دعا سماحة السيد الحكيم (مد ظله) إلى الاهتمام الجدي بالجانب العلمي والتأكيد على الحاجة إلى المعرفة وتنمية قابلية الطلبة في تلقي العلوم ومعالجة ظاهرة الضعف في النحو العربي والخط. وأضاف سماحته خلال استقباله لرئيس جامعة ذي قار والوفد المرافق له بمكتبه في النجف الأشرف يوم الأربعاء 29 ربيع أول 1428هـ، بأن العراق هو مصدر الخير والعطاء وبلد العلوم ومنبع العلماء والمفكرين، داعياً سماحته إلى استنفار الجهود وإحداث طفرة نوعية في استثمار خيرات البلاد وإنشاء مشاريع تنموية في المجالات الزراعية والصناعية لسد النقص الحاصل في السوق العراقية وعدم الاعتماد على الاستيراد الذي يستنزف أموال البلاد. وأكد سماحته على ضرورة التفكير الجدي والتعامل مع الواقع والابتعاد عن التصورات والخيالات، منبهاً سماحته بأن أساس مشكلة البلاد الحالية تتمثل بعدم الاستقرار وسوء الإدارة وتفضيل المصالح الضيقة على مصالح البلاد.
وبيّن سماحته بأن العمل من أجل تقديم الخدمات الضرورية ينبغي بأن يكون عن قناعة تامة، موضحاً سماحته بأن قناعة المؤمنين الراسخة بقضية أهل البيت عليهم السلام هي التي دفعت بهم للتفنن في تقديم الخدمات العالية للزائرين دون الاعتماد على جهود الحكومة، داعياً سماحته إلى الاهتمام بالجهود الفردية ذات القناعة العالية في مجال تقديم الخدمات للشعب. وفي جانب آخر، ألقى سماحته اللائمة على الإعلام في عدم نقل الحقائق، واصفاً سماحته الإعلام الحالي بإعلام التهريج والإثارة خلافاً للأصل الذي يدعو إلى الحقيقة وبيانها للجمهور.
واستطرد سماحته بأن الإعلام يتعمد نقل توجيهات المرجعية الدينية وطروحاتها وما تؤمن به وتريده، بل سوق الأمور بما تخدم توجهاته المغرضة في الشوشرة والتهريج وإثارة الأمور. وأوضح سماحته مؤكداً بان المرجعية الدينية ممثلة بالمراجع العظام على درجة عالية من التفاهم والتنسيق من أجل مصلحة البلاد والعباد.
وفي رد لسماحته حول مداخلة من أحد الحضور حول الشعائر الحسينية ودور الإعلام المغرض في عرض تلك الشعائر، أجاب سماحته: (إن فلسفة الشعائر الحسينية والمواسم الدينية تتمثل في أحد جوانبها، إننا نمرّ أحياناً بأزمة تواصل بين المؤمنين على مر القرون التي مرّ بها المؤمنون من المحاربة والحرمان والتهميش مصادرة الرأي، وفي واحدة من فوائد تلك المزارات والشعائر الحسينية أنها قد أوجدت حالة من الاجتماع بين المؤمنين والتوحد تحت لواء واحد ومن أجل هدف مشترك نبيل متمثل بإحياء مبادئ ومفاهيم أئمة الهدى عليهم السلام).واستطرد سماحته، (فشرائح المجتمع المتكونة من العلماء والمثقفين والتجار قد تعرضوا للقتل والإقامة الجبرية وتكميم أفواه المثقفين وتصفيتهم جسدياً ومصادرة أموال ذوي الأموال والتجار، لكن عوام الناس المؤمنين وهم الكثرة الكاثرة والعمد القوي، قد عجزت الأنظمة المتعاقبة على احتواء توجهاتهم رغم القمع المرير نتيجة قناعتهم بقضيتهم وإصرارهم عليها).
وتابع سماحته حديثه بالتأكيد على ضرورة إبداء قوة الشخصية للمؤمنين وعدم الاستكانة لتهريج الإعلام المغرض، موضحاً سماحته بأن الكثير من الظواهر والعادات التي تمارس في المجتمعات الأخرى لا تمت بصلة إلى الثقافة والحضارة بأي صلة ولم يتمم تناولها من قبل نفس الإعلام بالتهريج. وخلص سماحته إلى القول: (إن شعائرنا ومواسمنا مرتبطة إلى عقيدة ذات مبادئ ومفاهيم رصينة قد جرى عليها التأكيد من قبل الأئمة الطاهرين). وبيّن سماحته بأن واحدة من أسباب تهريج الإعلام المغرض هو أن المجتمعات الأخرى تفتقر إلى القوة في تجميع المسيرات المليونية الهادفة، وبالتالي فهي مفتقرة إلى العقيدة التي نملكها.
ونبه سماحته إلى أن التهريجات الإعلامية في هذا المجال ليس سببه عدم صحة هذه الشعائر وإنما خشية الأطراف الأخرى من نفوذ التشيع وانتشاره ومقبوليته لدى الشعوب. واختتم سماحته بحثّ المثقفين المؤمنين على إبراز الجانب العلمي الذي تناولته سيرة الأئمة الطاهرين عليهم السلام في شرح مكونات الكون، والأمور المتعلقة بحياة الإنسان ودواخله الفسيولوجية فضلاً عن حقوقه وواجباته، والتي أكدت العلوم الحديثة علوّ درجتها وحقيقتها وواقعيتها، منبهاً سماحته بان جهود المثقفين والعلماء وعوام المؤمنين مجتمعة تعمل على خلق حالة من وضوح للحقيقة التي هي من صلب اهتمامنا في خدمة الإنسانية، مؤكداً سماحته بأن ثقافتنا موضع فخر واعتزاز وأن الشعائر الحسينية تحتل نفس الموقع عندما لا تنطوي على ضرر، داعياً سماحته الجميع إلى عدم التفكير بما يتناقله المهرجون والإبقاء على التفكير بما هو واقع.
https://telegram.me/buratha