ستطالب الحكومة العراقية الدول المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ الدولي حول العراق، الذي افتتح اليوم، بالغاء الديون المستحقة على بغداد والمساعدة على تحقيق الأمن، حسبما صرح به الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أمس. وتأهيل بنيته التحتية وقواه البشرية حتى يستطيع ان ينهض ويستعيد عافيته»،. واعلن ديفيد ساترفيلد، مستشار وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لشؤون العراق، يوم الاثنين الماضي، ان السعودية ستعلن خلال مؤتمر شرم الشيخ في مصر الغاء 80% من الدين العراقي. وتقدر الرياض دين العراق المستحق لها بما بين 15 و18 مليار دولار. كما ان نادي باريس سبق ان الغى قرابة 80% من الديون العراقية. وفي ما يتعلق بالوضع الامني في العراق، قال الدباغ: «إننا نعتقد أن الملف الامني ليس من مسؤولية العراق فقط». مشددا على ان «دول الجوار لها مصلحة، وعلى عاتقها واجب مساعدة العراقيين على تجاوز هذه الازمة الامنية». وحذر من ان «الوضع الامني في العراق لا يهدد العراق فقط ولكنه يهدد كافة دول الجوار». واكد الدباغ ان وثيقة العهد الدولي للعراق، التي سيتم التوقيع عليها في ختام اجتماعات الخميس، «تتضمن التزامات متبادلة للمجتمع الدولي والعراق، الذي سيتعهد بالتزام اسس الحكم الرشيد واحترام حقوق الانسان واشراك كل الاطراف العراقية في العملية السياسية واجراء مصالحة بين جميع مكونات الشعب العراقي». ويفتتح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون صباح اليوم اجتماع مبادرة العهد الدولي حول العراق، الذي ستشارك فيه قرابة خمسين دولة، من بينها مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، كندا، المانيا، ايطاليا، اليابان). ويعقد صباح الغد اجتماع موسع لدول جوار العراق، تشارك فيه مجموعة الثماني والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن. وينظر الى المؤتمر كفرصة لكسر الجليد بين طهران وواشنطن، لتخفيف الاحتقان في المنطقة. ووصلت وزيرة الخارجية الاميركية، بعد ظهر أمس الى شرم الشيخ، وكان مقررا ان تلتقي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونظيرها المصري احمد ابو الغيط. ولكن الوزيرة الاميركية بدت وكأنها تخفض سقف التوقعات قبل وصولها الى شرم الشيخ، إذ اعترفت بأن الدول العربية المجاورة للعراق ما زالت «متشككة» حيال رئيس الحكومة العراقية، واقرت رايس بأن «الامر سيستغرق وقتا. سنحتاج الى الوقت لتجاوز الشكوك في المنطقة وسنحتاج الى الوقت لتجاوز الشكوك في العراق، التي تغذي الشكوك في المنطقة». ولكنها حذرت في ذات الوقت من ان «المنطقة ستخسر الكثير وجيران العراق يجب ان يدركوا ذلك». ودعت جيران العراق «لاظهار دعمهم وتشجيع الفصائل السياسية في العراق على المشاركة في عملية المصالحة، بقدر ما لهم من تأثير على هذه الفصائل». وقالت رايس ان «أهم رسالة سأنقلها هي ان عراقا مستقرا وموحدا وديمقراطيا سيكون عماد الاستقرار في الشرق الاوسط وعراقا غير مستقر وليس للجميع سيكون مصدر عدم استقرار للمنطقة». وفي ما يتعلق بإيران اعربت رايس عن استعدادها للاجابة عن اي سؤال تطرحه ايران، في حال التقت نظيرها الايراني منوشهر متقي في شرم الشيخ بمصر. وقالت رايس «اعتقد ان بإمكاني الاجابة عن اي سؤال سيطرح علي». وفي حين كانت رايس لا تزال تؤكد، يوم الاحد الماضي، انها اذا ما تحادثت مع متقي في شرم الشيخ فسيكون ذلك بشأن العراق ليس إلا، بدت الوزيرة الاميركية أكثر ليونة عشية انعقاد المؤتمر، مشيرة في الوقت نفسه الى ان الامر لن يكون مفاوضات ثنائية، بل مجرد اعادة تأكيد السياسة الاميركية في السياق نفسه، قال الدباغ: «اننا نعول على اللقاء الاميركي ـ الايراني ونشجع عليه ونساعد الدولتين على الالتقاء، ونعتقد ان اقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة وايران ستساعد العراقيين كثيرا». ويحتمل ان تلتقي رايس كذلك بوزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي تلعب بلاده دورا مهما كذلك في العراق، اذ تستضيف، وفقا لدبلوماسيين عرب، قادة «للمقاومة العراقية»، خصوصا من البعثيين الذين غادروا العراق بعد الغزو الاميركي عام 2003. واكد المعلم قبل يومين انه اذا طلبت رايس لقاءه فانه سيجتمع بها.