ينتابك شعور بالقلق والخوف وانت تسلك طريق بغداد-بعقوبة متجها الى المحافظات الشمالية، لكثر ما يتداوله المواطنون الذين يستخدمون الطريق المذكور والمخاطر التي يتعرضون لها لاسيما بعد تطبيق الخطة الامنية في بغداد، والتي ادت الى لجوء المجاميع الارهابية الى المحافظات المجاورة في مقدمتها ديالى بحثا عن ملاذات امنة. الأيام الاخيرة شهدت تزايد حدة الهجمات الارهابية في مدن وأقضية محافظة ديالى، فيما ذكرت بعض التقارير أن عناصر تنظيم القاعدة تحاول إتخاذ جبال حمرين ومناطق أخرى من المحافظة مقرا لها، تقيم بها معسكرات لتجنيد ارهابيين عرب وأجانب من جنسيات شتى.كما تشير المعلومات الى وصول اكثر من 150 من عناصر القاعدة الى مدينة بعقوبة من اولئك الفارين من سجن بادوش في الموصل، بعد ان تمكنوا من الهرب قبل نحو شهرين، وهم من الارهابيين الخطرين كانوا يقضون في السجن المذكور مدد احكام صدرت ضدهم. وتؤكد هذه المعومات أن هؤلاء الاشخاص من الموالين لتنظيم (القاعدة) وانهم يحاولون التخندق في مناطق وعرة تكون ملاذا امنا لهم خاصة مناطق جبل حمرين والمنطقة الصحراوية والجبلية الممتدة بين قضاء المقدادية مرورا بمنطقة منصورية الجبل ودلي عباس ومناطق شبة جبلية اخرى تمر بمنطقة العظيم.
وتعد هذه المناطق وعرة وفيها الكثير من المخابئ التي تستخدمها العناصر الارهابية في شن هجمات على عناصر وقوات الامن والمدنيين. وتشير الجهات الامنية في ديالى الى ان العملية الامنية في المحافظة الى جانب صحوة شيوخ العشائر أسفرت عن مقتل اكثر من 125 من أعضاء تنظيم القاعدة في بلدروز جنوب بعقوبة وهي الان تنعم بامان نتيجة تصدي العشائر وقوات الامن الى العناصر التكفيرية في هذه المناطق. وتمكنت القوات الامنية خلال الشهر الماضي من كشف أكثر من سبعة مراكز في منطقة قزانية شمال بعقوبة لتدريب وتجنيد الشباب ومن اجل استخدامهم في هجمات ضد المدنيين وقوات الامن. وتسعى هذه المجاميع الارهابية الى فرض ما يسمونه بـ(الامارة الاسلامية) في ديالى، متخذين من الدين غطاء لتنفيذ اعمالهم الاجرامية وقتل المسلمين بغير وجه حق. وتمتد سلسلة جبال حمرين من جنوب غرب كركوك وتسير بمحاذاة الحدود بين مدينة كركوك ومحافظة صلاح الدين وصولا الى محافظة ديالى.
وتقع اغلب اجزاء سلسلة جبال حمرين ضمن حدود ديالى الادارية وتحاذي هذه السلسلة الجبلية حدود العراق مع ايران من الجهة الشرقية. وتمتاز هذه المنطقة بالوعورة وصعوبة التنقل فيها الى جانب وجود كهوف ومناطق صحراوية على طول المساحة الممتدة من منطقة كركوك وصولا الى مناطق ديالى والعظيم.
الى ذلك كشف مواطن تعرض لعملية اختطاف من قبل عناصر ماتسمى بـ(الدولة الاسلامية في محافظة ديالى) بشاعة هذه الجماعات واستهانتها بجميع القيم السماوية مع سعيها المستمر لاثارة الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي. وقال محمد عبد الله محمد لـ(الصباح): ان بعض المناطق الزراعية في المحافظة تشهد اختطاف العشرات من المواطنين الابرياء يوميا الذين يرتبط مصيرهم بالفتاوى التي يصدرها قادة هذه الجماعات وهم في الغالب يحملون جنسيات عربية منوها الى تعرضه لعملية اختطاف في منطقة الحديد التابعة لقضاء الخالص مع عشرة اشخاص اخرين كانت تقلهم سيارة نوع (كيا) اثناء توجههم من بغداد الى محافظة ديالى بعد ان استوقفتهم سيطرة وهمية مؤلفة من اكثر من عشرة اشخاص ملثمين يحملون اسلحة متوسطة وخفيفة، اذ قام هؤلاء بانزال جميع الركاب واجبروهم على الصعود في سيارة حمل وقد عصبت اعينهم وتم ربط ايديهم بشريط مطاطي ثم اقتادوهم الى منطقة زراعية وعرة. واضاف: بعد دقائق تم اقتياد المخطوفين داخل احد حقول الدواجن المهجورة الذي كان يضم المئات من المختطفين تم تقسيمهم على شكل مجموعات على اساس الدين والمذهب والقومية. واكد عبد الله قيام احد (امراء) المجموعة الارهابية بالتحقيق مع المختطفين لاكثر من ثماني ساعات استخدم فيها شتى انواع التعذيب الجسدي والمعنوي لمعرفة انتمائهم الطائفي.
واوضح انه عندما حان دوره في التحقيق لم يعط اجابات شافية او دقيقة وانكر انتماءه المذهبي وهو شيعي ساعده في ذلك عدم وجود اللقب في هوية الاحوال المدنية الا ان المجموعة الارهابية مارست معه شتى انواع التعذيب منها اطلاق نيران اسلحتهم صوب اجساد بعض المعتقلين ثم تشويه جثثهم بطرق بشعة والتمثيل بها والاساءة للرموز والمراجع الدينية، فضلا عن قطع رؤوس بعض الاشخاص بآلة حادة. وبعد اكثر من ساعة اوعز (امير) المجموعة الاهابية الى عبد الله وثلاثة اخرين بالصعود الى سيارة الحمل نفسها التي توجهت بهم الى الشارع العام وتم اطلاق سراحهم
https://telegram.me/buratha