الذي من المزمع إصداره بنهاية أعمال المؤتمر.زاد من حدة هذه الخلافات، الانتقادات التي وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، إلى المملكة العربية السعودية، بعدما أعلنت الرياض رفضها استقبال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، خلال جولته الأخيرة بعدد من الدول العربية، قائلة إن السعودية "عليها إظهار الدعم اللازم لحكومة بغداد، واستخدام نفوذها لإشراك كافة الفصائل في العملية السياسية."البيان الختامي لمؤتمر شرم الشيخأكد مشروع البيان الختامي لمؤتمر دول الجوار العراقي الموسع الذي يعقد في شرم الشيخ أن هدف المؤتمر هو مساعدة الشعب العراقي وحكومته وبرلمانه على تعزيز العملية السياسية الحالية.ويؤكد المشاركون بشكل خاص دعوتهم لمنع انتقال الإرهابيين والأسلحة من العراق وإليه مؤكدين على أهمية تقوية التعاون بين العراق والدول المجاورة للسيطرة على حدودهم المشتركة..ويبدي المشاركون في المؤتمر تأييدهم لجهود حكومة العراق الرامية لتعزيز الوحدة الوطنية وضمان أمن وسلامة الشعب العراقي وإنهاء العنف وتوسيع نطاق مشاركة العملية السياسية بشكل إضافي من خلال الاشتراك النشط لكل مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية الحالية والعمل بطريقة تضمن شمولية العملية وعلى نحو يمهد الطريق لنجاح المصالحة الوطنية.ويؤكد البيان الختامي في هذا الخصوص على أهمية معالجة مسألة الطائفية ونزع السلاح وحل الميليشيات والمجموعة المسلحة غير القانونية بدون استثناء.ويجدد البيان الدعم لجهود حكومة العراق في الإسراع بتحقيق كفاءة وجاهزية قواتها المسلحة لتتمكن من الاضطلاع بمسؤوليات الأمن والدفاع بشكل كامل في العراق وهو الأمر الذي من شأنه أن يمهد الطريق لانتهاء التفويض الممنوح للقوة متعددة الجنسيات والتي لن يكون وجودها بلا نهاية بل سوف ينتهي هذا الوجود بناء على طلب من الحكومة العراقية وفى التوقيت الذي توافق عليه الحكومة تمشيا مع قراري مجلس الأمن رقمي 1546 و1723.ويرحب المشاركون بإطلاق ميثاق العهد الدولي للعراق في الثالث من مايو الجاري بشرم الشيخ داعين كل الدول للوفاء بالتزاماتها الواردة في هذا الميثاق.ويحيي البيان الجهود المتواصلة للدول المجاورة للعراق واجتماعاتهم لمناقشة التطورات في العملية السياسية وسبل مساعدة العراق على تحقيق الاستقرار والأمن والوحدة الإقليمية وسلامة أراضى العراق ويتطلعون قدما للاجتماعات المستقبلية لهذه الدول.وأكد المشاركون من جديد أهمية أن يمثل أعضاء النظام العراقي السابق الذين ارتكبوا جرائم ضد الكويت وإيران وضد الإنسانية وضد الشعب العراقي أمام العدالة.(CNN)