التقى سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد صباح الاثنين 23/4/2007 بمكتبه الخاص ببغداد جمعاً من وجهاء وشيوخ العشائر في قضاء المحمودية واللطيفية .
وبعد ان قدم الوفد التعازي الى سماحته بمناسبة ذكرى وفاة السيد محسن الحكيم (رض) تحدث رئيس وفد مشايخ ووجهاء عشائر المحمودية والتي تمثل نسيج للمجتمع العراقي المتعدد الطوائف مشيرا الى ان منطقة المحمودية تتعرض لاعمال أرهابية قد تعود بالضرر على بغداد ايضاً مؤكدا على ان الذين يقومون بهذا العمل هم من ازلام النظام السابق الذين احتضنوا الوجود الارهابي ، آملا باشراك ابناء المنطقة في التصدي لهؤلاء باعتبار أن قضاء المحمودية نقطة مهمة وترتبط فيها عدة محافظات . كما نقل تمنيات ابناء القضاء بمد يد العون والمساعدة من قبل الحكومة العراقية لان الكثير من العشائر تعرضت الى التهجير والقتل ومن كلا الطائفتين الشيعية والسنية ، كما طالب بضرورة تعزيز القطعات العسكرية في تلك المنطقة لان الكثير من هذه القطعات تعاني من النقصان في العدة والعدد ، الى ذلك طرح اعضاء الوفد مشروعهم القاضي بانشاء مجلس لعشائر جنوب بغداد الذي قطع شوطاً طويلاً ، حيث تمخض عن تشكيل فوج حماية المحمودية قبل اكثر من ستة اشهر ، كما اشار الوفد الى ضرورة ان تفتح مفوضية النزاهة فرعا لها في المحمودية لمكافحة الفساد الاداري فيها .
ومن جانبه تحدث سماحة السيد الحكيم حيث رحب باعضاء الوفد الضيف ، ومؤكدا على ان المشكلة الكبيرة في العراق هي مشكلة الارهاب الذي يسعى لايجاد مشكلة بين الشيعة والسنة مشددا سماحته على ان الشيعة والسنة كانوا موجودين يجمعهم الاسلام وحب آل البيت وحب العراق الذي هو مركز لمختلف الطوائف والقوميات والاديان حتى قبل الاسلام حيث كان يجمع كيانات مختلفة لوجود المناطق الزراعية الكبرى ، فالعراق لا يخلوا من هذه الحالات ، التي تحمل في طابعها التعايش السلمي مع الاخرين .. فالشيعة والسنة كانوا موجودين وتربطهم العلاقات الكثيرة مثل التجاور والنسب ، ويكاد ان لا تكون هناك عشيرة من العشائر العراقية لم تشمل بهذا التصاهر ، والشي الجميل الذي نعتز به هو عدم وجود تصادم مذهبي بينهم ، كما حصل في بعض البلدان كجنوب افريقيا وافغانستان وغيرها ، حتى بوجود الطاغية صدام والذي لم يحسب على طائفة معينة ومع ذلك لم يحصل هذا التصادم في زمنه . وبعد ان جاء الارهابيون وكما تم تاكيد ذلك في رسالة الزرقاوي الى اسامة بن لادن والتي يوضح فيها ان اختراق هذا التماسك لا يتم الا بايجاد فتنة طائفية بين الشيعة والسنة ، هم يسعون الآن لايجاد هذا الامر . والشي الذي اتضح لكل العراقيين ان هدف هؤلاء ليس الشيعة فقط وانما هدفهم التسلط والتدخل في كل التفاصيل على الطريقة الصدامية ، وكما يحصل في منطقة الانبار التي غالبيتها من السنة ، وفي هذه المنطقة لم يبق شيخ عشيرة محترم الا وخرج من الانبار والارهابيون يقومون باعلان امارة وقد امروا عليها شخص مجهول ( ابو عمر البغدادي ) فمن هو هذا الرجل الذي يطالبون بالبيعة له على ان هذا الامر لن يؤدي الا الى حالة من الفوضى وحرمان الناس من كل الخدمات وقد شاهدتم قبل ايام ان مؤتمر علماء الدين يعقد في الاردن والتساؤل الذي يثار هنا هو لماذا لا يعقد هذا المؤتمر في العراق ، والجواب هو لوجود الارهاب ، كما اكد سماحته على دعمه ومساندته لكل المطالب والمشاريع الخيرة من اجل ان تبقى حالة التكاتف واحترام خصوصيات الاخرين و من اجل حماية هذا الوطن حتى وان اختلفنا مذهبياً او في طريقة العيش والتقاليد . ولكن تربطنا روابط انسانية ودينية واجتماعية وان يكون موقعنا موحد تجاه الارهاب الذي يريد بنا الشر جميعا .. كما حصل في ضرب مكاتب الحزب الاسلامي وهذا دليل على انهم لا يريدون وجود الاخرين الذين يخالفونهم الراي . ونحن بدورنا نحاول ان نفوت عليهم الفرصة بالمحبة والتكاتف فيما بيننا ضد هؤلاء الذين لا يحملون أي رحمة او احترام للانسان ولايؤمنون بالاسلام لان في الاسلام خطوط حمراء وخصوصاً عندما يتعلق الامر بحياة الناس ، ألا أنا نراهم يقومون بقتل الناس بهذه الطرق المتوحشة .. لابد ان يكون العراق لكل العراقيين ،ويجب توزيع الثروات الكبيرة التي يمتلكها العراق بين جميع العراقيين لانها ملكهم . ويجب الاستفادة منها وان نبقى متوحدين ونواصل المسيرة في بناء هذا البلد .
https://telegram.me/buratha